تُعدُّ التمور أحد أكثر المنتجات الزراعية التي تتميز بها الدول العربية وخاصة مصر؛ إذ يتركز غالبية الإنتاج في تلك المنطقة من العالم.

وخلال إحدى جلسات المعرض التجارى الدولى للأغذية والمشروبات “فوود أفريكا” تم عقد جلسة بعنوان  “التمور محرك النمو: من الحصاد المحلي إلى الأسواق العالمية ” لرصد واقع صناعة التمور في الدول العربية عامة ومصر خاصة.

إنتاج وتصدير التمور في مصر

من جانبه أكد المهندس خالد الهجان، رئيس لجنة التمور بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن التحليلات الأخيرة أظهرت ارتفاع الطلب العالمي على التمور المصرية، حيث تستورد أوروبا بما قيمته 700 مليون دولار من التمور سنويًا، في حين تستورد الدول العربية بحوالي 300  مليون دولار سنويًا.

اقرأ أيضًا: صادرات الصناعات الغذائية المصرية تتضاعف 100% خلال 5 سنوات

وأضاف: صادرات مصر لم تتجاوز 34 مليون دولار فقط رغم أنها الأكبر إنتاجًا على مستوى العالم، ما يوضح وجود فجوة كبيرة وفرصة ضخمة لتعزيز الصادرات.

تمور فريحيمصر تخطط للتوسع في تصدير التمور

وأشار إلى أن 40% من الإنتاج يتعرض للهالك بسبب ضعف المعايير في الجودة والتعبئة، وهو ما يؤثر سلبا على القدرة التصديرية والأسعار المحلية، مشدداً على أهمية رفع جودة الإنتاج وضمان معالجة التمور بطريقة صحيحة وخالية من الحشرات، مع مراعاة صحة التمرة وسلامتها من الأمراض، معالجة مشكلة المتبقيات واستخدام المبيدات المصرح بها دوليًا وفق التوقيت المناسب، مع اللجوء إلى الطرق العضوية الفعالة لتحسين التعبئة والتغليف ، لضمان وصول المنتج بأعلى جودة للأسواق الخارجية.

التوسع في الأصناف التصديرية

بينما أكد هاني حسين، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن قطاع التمور المصرية يشهد توسعًا ملحوظًا، سواء على مستوى المزارع الكبيرة أو الأصناف الجديدة مثل المجدول والبرحي ، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمنح القطاع ميزة تنافسية قوية.

تمور البرحيتمور البرحي من أفضل أنواع التمور

وقال: إن المجلس نجح في إدخال تصنيفات جمركية فرعية للأصناف المختلفة، ما أتاح تتبع الصادرات لكل صنف على حدة، مشيرًا إلى النمو الكبير في صادرات المجدول والبرحي بجانب الأصناف التقليدية مثل الصعيدي والسيوي.

اقرأ أيضًا: فوائد طبية وتصنيعية كبيرة.. مصر تتوسع في الكاموميل مع ارتفاع الطلب الدولي عليه

وحذَّر من المنافسة الداخلية بين المصدرين في نفس الأسواق، مؤكدًا على ضرورة تنويع الأسواق الخارجية والتركيز على الجودة والقيمة المضافة للمنتج، لتجنب البيع بأسعار منخفضة رغم الجودة العالية مقارنة بمنافسيهم.

وأشار إلى عملية فتح أسواق جديدة أمر حيوي، خاصة في أوروبا وأسواق بعيدة لم يكن التواجد فيها كبيرًا سابقًا، مؤكدًا على أن تعزيز التسويق وتطوير استراتيجيات البيع أمر ضروري لمواجهة تحديات القطاع.

تطوير قطاع التمور المصري

بينما أكد الدكتور أمجد القاضي، مدير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي بوزارة الصناعة، أن قطاع تصنيع التمور في مصر يشهد دعمًا كبيرًا من القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن هناك توجيهات واضحة للمضي قدمًا في تطوير هذا القطاع واستغلال الطاقات الإنتاجية الكبيرة المتاحة.

تمور جرجودةمصر تتميز بإنتاج وفير من التمور

ولفت إلى أن المركز لعب دورًا محوريًا في تطوير قطاع التمور المصري منذ عام 2003، من خلال إنشاء المصانع والتلاجات الحكومية في سيوة، وتطوير سلاسل القيمة للتمور المصرية بهدف تعظيم القيمة المضافة ورفع جودة المنتج للتصدير، كما عمل المركز بالتعاون مع المجالس التصديرية للحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية، وشارك في تنظيم مهرجانات مثل المهرجان الدولي للتمور المصرية بالتعاون مع جائزة خليفة، لتسليط الضوء على هذا القطاع الواعد وتعزيز فرص الصادرات وخلق فرص عمل.

وأضاف أن الاستراتيجية الأولى لتطوير قطاع التمور ركزت على تحسين نوعية الأصناف التصديرية بما يتناسب مع الأسواق العالمية مثل المجدول، دجلة نور، والبرحي، وتعظيم جودة الإنتاج وتقليل الفاقد من خلال تطبيق أفضل الممارسات الزراعية والمعاملات بعد الحصاد، فضلا عن تعزيز الصناعات التحويلية للتمور وإطلاق أكثر من 40 منتجًا مبتكرًا، وربط المزارعين بالمصدرين والمصنعين لضمان الالتزام بمعايير الجودة المطلوبة للتصدير.

التزام المزارعين بالممارسات الزراعية الجيدة

وأوضح أن الاستراتيجية سيتم تحديثها قريبًا لمواصلة تحسين جودة المنتج وتوسيع الأسواق التصديرية، مؤكدًا أن الجودة تبدأ من المزرعة والتزام المزارعين بالممارسات الزراعية الجيدة هو سر النجاح في الوصول للأسواق العالمية.

مجمع لتصنيع التمورالتمور

ومن ناحيته أكد دكتور رضا عبد الجليل، مدير عام الشؤون الفنية بغرفة الصناعات الغذائية ، أن الغرفة تمثل جسرًا مهمًا بين القطاع الزراعي والصناعي في مصر، وتضم أكثر من 28 ألف عضو يشملون كل ما يخص الأغذية والمشروبات.

وأشار الى أن قطاع التمور يُعدُّ من القطاعات الواعدة، حيث تتركز جهود الغرفة فى دعم تطوير الأصناف التصديرية مثل البرحي والمجدول، وزيادة المساحات المزروعة لتلبية الأسواق العالمية ، وحل المشكلات قبل وبعد الحصاد، بما في ذلك معالجة الأمراض مثل سوسة النخيل، وتحسين التغليف والحفظ لضمان جودة المنتج النهائي، إلى جانب تعظيم القيمة المضافة من خلال التصنيع وإدخال التمور في منتجات غذائية مثل مخبوزات الأطفال، بدائل السكر، والمنتجات الصحية، للاستفادة من الأصناف غير التصديرية أو الفاقد.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط