أثار تأجيل جلسة استجواب الفنان اللبناني فضل شاكر إلى أكثر من شهرين، شكوكا حول تسييس القضية وتساؤلات بشأن تعرض الفنان للخديعة، خاصة بعد قيامه بتسليم نفسه طواعية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد مرور أكثر من 12 سنة على اختباءه داخل مخيم عين الحلوة.

تأجيل محاكمة فضل شاكر والمحكمة ترفض سرية الجلسات

وكانت المحكمة العسكرية في بيروت، قد قررت في جلستها يوم الثلاثاء الماضي، تأجيل جلسة استجواب الفنان فضل شاكر إلى الثالث من شهر شباط/ فبراير عام 2026، وذلك بعد طلب وكيلته القانونية أماتا مبارك مهلة للاطلاع على الملفات المرتبطة بالدعاوى المقامة ضده، إضافة إلى رفض رئيس المحكمة العميد وسيم فياض طلب وكيلة شاكر القانونية عقد الجلسة سريا، ليتم استكمال الإجراءات بشكل علني.

وجاء ذلك بعد قيام فضل شاكر في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بتسليم نفسه طوعا إلى مخابرات الجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة، الذي مكث فيه شاكر لأكثر من 12عاما، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بأحداث عبرا العائدة للعام 2013، والتي تسببت باستشهاد عدد من عناصر الجيش اللبناني.

حياة فضل شاكر مهددة وشكوك في تعرضه لخديعة

وقد كشف مصدر خاص لموقع النهضة نيوز، بأن الفنان اللبناني فضل شاكر، كان قد حصل على وعود بالعدالة قبل أن يبادر إلى تسليم نفسه، إضافة إلا حصوله على تعهد دولي أيضا وخاصة تعهد سني خليجي بهذا الشأن.

وبحسب المصدر فقد كان من المفترض أن يحيي فضل شاكر حفلة رأس السنة بالعاصمة السعودية الرياض وكانت التجهيزات مكتملة.

ولفت المصدر إلى أن شاكر كان يتعرض لضغوط من الداخل، حتى بلغ الأمر إلى تهديده بالقتل ممن اعتبروا بأن نجاحه الفني وما يحصل عليه من أموال بسبب الفن هي أموال حرام.

وتطرق المصدر إلى بعض تفاصيل جلسة استجواب فضل شاكر الثلاثاء الماضي، مبينا أن القاضي طلب من شاكر نزع النظارات الشمسية التي كان يضعها، فتدخلت وكيلته القانونية أماتا مبارك وأبلغت القاضي بأن هذه النظارات ليست للمظاهر إنما بسبب مشكلة في قرنية العين يعاني منها الموكل.

ووفق المصدر فإن الفنان فضل شاكر يعاني من مرض سكر متقدم جدا، مما يجعل حياته مهددة بشكل كبير.

ورأى المصدر بأن تأجيل جلسة استجواب شاكر إلى هذه المدة الطويلة، أمر غريب ويشير إلى أن الملف مسيس وليس قضائيا فقط، متساءلا إن كان فضل شاكر قد تعرض للخديعة، أم تم التراجع عن الوعود والتعهدات التي أبلغوه بها قبل تسليم نفسه.

قضية فضل شاكر والتهم الموجهة ضده

ويذكر بأن الفنان فضل شاكر يحاكم في تهم الانتماء إلى تنظيم مسلح، وتمويل هذا التنظيم المرتبط بمجموعة الشيخ أحمد الأسير، إضافة إلى حيازة أسلحة غير مرخصة، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها.

وكان شاكر قد أعلن في العام 2012 اعتزاله الغناء، وذلك بعد اشتداد علاقته مع الداعية السلفي أحمد الأسير وملازمته له في تحركاته.

وفي حزيران/ يونيو العام 2013، وقعت اشتباكات بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري، مما تسبب باستشهاد 18 عسكريا و مقتل 11 مسلحا، لتنهي المواجهة بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه ومن بينهم فضل شاكر مقرا لهم، ليعمد شاكر من ذلك الحين إلى التواري داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقد نفى فضل شاكر مرارا الاتهامات الموجهة إليه بالمشاركة في إطلاق النار على الجيش اللبناني خلال أحداث عبرا.

وخلال فترة اختباء شاكر في المخيم، أصدر القضاء العسكري اللبناني، عدة أحكام غيابية بحقه شمل الأول السجن خمس سنوات وغرامة 500 ألف ليرة بتهمة التطاول على دولة شقيقة والمس بسمعة المؤسسة العسكرية، والثاني السجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة في ملف أحداث عبرا، بعد اتهامه بتشكيل مجموعة مسلحة وشراء أسلحة وذخائر لصالح الأسير.

وفي العام 2020، أصدرت المحكمة العسكرية حكما غيابيا جديدا على شاكر بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة، منها 15 عاما بسبب تورطه في أعمال إرهابية وتقديم خدمات لوجستية، و7 سنوات مع غرامة لشراء أسلحة وتمويل مجموعة أحمد الأسير.