afp_tickers

تم نشر هذا المحتوى على

12 ديسمبر 2025 – 18:08

في جزيرة سومطرة الإندونيسية التي اجتاحتها فيضانات أسفرت عن سقوط حوالى ألف قتيل، منعت آلاف الأشجار التي اقتلعتها السيول المصلّين من الوصول إلى المسجد الجمعة. 

وبلغت حصيلة الفيضانات، وهي من الأسوأ التي شهدتها سومطرة في شمال الجزيرة في الفترة الأخيرة، بما في ذلك في آتشيه (التي تعرّضت لتسونامي في 2004)، 995 قتيلا و226 مفقودا وحوالى 890 ألف نازح الجمعة، بحسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.

في دار المخلصين، تعذّر على الناجين من الفيضانات الصلاة الجمعة في المسجد الذي أغلقت مدخله آلاف الأشجار بعدما جرفتها الأمطار الغزيرة التي تهطل منذ أسبوعين، ما حال دون إمكان الوصول إليه.

وقال أنغا (37 عاما) الذي يتحدر من بلدة تانجونغ كارانغ المجاورة “ليس لدينا أيّ فكرة من أين يأتي كلّ هذا الخشب”.

وقبل الفيضانات، كان المسجد يستقطب جمعا غفيرا من المصلّين. 

أما اليوم، “فلم يعد ممكنا الوصول إليه. وكان المسجد يقع بالقرب من نهر. لكن النهر اختفى وتحوّل إلى حقل للموت”، بحسب أنغا.

وأشار قرويون لوكالة فرنس برس إلى أن الأشجار وجذوعها التي جرفها التيّار وأحاطت بالمسجد سمحت بتفادي أن يحلّ دمار أكبر به.

وعاين مراسل وكالة فرانس برس الخراب الذي أصاب الموقع حيث انتشرت الأشجار المقتلعة الآتية على الأرجح من المزارع المجاورة في محيط المسجد.

– حماية أفضل للغابات –

عزت السلطات الأضرار في جزء منها إلى الاستغلال الحرجي المتفلّت من الضوابط.

ويعتبر خبراء البيئة أن إزالة الغابات على نطاق واسع فاقمت الفيضانات وانهيارات التربة، بتدميرها الغطاء الحرجي الذي يثبّت عادة التربة ويحتبس التساقطات.

وتعدّ إندونيسيا من البلدان التي تشهد أعلى نسب سنوية لإزالة الأحراج.

وأكّد الرئيس برابوو سوبيانتو الذي زار الجمعة منطقة آتشيه تاميانغ للضحايا أن الحكومة تعمل على تحسين الوضع.

وصرّح “نعرف أن الظروف صعبة لكننا سنتغلّب عليها معا”، داعيا السكان إلى “توخّي الحيطة واليقظة”.

وتقدّم الرئيس بالاعتذار عن “القصور المحتمل”، مؤكدا “نحن نعمل بلا كلل أو ملل”.

ودعا في معرض حديثه عن المسائل البيئية إلى حماية أفضل للغابات، مشدّدا “ينبغي عدم قطع الأشجار عشوائيا”.

وقال “أطلب من الحكومات المحلية التحلّي باليقظة والسهر على طبيعتنا وحمايتها قدر المستطاع”.

غير أن الاستياء متعاظم في أوساط ضحايا الفيضانات الذين ما انفكّوا يشتكون من بطء المساعدات.

وقد تبلغ كلفة الإعمار بعد الكارثة 51820 مليار روبية (3,1 مليارات دولار) وترفض الحكومة الإندونيسية طلب مساعدة دولية.

ذهب خيري رمضان (37 عاما) إلى بلدة بابو المجاورة للصلاة، على أمل إيجاد مسجد سلم من أضرار الفيضانات.

وعلق “قد تكون بعض المساجد قد نظّفت وأريد التغلب على الحزن الذي يسكنني”.

ستر-دسا-جهي/م ن/ب ق