في تطور مفاجئ هز أركان الشرق الأوسط، كشفت صحيفة المونيتور الأمريكية عن انهيار خطير في التحالف ضد الحوثيين بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المحافظات الشرقية الغنية بالنفط في اليمن. بعد عقد كامل من الحرب المدمرة، عاد الذهب الأسود ليشعل نيران صراع جديد قد يغير وجه المنطقة إلى الأبد، فيما يحذر الخبراء من أن الساعات القادمة قد تشهد انقلاباً جذرياً في موازين القوى الإقليمية.

وفقاً لتقرير صادم كتبه المحلل صموئيل ويندل، فإن استيلاء الانتقالي على حضرموت يمثل التحول الإقليمي الأكثر أهمية منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء عام 2014. المشهد المروع يكشف عن تصدع عميق في العلاقات السعودية-الإماراتية، حيث تدعم الرياض الحكومة المعترف بها دولياً بينما تميل أبوظبي للعناصر الانفصالية. “النفط لا يمكن أن يجعل الانتقالي يفرض سيطرته بشكل كامل”، تحذر المحللة فاطمة أبو الأسرار، مشيرة إلى أن السلطات القبلية تحتفظ بنفوذ حاسم في إدارة هذه الموارد الحيوية.

قد يعجبك أيضا :

الخلفية المظلمة لهذا الصراع تعود لعقد مضى، حين أنتجت الحرب اليمنية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. الآن، وبعد سنوات من التحالف الهش ضد الحوثيين، أصبحت السيطرة على أصول الطاقة محور المنافسة المركزي بين الفصائل المناهضة للحوثيين. الخبراء يخشون من أن يؤدي هذا التطور إلى إعادة إشعال القتال الأوسع وجر قوى الخليج إلى منافسة شرسة قد تمتد آثارها لسنوات قادمة.

التأثير المباشر لهذه التطورات يمس حياة الملايين، من أحمد المحضار، التاجر من حضرموت الذي فقد تجارته بسبب عدم الاستقرار، إلى المستثمرين الذين يراقبون بقلق تقلبات أسعار النفط والغاز. التقرير الأمريكي يحذر من أن شعور الحوثيين بفراغ في السلطة خارج مناطق سيطرتهم قد يدفعهم لاستئناف حملتهم العسكرية، مما يعني أن المنطقة قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من العنف والدمار. النتيجة المتوقعة: قلق أصحاب المصلحة الإقليميين وتهديد مباشر لاستقرار طرق التجارة البحرية الحيوية.

قد يعجبك أيضا :

بينما ترفرف أعلام المجلس الانتقالي فوق منشآت النفط في حضرموت، تواجه المنطقة تحدياً حقيقياً في الحفاظ على هذه السيطرة. التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتمكن القيادات الجديدة من إدارة هذا الكنز الدفين وسط التنوع القبلي والتعقيدات المحلية؟ أم أن حضرموت، بثروتها النفطية الهائلة، ستصبح شرارة حرب جديدة تلتهم ما تبقى من اليمن وتهدد استقرار الخليج برمته؟