مع بلوغ الأزمة الاقتصادية في لبنان ذروتها في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، تراجع الإنتاج التلفزيوني بوضوح، كما كان لاجتياح فيروس كورونا العالم سبباً إضافياً في رسم خريطة التقشف في الإعلام اللبناني المرئي، فغابت البرامج والإنتاجات المكلفة، واستُبدلت بالمسلسلات التركية.
بعد نحو سبع سنوات، عاد هذا الإنتاج اليوم، وفق ما أعلنته قناة إم تي في (MTV) اللبنانية، ليشهد انطلاقة برنامج آخر بكلفة عالية. هكذا، أطلق مدير عام “إم تي في” ميشال المرّ، إلى جانب وزير الثقافة غسان سلامة، الحلقة الأولى من “يلا نِدبُك” على الشاشة الصغيرة، والهدف، وفق بيان إعلان انطلاقة البرنامج، هو إعادة إحياء التراث اللبناني من خلال الدبكة التي يشتهر بها لبنان.
12 فرقة من مختلف المحافظات اللبنانية ستُشارك في المسابقة التي تمتد لأكثر من شهرين على الشاشة الصغيرة، في محاولة ضمن سباق يسعى فيه كل منافس إلى كسب المركز الأول.
في الحلقة الأولى، التي قدمها طوني بارود وكارلا حداد، شاركت مجموعة من الفرق، ليشكّل ذلك خطوة أولى لرسم معالم البرنامج ومحتواه، وإشراك الجمهور في آلية إبداء الرأي من خلال التصويت عبر المنصة، واختيار الفرقة الأجدر بالمتابعة على مدى عشرة أسابيع.
كان التنافس واضحاً بين فرق مؤهلة وأخرى بدا ضعفها من خلال الحركة والتفاعل على المسرح، إلا أنّ جميع الفرق مُنحت فرصة الاستمرار إلى الأسبوع الثاني التزاماً بمسار المنافسة والمستوى العام للعروض.
تضم لجنة التحكيم عبد الحليم كركلا، مؤسس وقائد فرقة كركلا، وهو أحد أبرز روّاد هذا الفن التراثي. وتحضر نادرة عساف التي عرفها الجمهور في برنامج استديو الفن وكانت الحكم الأكثر صرامة عن فئة الرقص، وهي تُعِدُّ كتاباً سيصدر قريباً عن فنون الدبكة في لبنان والعالم. ويشارك أيضاً في اللجنة ربيع نحاس، الذي سبق أن شارك في برنامج رقص النجوم الذي عُرض لسنوات على شاشة إم تي في.
“يلا نِدبُك” برنامج مسابقات فني وتراثي يجمع فرق الدبكة من مختلف المناطق اللبنانية في أجواء مليئة بالحماسة والتحدّي. يقدّم البرنامج عروضاً حيّة تُظهر جمال الدبكة وتنوّع مدارسها وقوة حضورها بين الأجيال، وتقيّمها لجنةُ خبراء وضيوف متخصصين في الفولكلور والموسيقى.
في كل حلقة، تتنافس الفرق على تقديم أفضل أداء وأجمل لوحات وأقوى طاقة لنيل إعجاب الجمهور والتقدّم نحو اللقب. إنه احتفاء بالهوية اللبنانية، بالفن الشعبي، وبالروح الجماعية التي تميز هذا التراث العريق.

ومن المتوقع أن يعيد إنتاج هذا النوع من البرامج الحركة إلى المحطات اللبنانية، التي منحت الهواء لسنوات للدراما التركية واستغنت عن مجموعة واسعة من الإنتاجات التي حققت حضوراً مهماً في السنوات الأخيرة.
إلى جانب ذلك، وعدت فضائية إم بي سي (MBC) السعودية بعودة برنامجي “أراب آيدول” و”غوت تالنت” بعد انتهاء عرض برنامج “فويس كيدز” قبيل بدء شهر رمضان العام المقبل، ما يشير إلى احتمال عودة المحطات اللبنانية إلى خط الإنتاج، رغم النزاعات والحروب التي تحيط بالعالم العربي.