صحيفة المرصد: كشف الإعلامي والسفير السعودي السابق لدى الإمارات، تركي الدخيل، عن قصة لافتة تعكس النهضة العلمية والانفتاح المعرفي في المملكة منذ بدايات تأسيس الدولة السعودية الحديثة، مشيرًا إلى أن تلك التجربة قامت على الرؤية والبصيرة لا على الإعاقة الجسدية.
دافع الانتقاص
وأوضح الدخيل، خلال ظهوره في بودكاست «عرب كاست»، أن الشيخ صالح الفوزان يُعد أول مفتي في المملكة غير كفيف، مبينًا أن طرح هذه المعلومة من قِبل البعض جاء بدافع الانتقاص، بينما هي في حقيقتها تأكيد على عظمة التجربة السعودية.
3مفتيين
وأشار إلى أن المملكة شهدت قبل الشيخ الفوزان ثلاثة مفتين عميان، هم: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز، وتلاه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.
خطأ لغوي
ولفت الدخيل إلى خطأ لغوي وشرعي شائع يتمثل في الاعتقاد بأن وصف الكفيف بـ«الأعمى» يحمل انتقاصًا، موضحًا أن القرآن الكريم دافع عن الأعمى في سورة عبس، حيث عاتب الله نبيه ﷺ لانشغاله عنه، في دلالة على علو مكانة المكفوف لا العكس.
المعاهد العلمية
وأضاف أن انتشار العمى في الماضي كان نتيجة لضعف الرعاية الصحية، مشيرًا إلى ما ذكره الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن معاصرته لـ45 طالبًا كفيفًا في فصل واحد أثناء دراسته في المعاهد العلمية.
ميزة
ووجّه الدخيل رسالة لمن يحاولون الانتقاص من العميان، قائلًا: «لا تحاول أن تسبّنا بما هو ميزة لنا»، موضحًا أن من وُلد أعمى يُسمّى «أكمه».
حفظ القرآن
وبيّن أن فرص العمل قديمًا كانت محدودة، فدفع الكثير من العميان إلى الاتجاه للمساجد لحفظ القرآن وطلب العلم.
حالة معرفية
وأكد أن من مميزات الكفيف ارتفاع مستوى التركيز والمهارات العلمية، وعلو الهمة، مشيرًا إلى أن أغلبهم اتجهوا إلى مجالات علمية أفرزت حالة معرفية مميزة.
الحاكم العام
وختم الدخيل بالإشارة إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة ترى عدم جواز تولي الأعمى منصب الحاكم العام، إلا أن المملكة أخذت برأي فقهي يجيز توليه القضاء، حيث تقلد بعض المكفوفين مناصب قضائية رفيعة، وحققوا نجاحات لافتة.
حرق في الأفران
وأشار: في وقت كانت في ألمانيا تتخلص من العميان بحرقهم في الأفران، بينما عينتهم السعودية في مناصب القضاء والإفتاء بعدما ثبتوا نجاحهم وتفوقهم في هذا العمل، مبينا أن مجلس القضاء الأعلى يعتبر أهم منصب بعد رئيس مجلس الوزراء في المملكة.
