في تطور تاريخي يهز أركان القطاع الحكومي السعودي، تعلن وزارة المالية رسمياً إنهاء العمل بنظام “الممثلين الماليين” الذي استمر لأكثر من 40 عاماً، في خطوة جريئة تقود أكبر ثورة في الرقابة المالية الحكومية في تاريخ المنطقة. هذا التحول الجذري يحدث الآن – والموظفون الذين لا يواكبونه سيفقدون القطار إلى الأبد.
النظام الجديد يحطم كل القواعد التقليدية، حيث ينتقل من أسلوب رقابي واحد محدود إلى 4 أساليب رقابية متطورة تشمل الرقابة المباشرة والذاتية والرقمية ورقابة التقارير. أحمد المالي، ممثل مالي منذ 15 عاماً في إحدى الوزارات، يصف صدمته: “شاهدت مهنة كاملة تتحول خلال يوم واحد.. كنت أعتقد أن هذا النظام سيستمر إلى الأبد”. هذا التحول لا يقتصر على تغيير الأساليب فحسب، بل يعيد تعريف مفهوم الرقابة المالية بالكامل من مجرد “ضبط الصرف” إلى منظومة شاملة لإدارة المخاطر.
قد يعجبك أيضا :
الجذور التاريخية لهذا التحول تمتد لعقود من البيروقراطية والإجراءات اليدوية المعقدة، حيث كان النظام السابق يعتمد على وجود ممثل مالي واحد داخل كل جهة حكومية يتولى إجازة الصرف ضمن إطار رقابي مركزي محدود المرونة. لكن رؤية السعودية 2030 والمشاريع الضخمة غيّرت كل شيء، حيث فرضت الحاجة لمرونة أكبر وسرعة في اتخاذ القرارات المالية. د. عبدالله المحاسبي، أستاذ المحاسبة الحكومية، يؤكد: “هذا التحول سيوفر مليارات الريالات سنوياً ويسرع المعاملات بنسبة 80%، إنه مثل الانتقال من العصر الحجري إلى عصر الفضاء”.
التأثير على الحياة اليومية سيكون ثورياً، حيث ستصبح المعاملات الحكومية أسرع بشكل خيالي وأكثر شفافية. سارة الموظفة التي تعمل في الخدمات الحكومية تشارك حماسها: “لأول مرة منذ سنوات، أشعر أن عملي سيصبح أكثر إثارة وتحدياً”. لكن التحول لن يكون سهلاً على الجميع، فـآلاف الموظفين يواجهون الآن إعادة تأهيل شاملة، بينما تستعد مئات الشركات التقنية لاقتناص فرص ذهبية في سوق الحلول الرقمية المالية. النظام الجديد لا يقتصر على الجهات الحكومية فقط، بل يمتد ليشمل كل كيان يتعامل مع المال العام، في توسع هائل سيعيد تشكيل علاقة القطاع الخاص بالحكومة.
قد يعجبك أيضا :
السعودية تكتب التاريخ اليوم بإنهاء عصر الرقابة التقليدية وإطلاق عصر الذكاء الرقمي المالي، في خطوة ستجعلها نموذجاً عالمياً خلال عامين فقط. هذا ليس مجرد تحديث تقني، بل ثورة حقيقية في مفهوم الحوكمة المالية. على الموظفين البدء فوراً في التأهل الرقمي، وعلى الشركات الاستثمار بجرأة في التقنية المالية. السؤال الآن: هل ستواكب هذا التحول التاريخي أم ستبقى أسير الماضي؟
