تحت عنوان «المماليك: الإرث والأثر» يحتضن متحف اللوفر أبوظبي معرضاً يضم 270 عملاً، ويسلط الضوء على الإرث الفني الغني لسلطنة المماليك، التي حكمت مساحات شاسعة من الأراضي التي ضمت أهم المواقع الإسلامية المقدسة لأكثر من قرنين ونصف القرن. ويعتبر هذا المعرض الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، وجمعت أعماله من مقتنيات 34 متحفاً ومؤسسة ثقافية مرموقة من 13 دولة.

روابط تاريخية

تتنوّع المعروضات بين الأواني الزجاجية والمعدنية والخزفيات والمنسوجات، إضافة إلى العملات والمخطوطات وغيرها من القطع المميزة. ويُنظم اللوفر أبوظبي هذا المعرض بالتعاون مع متحف اللوفر ومؤسسة متاحف فرنسا، إذ أقيم هذا المعرض للمرة الأولى في متحف اللوفر بباريس في ربيع العام الجاري، كأول معرض أوروبي كبير مكرس لسلطنة المماليك. ويُقدم المعرض اليوم للجمهور في دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، ويسلط الضوء على الروابط التاريخية والثقافية بين المنطقة والعالم المملوكي، مع عرض موسّع لمجموعة من الأعمال الفنية المُستعارة من مؤسسات إقليمية، تُعرض حصرياً في أبوظبي، إلى جانب بعض الأعمال التي عُرضت في كل من أبوظبي وباريس.

تنوّع المجتمع

وحول تفاصيل المعرض، تحدثت أمين متحف أول في اللوفر أبوظبي، فاخرة أحمد الكندي، لـ«الإمارات اليوم» قائلة: «يعتبر عصر المماليك قريباً لنا في المجتمع العربي، ولكن مجرد الحديث عن عصر المماليك، يتبادر إلى الذهن، الجانب العسكري والنظام المحنك، وهذا يحمل أهمية كبيرة في صناعة الدولة، كما أن عصر المماليك هو أحد العصور الذهبية في التاريخ، وهذا ما تعكسه الأعمال فضلاً عن عرضها جوانب تتعلق بتنوّع المجتمع وتداخله وتجانسه مع وجود الثقافات المتعددة، منها الثقافات الدينية المهمة والعلمية والأدبية والروائية». وأضافت الكندي: «ما يهمنا كمتحف هو أن نقدّم التقاء الحضارات، والمماليك شكلوا عنصراً أساسياً في هذا، ليس بفضل الموقع الجغرافي فقط بل أيضاً كانوا يسعون إليه على أكثر من صعيد، تجاري ودبلوماسي، وهذا نلاحظه من نمو الدبلوماسية في هذه الفترة وبشكل واضح في العالم، حيث انتشرت سفاراتهم في أماكن مختلفة: في الغرب والشرق وأوروبا وإفريقيا وآسيا».

منتج فني

ولفتت الكندي إلى أن السلطنة كانت منتجة فنياً وتقنياً، ووصلت بعض الأساليب التقنية إلى أوجها، وهذا ما يبرزه المعرض، الذي يسلط الضوء على الصورة الشاملة للمماليك، موضحة أن هذا المعرض يصنف أنه من أهم المعارض التي نظمت بالتعاون مع مجموعات كبيرة تمتلك الفنون الإسلامية حول العالم، وعدد المجموعات التي تم استعارة الأعمال منها يزيد على 30، فيما القطع المعروضة في المتحف، يزيد عددها على 270 قطعة.

ونوهت الكندي بوجود ارتباط بين الفن في عصر المماليك والدين على نحو خاص، مشددة على أن أي خلافة إسلامية تحمل دوراً أساسياً في صون وحماية المناطق الدينية، وقد لعبوا دوراً كبيراً في هذا الإطار في القاهرة وفي دمشق وعامة الأماكن التي كانوا موجودين فيها، بينما العلماء لعبوا دوراً بارزاً في الدراسات العلمية، معتبرة أن هذا الدور ترجم في القطع الفنية الموجودة في المعرض، ومنها المصاحف والمخطوطات، ومنها التي تحمل جماليات وأهمية الزخرفة المملوكية المعروفة، التي وجدت من بداية الحكم الإسلامي.

فنون إسلامية

وأكدت مديرة الفن الإسلامي في متحف اللوفر بباريس والقيّمة على المعرض ثريا نجيم، أن هذا المعرض يعتبر الأول من نوعه منذ 50 عاماً، وهو يروي حضارة عصر المماليك، ويستمد أهميته من كونه لم ينظم في السابق، وثانياً كونه لا يسلط الضوء على الفن فحسب، بل أيضاً على المجتمع، فضلاً عن كونه يضيء على أهمية الفنون الإسلامية في تلك المرحلة التاريخية. ولفتت نجيم إلى أنها تعمدت تقسيم الأعمال في المعرض إلى أقسام تقدّم قصة عصر المماليك، وتوضح المجتمع والحكم والفنون وغيرها، مع تسليط الضوء على دور المرأة، ما يشكل إضافة مهمة. ونوهت بأن أهمية تنظيم المعرض في اللوفر أبوظبي، يأتي من كونه يركّز على الفن الإسلامي، ويروي حكاية الترابط بين الأراضي الإسلامية، لاسيما أن «دار الإسلام» لعبت دوراً بارزاً في ترابط الدول، وهذا قد لا يكون معروفاً لدى الكثيرين، إضافة إلى أن المعرض يبرز حداثة الفنون الإسلامية والجماليات التي تحملها، دون أن تكون موضوعة في إطار تاريخي فحسب.

. أقيم المعرض للمرة الأولى في متحف اللوفر بباريس في ربيع العام الجاري، كأول معرض أوروبي كبير مكرس لسلطنة المماليك.

. المعرض الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، جمعت أعماله من مقتنيات 34 متحفاً ومؤسسة ثقافية مرموقة من 13 دولة.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App