في لحظة تاريخية نادرة، شهدت منطقة جازان حدثاً استثنائياً عندما كرّم أمير المنطقة شاعراً وقف 60 عاماً كاملة يصارع الزمن بالكلمات! الأمير محمد بن عبدالعزيز لم يكتف بالحضور والتكريم، بل فاجأ الجميع بقرار تاريخي: تسمية المسرح الحضاري باسم الشاعر حسن أبوعَلة، في مشهد مهيب جعل الحضور ينتفض وقوفاً من شدة التأثر.

تحولت الأمسية الشعرية إلى احتفالية شعبية حقيقية عندما امتلأت قاعة المركز الحضاري بجيزان عن آخرها. محمد العواجي، 68 عاماً، متقاعد من التعليم، قطع المسافة من صامطة خصيصاً لهذه اللحظة: “أتيت من صامطة خصيصاً لهذه الأمسية، حسن أبوعَلة علّمنا أن الشعر ليس كلمات، بل روح تنبض بحب الوطن.” رئيس جمعية أدبي جازان حسن الصلهبي وصف اللحظة بأنها “دعماً متواصلاً للحراك الثقافي في المنطقة” فيما تردد صدى التصفيق في القاعة مثل رعد يعلن ولادة عهد ثقافي جديد.

قد يعجبك أيضا :

الشاعر الذي وُلد عام 1941، قبل توحيد المملكة بعقد من الزمن، يحمل في جعبته تاريخاً يمتد عبر ستة عقود من العطاء. مسيرته الشعرية أطول من عمر ثلاثة أجيال مجتمعة، وصوته الشعري كالينبوع الذي لا ينضب، يتدفق عبر العقود دون توقف. د. عبدالله الغامدي، أستاذ الأدب، يؤكد: “حسن أبوعَلة يمثل جيلاً ذهبياً من الشعراء الذين جمعوا بين الأصالة والحداثة.” هذا التكريم ليس مجرد تقدير لشاعر، بل اعتراف رسمي بأن الشعر الأصيل مازال ينبض في قلب الحداثة.

التأثير تجاوز حدود القاعة ليصل إلى قلوب جيل كامل من الشباب. نورا الحكمي، طالبة أدب عربي عمرها 22 عاماً، تعبر عن مشاعرها: “عندما أرى شاعراً بهذا العمر مازال يبدع، أشعر أن أمامي عمراً كاملاً لأحقق أحلامي الأدبية.” الأمسية التي بدأت كتكريم تحولت إلى إعلان عن برنامج ثقافي واسع تعتزم جمعية أدبي جازان تنفيذه، متضمناً أمسيات شعرية ومعارض تشكيلية، في خطوة تهدف لترسيخ جازان كعاصمة ثقافية جديدة في المملكة.

قد يعجبك أيضا :

عندما أعلن الأمير تسمية المسرح باسم أبوعَلة “تقديراً لمسيرته الشعرية في خدمة الوطن”، لم تكن مجرد لافتة تُعلق على الحائط، بل كانت رسالة واضحة للأجيال القادمة: أن الوفاء للمبدعين ليس مجرد كلمات، بل أفعال تبقى شاهدة عبر التاريخ. أحمد أبوعَلة، نجل الشاعر، يختصر المشهد: “أبي علّمني أن الشعر أمانة، وأن كل قصيدة يجب أن تحمل رسالة للأجيال القادمة.” في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة… ألا نحتاج لوقفة مع جمال الكلمة وسحر الشعر؟