الشارقة 24 – محمد الحمادي:
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء يوم الجمعة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي يستمر حتى 17 من ديسمبر الجاري، وشهد يومه الأول عرضاً مسرحياً من تأليف سموه بعنوان “البرّاق وليلى العفيفة”، وذلك في منطقة الكهيف بالشارقة.
أداء الممثلين والسيناريو وتطبيق الكلمات الشعرية والتقنيات المتطورة
وأشاد سموه، بأداء الممثلين والسيناريو وتطبيق الكلمات الشعرية والتقنيات المتطورة المستخدمة في العرض المسرحي، مشيراً سموه، إلى أنه تمت إضافة الفكرة والفرجة وعرض السينما على العمل المسرحي الذي يتميز بالتنوع في مكوناته، مؤكداً سموه، أن الإمكانات والرغبة من قبل مسرح الشارقة الوطني توفرت ليخرج العمل باسم دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه المهرجان.
”البرّاق وليلى العفيفة” هدفه الحصول على جائزة المهرجان
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، أن المشاركة بالعمل المسرحي “البرّاق وليلى العفيفة” هدفه الحصول على جائزة المهرجان، ومنافسة المشاركات المختلفة من البلدان العربية، موضحاً سموه، أن الفوز بالجائزة ليس لقباً شخصياً لسموه ولا للشارقة، بل لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تنوع بين التمثيل المسرحي والتمثيل المصور
وأشار سموه، إلى أن العمل المسرحي “البرّاق وليلى العفيفة” يختلف عن أي عمل سابق لأنه منوط بالمسابقة والتنافس بين الدول المشاركة، مشيداً سموه، بجهود المخرج محمد العامري الذي أكد تفوقه من خلال إخراج عمل كبير ومتشعب، وإتقانه للفنون الأدائية، والتنوع بين التمثيل المسرحي والتمثيل المصور الأمر الذي يعكس إتقان العمل.
أهمية الارتقاء بالمسرح
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى أهمية الارتقاء بالمسرح وأن يكون هناك أُناس يدعمونه ويرفعونه، مشيراً سموه، إلى أنه أحد الذين وهبوا أنفسهم منذ الصغر للمسرح، مستذكراً سموه عام 1954م، حيث أخرج سموه مسرحية كانت رسالتها قوية لدرجة أن ريعها بلغ 30 ألف روبية في ذلك الوقت، موضحاً سموه، أنها لم تكن صدفة، بل صادف يوم عيد، والعيد في الشارقة يتجمع الناس فيه تحت “شجرة الرولة”، حيث تم بيع التذاكر هناك، واصفاً سموه الحضور بالكبير والذي تقدمه الشيوخ آنذاك، معتبراً سموه هذا الصيت نجاحاً باهراً لمسرح يقوده شباب، داعياً سموه، إلى الترفع عن الصغائر في العمل المسرحي، وموصياً سموه، إلى ضرورة الالتفاف حول كل العاشقين للمسرح.
أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية
وتحدث سموه، عن الجهود التي تقودها أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية في مجال دعم المسرح، مبيناً سموه، أن الأكاديمية ستُخرج للعالم العربي أعداد كبيرة من المواهب والخريجين المصقولة مهاراتهم من بلدان مختلفة، مؤكداً سموه، احتضانهم خلال فترة الدراسة، والأخذ بيدهم بعد التخرج من خلال دعم أفكارهم كونهم صغار مبتدئين في هذا المجال، مشيراً سموه، إلى أنه إذا لم يلق الخريج الاهتمام فسيضيع، موضحاً سموه، أنه تمت مناقشة هذه الخطوة في اجتماعات الأكاديمية للوصول إلى نتائج ملموسة، مؤكداً سموه، أن الأعداد المنتسبة كبيرة والأبواب جميعها مفتوحة لجميع الجنسيات.
أهمية كسب الود بالروح
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، أن العمل المسرحي لا بد أن يتجرد من الإقليميات الضيقة، داعياً سموه إلى أهمية كسب الود بالروح في هذا المجال، وذلك للارتقاء بالناس ما يؤدي إلى الارتقاء بالمسرح، موصياً سموه المسرحيين والكتاب والمخرجين بعدم الانجرار خلف التفاهات والأعمال الهزلية، ولا بد أن يكون المسرح ذو رسالة قوية، مؤكداً سموه، أنه أول من اصطدم بهذه التحديات، في نهاية الخمسينات وبداية الستينات عندما كان لسموه عمل مسرحي واصطدم بالمندوب الإنجليزي آنذاك، الذي تمت دعوته لعمل مسرحي قوي، وطلب بعدها إغلاق المسرح ومصادرة الأدوات وأُخذت المشروعات الذي عمل عليها سموه من مسرحيات كتبها بنفسه.
تطوير مهارات الكتاب والمسرحيين والمخرجين
واقتبس سموه من كلمته في المسرح العالمي باليونيسكو عندما قال: “فلما شاهد المندوب الإنجليزي المسرح والعساكر يهجمون عليه فرت روحه ودخلت إليه”، متمنياً سموه أن تكون الأعمال في هذا المجال من أشخاص لديهم إيمان بما يقولونه والمصداقية، ناصحاً سموه الكتاب والمسرحيين والمخرجين بضرورة تطوير أنفسهم بسرعة، للتواجد بين الكبار ورفع علم الدولة بين الدول العالمية التي تنظم مسابقات في المجال المسرحي.
عروض الفرقة الشعبية والفقرات التراثية
وكان سموه، قد شاهد فور وصوله إلى موقع المهرجان الذي يحتفي بالبيئات الصحراوية العربية، ويبرز عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الإبداعية عبر جماليات الفن المسرحي، عروض الفرقة الشعبية والفقرات التراثية التي قدمتها والتي تبرز مهارة المؤدين وقدرتهم على توظيف التراث في صياغة مشاهد تلامس وجدان الحضور وتعزز الارتباط بالموروث الثقافي.
قصة مميزة من قصص التاريخ العربي
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، العمل المسرحي الجديد من تأليف سموه، بعنوان “البرّاق وليلى العفيفة”، والتي تجسد قصة مميزة من قصص التاريخ العربي التي حفظها لنا ديوان العرب “الشعر”، من خلال ما جاد به الشعراء من قصائد تغنت بصفات البطولة والفروسية والشجاعة والإخلاص والتفاني والحب لهذه الأرض، وهي استلهام رائع من قصص التاريخ التي وثقها الشعر العربي بقوافي الشعراء التي تفيض جزالة وصور شعرية ملهمة ظلت محفورة في الوجدان على مر العصور والأزمان.
توظيف وسائل تعبيرية حية وعروض مصورة
كما اعتمد العمل المسرحي على توظيف وسائل تعبيرية حية وعروض مصورة تعزز من قوة المشهد وتعمق الارتباط بالأحداث، من خلال الاستعانة بالخيول والجمال التي أسهم حضورها في إضفاء واقعية أكبر على العرض، وترجمة الصور الشعرية إلى مشاهد ملموسة تلامس إحساس المشاهد.
دعامة أساسية في إيصال الرسالة الفنية والثقافية
وشكّلت هذه العناصر البصرية، دعامة أساسية في إيصال الرسالة الفنية والثقافية، لما لها من ارتباط وثيق بالبيئة العربية الأصيلة، ولقدرتها على تجسيد روح الفروسية والبسالة التي تناولها العرض المسرحي.
نجوم التمثيل المحليين والعرب
وقدم العرض، فرقة مسرح الشارقة الوطني، وشارك فيه العديد من نجوم التمثيل المحليين والعرب، أبرزهم أحمد الجسمي، وباسم ياخور، وإبراهيم سالم، وعبد الله مسعود، وعزة زعرور، فيما أخرج العرض المخرج محمد العامري.
المسرح الصحراوي وجماليات السير الشعبية العربية
وتأتي هذه الدورة تحت عنوان “المسرح الصحراوي وجماليات السير الشعبية العربية”، وتهدف إلى استكشاف الممكنات الفنية والتقنية التي تتيحها السير الشعبية العربية لإثراء تجربة المسرح الصحراوي ودفعها نحو آفاق إبداعية أرحب، ويختتم المهرجان دورته التاسعة، مساء يوم 17 من ديسمبر الجاري.
حضر انطلاق المهرجان بجانب سموه كل من: الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، وعدد من كبار المسؤولين والفنانين وأعيان المنطقة.
