في تطور مفصلي هز أوساط العمالة الوافدة، أكدت المديرية العامة للجوازات السعودية أن 13 مليون مقيم باتوا تحت مجهر إجراءات جديدة صارمة قد تحسم مصير ملايين الأسر خلال ساعات قليلة. القرار الحاسم الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصة إكس يضع شروطاً حديدية لترحيل المخالفين نهائياً، في خطوة وصفها خبراء بأنها “السيف المسلط على رقاب العمالة المخالفة”.
وأوضحت المديرية أن الطريقة الوحيدة لترحيل الوافد المخالف تستوجب إصدار تأشيرة خروج نهائي، مع التأكيد على ضرورة التقدم لجهات الاختصاص وإقامة دعوى في حال وجود مطالبات مالية. هذا القرار الذي يؤثر على 70% من القوى العاملة في المملكة، دفع أحمد المصري، عامل البناء البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعيل أسرة من 6 أفراد، للقول بصوت مرتجف: “أعيش في كابوس يومي، فأي خطأ بسيط قد يعني فراق أطفالي إلى الأبد”. المحامي سعد الزهراني، المتخصص في قضايا العمالة، أكد أن “مكاتبنا تشهد إقبالاً غير مسبوق من الوافدين الراغبين في تسوية أوضاعهم قبل فوات الأوان”.
قد يعجبك أيضا :
هذا التشديد ليس وليد اللحظة، بل يأتي في سياق رؤية 2030 وبرامج تصحيح الأوضاع المتكررة التي شهدتها المملكة منذ التسعينات. د. فهد العتيبي، خبير قانون الهجرة، يؤكد أن “القرار يهدف لضبط السوق وحماية حقوق الجميع، لكن التطبيق سيكون تدريجياً لتجنب الصدمات الاقتصادية”. المشاهد في مراكز الجوازات تذكرنا بحملات الترحيل الكبرى السابقة، حيث تتشكل طوابير طويلة من الوافدين الذين يحملون أوراقاً مهترئة وقلوباً مفعمة بالخوف والأمل.
التأثير على الحياة اليومية بدأ يظهر جلياً، حيث تعيش فاطمة البنغلاديشية، الخادمة المنزلية، في “قلق يومي من المداهمات والترحيل المفاجئ”، بينما تشهد أسعار الخدمات القانونية ارتفاعاً حاداً نتيجة الطلب المتزايد. هذا التطور يفتح المجال أمام فرص عمل جديدة للشباب السعودي، لكنه في المقابل ينذر بنقص محتمل في العمالة الماهرة وارتفاع تكلفة الخدمات. الخبراء يحذرون من أن عدد المعرضين للترحيل قد يعادل سكان دولة صغيرة، مما يستدعي خطة شاملة لإدارة هذا التحول الجذري في سوق العمل.
قد يعجبك أيضا :
القرار الذي بدأ كإجراء إداري تحول إلى نقطة تحول تاريخية ستعيد تشكيل خريطة العمالة في أكبر اقتصاد عربي. على كل وافد مراجعة وضعه القانوني فوراً والتحرك بأقصى سرعة لتجنب مصير قد يكون لا رجعة فيه. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون من الناجين الذين استطاعوا تسوية أوضاعهم، أم ستقف في طابور المرحلين الذين فات أوانهم؟
