أفادت وسائل إعلام مصرية، يوم أمس الخميس، بأن فيلم “الست” الذي يحاكي سيرة السيدة أم كلثوم اعتلى إيرادات صالات السينما في البلاد، خلال ثاني أيام عرضه.
وقالت صحيفة “المصري اليوم”: إن الفيلم حقق نحو 2 مليون و264 ألف جنيه، مقابل بيع 15.1 ألف تذكرة فقط، وقفز بإجمالي إيراداته بعد 48 ساعة على عرضه إلى 4 ملايين و332 ألف جنيه، وباع تقريبًا 30 ألف تذكرة.
جدل واسع بشأن فيلم “الست”
وتوفرت لهذا العمل كثير من الإمكانات التي تظهر في الديكور والملابس التي تعبر عن هذه الحقبة الزمنية، وهو يتناول الرحلة الفنية والإنسانية التي شكلت شخصية أم كلثوم وخلّدت تراثها، وفق صحيفة “الأهرام”.
وتظهر منى زكي في العمل بأداء مختلف يضعها أمام تحدّ فني كبير في تجسيد شخصية ذات حضور تاريخي وثقل جماهيري واسع، لكنها تعرضت لانتقادات حادة من إعلاميين ورواد مواقع التواصل، بسبب عدم التشابه بينها وبين الست وفق التعليقات.
ويسلّط الفيلم الضوء على التحديات المجتمعية التي واجهتها في سنواتها الأولى، بما في ذلك اضطرارها لارتداء ملابس الصبيان في بعض المحطات، قبل أن يقودها صوتها الفريد وموهبتها الاستثنائية إلى قمة المجد، لتصبح واحدة من أبرز النساء العربيات وأكثرهن تأثيرًا في تاريخ الفن، وفق” المصري اليوم”.
وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى عالميًا ضمن فعاليات مهرجان مراكش السينمائي الأسبوع الماضي، قبل وصوله إلى صالات العرض التجارية، وهو من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ويشارك في بطولته عدد من النجوم، بينهم محمد فراج، أحمد خالد صالح، تامر نبيل، سيد رجب، إلى جانب ضيوف شرف.
“رمزية أم كلثوم”
ورأى الناقد والمؤرخ الفني محمد شوقي خلال حديثه للتلفزيون العربي أن استحضار أم كلثوم اليوم، سينمائيًا ومسرحيًا، يؤكد أنها ما زالت حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية العربية، وأن سيرتها لا تزال مادة ثرية ومفتوحة لأي مبدع، سواء عبر فيلم أو مسلسل أو عرض مسرحي أو حتى كتب ودراسات.
ويشير شوقي إلى أن الحساسية التي رافقت فيلم “الست” ليست مستغربة، إذ تعود إلى المكانة الخاصة التي تحتلها أم كلثوم في وجدان الجمهور العربي، وما يرافق ذلك من خوف دائم على صورتها من أي اهتزاز أو قراءة مختلفة.
وبعد عرض الفيلم، لفت شوقي إلى أن كثيرًا من المخاوف المسبقة تبدّدت، موضحًا أن عددًا واسعًا من النقاد والجمهور أبدوا إعجابهم بالمعالجة التي ركّزت على إحساس المرأة داخل أم كلثوم، لا على صورة “سيدة الغناء العربي” وحدها، وقدّمت مواقف إنسانية مؤثرة من حياتها، سواء كامرأة أو كرمز وطني.

واعتبر شوقي أن الفيلم يشكّل تجربة سينمائية متكاملة من حيث الإخراج والإنتاج والطرح، ومقاربة مختلفة عما قدم سابقا عن سيرتها.
ويخلص شوقي إلى أن الجدل المرافق للفيلم، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، أسهم في إعادة فتح النقاش حول كيفية تقديم الرموز الكبرى فنيًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحديث عن أم كلثوم سيبقى دائمًا موضوعًا حاضرًا وجاذبًا، لأن هذا الصوت “لم يغب يومًا ولا يزال قادرًا على الإبهار والسحر عبر الأجيال”.
