في تطور عاجل يهز الحياة اليومية، تستعد أكثر من 50 ألف أسرة في كفر الشيخ لمواجهة 5 ساعات كاملة بلا كهرباء اليوم السبت، في عملية صيانة شاملة ستحول 15 منطقة وقرية إلى العصر الحجري من الساعة الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً. الساعات القليلة المتبقية قبل انقطاع التيار تشهد استعدادات محمومة من المواطنين الذين يسابقون الزمن لشحن هواتفهم وتحضير وجباتهم قبل فوات الأوان.

    وفقاً لبيان عاجل من شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، ستشهد المناطق المنكوبة توقفاً كاملاً للحياة، بما يشمل متبول وتوابعها، أجزاء من سنهور المدينة ودمرو، حازق والدمياطي، بالإضافة لمجالس قروية المنشأة الكبرى وميت الديبة والوزارية. “هذه صيانة ضرورية لتجنب انقطاعات أطول وأكثر إيلاماً”، حسبما أكد مصدر رسمي بالشركة، بينما تروي أم أحمد البالغة 55 عاماً قلقها: “أعتمد على جهاز الأكسجين المنزلي، وخائفة من توقفه خلال فترة الانقطاع”.

    قد يعجبك أيضا :

    تأتي هذه الصيانة الطارئة ضمن برنامج شامل لتطوير شبكات الكهرباء في محافظات الدلتا، تحت إشراف المهندس أيمن موسى، وكيل الوزارة ورئيس قطاع الكهرباء بالمحافظة. ويشير الخبراء إلى أن هذا الانقطاع المجدول يهدف لتجنب تكرار كارثة انقطاع الكهرباء الكبير عام 2014، عندما تعطلت شبكات كاملة لأيام متواصلة. “الشبكات القديمة لم تعد تحتمل الأحمال المتزايدة”، يؤكد د. سامي الكهربائي، مهندس شبكات الكهرباء، مضيفاً أن التحديث الآن ضرورة حتمية لضمان استقرار الخدمة مستقبلاً.

    بينما تستعد البيوت لدخول عصر الشموع والمصابيح اليدوية، تواجه الأسر تحدياً حقيقياً في إدارة يومها بلا أجهزة كهربائية. فاطمة العاملة الثلاثينية التي تعمل من منزلها تتوقع خسارة دخل يوم كامل، بينما يسرع محمد الفلاح الأربعيني لتشغيل مولده الصغير لحماية محاصيله المحفوظة. التجار يغلقون محلاتهم مبكراً، والمقاهي الشعبية تلغي جلسات الصباح، بينما ربات البيوت يتسابقن لطهي الطعام قبل انقطاع الغاز الكهربائي. الأطباء يحذرون من مخاطر تعطل الأجهزة الطبية المنزلية، خاصة لكبار السن والمرضى المزمنين.

    قد يعجبك أيضا :

    مع اقتراب موعد الانقطاع، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مصير الآلاف الذين سيعيشون ثلث يومهم في ظلام دامس. الشركة تؤكد انتهاء الأعمال في الموعد المحدد، لكن الخبراء يحذرون من احتمالية اكتشاف أعطال إضافية قد تطيل فترة الانقطاع. النصائح تتدفق عبر مواقع التواصل: شحن البطاريات، تحضير الشموع، طهي الطعام مسبقاً. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستكون هذه المعاناة الأخيرة، أم مجرد بداية لانقطاعات أطول وأكثر إيلاماً؟