تكثف الصين وأمريكا سباقهما لتطوير أسلحة متطورة وأسلحة مضادة، حيث يصور كل منهما الآخر على أنه متخلف تكنولوجيًا، مستخدمين الابتكار العسكري كرسالة استراتيجية تهدف إلى إضعاف الثقة العالمية في قوة ومصداقية منافسيهم.
التنين الصيني J-20A
تُعدُّ طائرة J-20A “التنين الجبار” الصينية رأس الحربة في مساعي بكين لإنهاء الهيمنة الجوية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتعمل هذه الطائرة النفاثة الكبيرة ذات الجناح الأمامي المثلثي بمحركات WS-10C محلية الصنع، وهي محسنة للتخفي الأمامي، وتحمل صواريخ PL-15 بعيدة المدى في حجرات داخلية، وترتبط بشبكة الاستشعار الصينية الأوسع نطاقًا من نوع A2/AD.
وتم تصميم هذه الطائرة لمطاردة مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية، وتدمير طائرات التزود بالوقود والإنذار المبكر والتحكم المحمول جوًا (AWACS)، وفرض حظر جوي حول تايوان وبحر الصين الجنوبي انطلاقًا من قواعد في عمق الأراضي الصينية.
J-20Aقفزة الصين من نسخ تصاميم روسية
وترمز هذه الطائرة إلى قفزة الصين من نسخ التصاميم السوفيتية القديمة إلى امتلاك نماذج محلية متطورة خاصة بها.
وأصبحت طائرة J-20A جاهزة للعمليات، ويتم نشرها بأعداد متزايدة في العديد من ألوية القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
تقديم مقاتلة J-20A “التنين الجبار”
وحلقت طائرة J-20A لأول مرة عام 2011. واعتمدت النماذج الأولية على محركات AL-31FN الروسية نظرًا لمحدودية قدرة الصين على إنتاج محرك محلي الصنع يليق بمقاتلة من الجيل الخامس.
لكن بمرور الوقت، قامت الصين بتطوير محركاتها الخاصة، واعتمدت محرك WS-10C للاستخدام في طائرة J-20A، وقامت بتحديث أنظمة التحكم في الطيران، وتعزيز إلكترونيات الطيران وتشكيل التخفي، وتحسين دمج الرادار وأجهزة الاستشعار.
الصين تتحدى أمريكا
وبرزت هذه المنصة تدريجيًا كقوة قادرة على تحدي الهيمنة الجوية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة وأن الصين أجرت تحسينات على قدرة المنصة على التخفي، من خلال مداخل هواء متعددة الأوجه، وحواف متناسقة، وحجرات أسلحة داخلية.
وينصب التركيز على التخفي من الأمام، وهو مثالي للمواجهات بعيدة المدى خارج مدى الرؤية (BVR) التي يُرجح أن تميز الصراع الجوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الشاسعة.
ويستخدم هيكل الطائرة على نطاق واسع مواد مركبة وطلاءات ماصة للرادار.
أجهزة الاستشعار
من المعروف أن أجهزة الاستشعار والإلكترونيات في طائرة J-20A أقل تطوراً من نظيراتها الغربية، إلا أنها لا تزال تتمتع بقدرات عالية، إذ تضم راداراً نشطاً بتقنية المسح الإلكتروني، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء موزعة، وفتحات كهروضوئية متعددة، وروابط بيانات متطورة للحرب الشبكية مع طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً (أواكس)، والطائرات المسيرة، والطائرات المقاتلة التقليدية.
صُممت طائرة J-20A لدمج الرادار والأشعة تحت الحمراء والحرب الإلكترونية والكشف السلبي في صورة واحدة متكاملة للطيار المنفرد.
J-20Aي
يمكن لطائرة J-20A حمل صواريخ جو-جو PL-15 بعيدة المدى، يصل مداها التقديري إلى 200 كيلومتر، داخل حجرة الأسلحة الداخلية.
وفي الحجرات الجانبية، تحمل الطائرة صواريخ PL-10 عالية الارتفاع خارج نطاق الرؤية المباشرة.
وفي المستقبل، قد تُطوَّر الطائرة لتضمين صواريخ PL-17 فائقة المدى، كما تستطيع J-20A بلوغ سرعات تقارب ضعف سرعة الصوت (ماخ 2.0) باستخدام محركي AL-31 أو WS-10.
ومن المتوقع أن يمنح محرك WS-15 الجديد الطائرة القدرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون استخدام المنظار. ويُقدَّر نصف قطرها القتالي بأكثر من 1000 ميل، وهو أكبر بكثير من نصف قطر طائرة F-22 الأمريكية.
اقرأ أيضًا.. ترتيب الجيش الجزائري عربيًا وعالميًا بعد دخول مقاتلات “سو-57” الخدمة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
