
صدر الصورة، DAVID GRAY / AFP via Getty Images
التعليق على الصورة، سيدة تحمل طفلاً ملفوفاً ببطانية بعد حادثة إطلاق نار على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا
قبل 3 ساعة
في عرض الصحف اليوم نستعرض مقالاً عن تأثير الهجوم الذي تعرضت له أستراليا وهل يفتح نقاشاً بشأن قوانين حيازة الأسلحة والأمن ومعاداة السامية في البلاد، كما نتناول مقالاً عن ملامح حياة بشار الأسد في روسيا بحسب مصادر مقرّبة، وأخيراً كيف يمكن الحفاظ على التحالف الأوروبي والأمريكي عبر الأطلسي وتعزيز العلاقات بدلاً من تفككها؟
نبدأ جولتنا بمقال نشرته صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية بعنوان “بعد مذبحة بونداي، أستراليا تواجه أسئلة صعبة بشأن التطرف” والذي تستهله بالإشارة إلى أن الهجوم الذي يحمل طابعاً معادياً للسامية يمهد الطريق لمناقشات بشأن قوانين حيازة الأسلحة والأمن.
واستشهد المقال بتصريح أدلى به رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بأن الهجوم يمثل “هجوماً موجهاً ضد اليهود الأستراليين”، واصفاً إياه بأنه “حادث إرهابي”، وهو توصيف يتيح للسلطات صلاحيات إضافية في استجواب المشتبه بهم واحتجازهم.
ويلفت المقال إلى أنه منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت أستراليا سلسلة من الهجمات التي تحمل طابعاً معادياً للسامية، كان من بينها هجمات حرق متعمدة استهدفت دور عبادة يهودية، وفي أغسطس/آب، أقدمت الحكومة الأسترالية على طرد السفير الإيراني عقب تقارير استخباراتية موثوق بها أفادت بأن إيران متورطة في تمويل وتدبير ما لا يقل عن هجومي حرق على الأراضي الأسترالية، أحدهما استهدف منشأة تجارية يهودية والآخر كنيساً يهودياً، حسب الصحيفة.
وفي فبراير/شباط، أعلن مايك بورغس، مدير الاستخبارات الداخلية الأسترالي، أن مكافحة معاداة السامية باتت أولوية قصوى لجهازه، نظراً لما وصفه بـ “التهديدات المباشرة للأرواح … التي نشهدها داخل البلاد”، وصرّح أمس بأن أحد المشتبه بهما في هجوم بونداي كان معروفاً لدى الاستخبارات، وأضاف قائلاً: “من الواضح أننا بحاجة إلى التحقيق فيما حدث”.
في المقابل، أدانت الجماعات الإسلامية الهجوم، وجاء في بيان صادر عن مجلس الأئمة الأسترالي: “هذه الأعمال العنيفة والجرائم لا مكان لها في مجتمعنا، ويجب أن يُحاسب المسؤولون عنها محاسبة كاملة مع توقيع أقصى عقوبة عليهم يسمح بها القانون”.
ويرى المقال أنه من المرجح أن تشهد الأيام المقبلة نقاشاً واسعاً بشأن قوانين حيازة الأسلحة النارية، فحوادث القتل الجماعي نادرة للغاية في أستراليا، ويُعزى ذلك جزئياً إلى القوانين الصارمة المفروضة على حيازة السلاح، وهي قوانين تحظى بإشادة دولية.
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن أستراليا سبق وفرضت حظراً واسعاً على الأسلحة الآلية ونصف الآلية منذ عام 1996، عقب مقتل 35 شخصاً في هجوم مسلح بمدينة بورت آرثر في ولاية تسمانيا، إذ قامت الحكومة في ذلك الوقت بشراء مئات الآلاف من الأسلحة من المواطنين، بيد أن تقريراً أصدره معهد أستراليا في يناير/كانون الثاني أشار إلى أن عدد الأسلحة المسجلة خلال السنوات الخمس الماضية يفوق العدد المسجل قبل هجوم بورت آرثر، ما ينبئ بتجدد الجدل بشأن هذه القضية.
“بشار الأسد يتعلم الروسية”

صدر الصورة، Borna News/Matin Ghasemi/Aksonline ATPImages/Getty Images
التعليق على الصورة، بشار الأسد خلال توقيع البرنامج الشامل للتعاون الاستراتيجي طويل الأمد بين إيران وسوريا، في 3 مايو/أيار 2023 في دمشق (صورة أرشيفية)
ننتقل إلى صحيفة “الغارديان” البريطانية ومقال كتبه وليام كريستو وبيجوتر سوير بعنوان “عائلة الأسد تعيش في رفاهية في روسيا بينما يُحسّن بشار معلوماته في طب العيون”، ويستهله الكاتبان بالإشارة إلى أن صديقا للعائلة، ومصادر في روسيا وسوريا، وبيانات مسرّبة، أسهمت في رسم ملامح الحياة التي يعيشها الأسد وعائلته في روسيا.
ويقول الكاتبان إنه في عام 2011 عندما كتب عدد من المراهقين عبارة تحذيرية بالطلاء على أحد جدران ساحة مدرستهم تقول: “جاء دورك يا دكتور”، كانت تلك العبارة تحمل تهديداً غير مباشر مفاده أن الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، طبيب العيون الذي تخرج في لندن، سيكون التالي على قائمة الديكتاتوريين العرب الذين أطاحت بهم ثورات “الربيع العربي” في ذلك الوقت.
ويضيف الكاتبان أن الإطاحة بالأسد استغرقت أربعة عشر عاماً، قُتل خلالها نحو 620 ألف شخص، ونزح قرابة 14 مليوناً، وهرب هو في نهاية المطاف إلى موسكو تحت جنح الظلام بعد الإطاحة به قبل عام.
ويلفت الكاتبان إلى تقارير أشارت إلى أن الأسد، بعد تنازله عن الحكم مقابل منفى فاخر في العاصمة الروسية، بدأ إحياء دراسته الطبية، ويجلس اليوم في قاعات الدرس، متلقياً دروساً في طبّ العيون، بحسب مصدر مطلع.
ويقول أحد أصدقاء عائلة الأسد، الذي لا يزال على اتصال بهم: “إنه يدرس اللغة الروسية ويعيد صقل مهاراته في طب العيون، فهذا مجال شغفه، ومن الواضح أنه لا يحتاج إلى المال. وحتى قبل اندلاع الحرب في سوريا، كان يمارس اختصاصه في طب العيون بانتظام في دمشق”، ويضيف أن نخبة الأثرياء في موسكو قد تكون الفئة التي يسعى لاستهدافها.
ويقول الكاتبان إنه بعد مرور عام على الإطاحة بنظامه في سوريا، تعيش عائلة الأسد حياة هادئة ومنعزلة، وإن كانت فاخرة، بين موسكو والإمارات، وقد أتاحت إفادات من صديق للعائلة، ومصادر في روسيا وسوريا، إضافة إلى بيانات مسرّبة، لمحة نادرة عن حياة العائلة التي آثرت الابتعاد عن الأضواء، بعد حكم دام سنوات طويلة بقبضة من حديد.
وأفاد مصدران على دراية بالأوضاع أن عائلة الأسد من المرجح أنها تقيم في منطقة روبليوفكا المرموقة، وهي مجمّع سكني مغلق يقطنه أفراد من النخبة في موسكو، تتقاطع مساراتهم مع شخصيات بارزة، من بينها الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، الذي فرّ من كييف عام 2014 ويُعتقد أنه يقيم في المنطقة ذاتها.
وقال صديق مقرّب من العائلة: “إنها حياة شديدة الهدوء، فبشار يكاد لا يكون له أي تواصل مع العالم الخارجي، وهو على اتصال محدود جداً بعدد من الأشخاص الذين كانوا ضمن دائرته في القصر، من بينهم منصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية السابق، ويسّار إبراهيم، أبرز حلفائه الاقتصاديين”.

صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، بشار الأسد وقرينته أسماء خلال زيارة رياضيين شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، المجتمعين في أحد فنادق العاصمة دمشق، في سبتمبر/أيلول 2010 (صورة أرشيفية)
كما أوضح مصدر مقرّب من الكرملين، بحسب المقال، أن الأسد بات إلى حدّ بعيد “شخصية هامشية” بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والنخبة السياسية الروسية.
وأضاف: “لا يتحمّل بوتين القادة الذين يفقدون سيطرتهم على الحكم، ولم يعد يُنظر إلى الأسد بوصفه شخصية ذات نفوذ، ولا حتى ضيفاً يستحق الدعوة إلى مأدبة عشاء”.
كما أفاد مصدر مطّلع على تفاصيل الوضع الصحي لأسماء الأسد بأن السيدة الأولى السابقة تعافت بعد تلقيها علاجاً تجريبياً، أُجري تحت إشراف أجهزة الأمن الروسية.
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الأسد إلى تقديم روايته الخاصة لما جرى من أحداث، إذ أعدّ لإجراء مقابلات مع قناة “روسيا اليوم”، ومع أحد أشهر مقدّمي البودكاست في الولايات المتحدة، غير أنه لا يزال بانتظار موافقة السلطات الروسية للظهور الإعلامي.
ويقول الكاتبان إن الوضع يشير إلى أن روسيا فرضت حظراً كاملاً على أي ظهور علني للأسد، ففي مقابلة نادرة أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني مع وسائل إعلام عراقية بشأن حياة الأسد في موسكو، أكد السفير الروسي لدى العراق، إلبروس كوتراشيف، أن الرئيس المخلوع ممنوع من أي نشاط عام.
وقال كوتراشيف: “قد يقيم الأسد هنا، لكنه لا يستطيع ممارسة أي نشاط سياسي، وليس له الحق في أي نشاط إعلامي أو سياسي. هل سمعتم شيئاً منه؟ لم تسمعوا، لأنه غير مسموح له بذلك، لكنه آمن وعلى قيد الحياة”.
ويقول الكاتبان إن أفراد عائلة الأسد كانوا يواظبون على زيارة الإمارات بصورة متكررة، وتشير سجلات طيران مسرّبة، اطّلعت عليها صحيفة الغارديان، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2017 و2023، إلى أن الإمارات كانت منذ وقت مبكر وجهة مفضلة لعائلة الأسد، حتى في ذروة وجودهم في السلطة.
ويضيف الكاتبان إلى أن عائلة الأسد كانت تأمل في البداية في الانتقال من موسكو إلى الإمارات بصورة دائمة، نظراً لما تمثله الإمارات من بيئة أكثر أُلفة بالنسبة لهم، وقال صديق مقرّب من العائلة، إن عدم إتقانهم للغة الروسية وصعوبة اندماجهم في الدوائر الاجتماعية الروسية شكّلا عائقاً حقيقياً أمام استقرارهم هناك، بيد أن العائلة باتت تدرك اليوم أن الانتقال الدائم لن يتحقق قريباً، إذ أن الإمارات، التي تستضيف العديد من نخب العالم المثيرين للجدل، لا تشعر بالارتياح لاستضافة الأسد على نحو دائم.
ويختتم الكاتبان، وليام كريستو وبيجوتر سوير، مقالهما بالإشارة إلى أن المعلومات المتاحة للسوريين عن الرجل الذي مارس على مدار 14 عاماً عنفاً دموياً في بلادهم، لا تزال محدودة للغاية.
“التحالف الأمريكي الأوروبي بين التفكك وفرص الإصلاح”

صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء لقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي وقادة أوروبيين في واشنطن العاصمة (صورة أرشيفية)
نختتم جولتنا بمقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بعنوان “هذا التحالف أصبح قائماً على المصالح المتبادلة، كيف يمكن إصلاحه؟”، ويبدأ بالإشارة إلى أن إدارة ترامب نشرت مؤخراً وثيقة استراتيجية أكثر انتقاداً لأوروبا الديمقراطية مقارنة بخصوم أمريكا.
ويطرح المقال سؤالاً: هل سيتمكن داعموا التحالف عبر الأطلسي من معالجة هذا التصدع، أم سيتيحون لأقلية صغيرة لكنها صاخبة استغلال أحد أكبر الأخطاء الدبلوماسية في التاريخ؟
ويقول المقال إن وثيقة استراتيجية الأمن القومي، التي أصدرها البيت الأبيض في 4 ديسمبر/كانون الثاني الجاري، تقول إن القيم التي يقوم عليها التحالف خلال ما بعد الحرب العالمية الثانية، لا تتطابق مع القيم التي تتبناها الأحزاب الشعبوية في أوروبا أو الولايات المتحدة.
ويلفت المقال إلى أنه في عهد ترامب، أصبح التحالف عبر الأطلسي يعتمد بشكل متزايد على المصالح المتبادلة أكثر من اعتماده على القيم المشتركة، فعلى الرغم من أن ترامب بالغ في التعبير عن إحباطه، إلا أنه بذل جهداً لإعادة ضبط التحالف بدلاً من تفكيكه، فالأوروبيون الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب كتهديد مماثل لروسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين، ليسوا جادين.
ورغم الانتقاد الحاد لموقف أوروبا في قضايا التجارة وحرية التعبير، فإن الولايات المتحدة، سواء في واشنطن أو عموم البلاد، لا تزال تعتبر القارة الأوروبية حليفاً أساسياً، كما يفرض قانون تفويض الدفاع الوطني، الذي طُرح عبر الكونغرس الأسبوع الجاري، ألا تقل القوات الأمريكية في أوروبا عن 76 ألف جندي، وأظهر استطلاع رأي لمعهد رونالد ريغان أن 68 في المئة من الأمريكيين يؤيدون الناتو، بينما يرغب 62 في المئة منهم في انتصار أوكرانيا في الحرب.
ويرى المقال أنه على الرغم من ثرواتهم والتقدم المحدود الذي أحرزوه خلال السنوات الأربع الأخيرة، يظل الأوروبيون ضعفاء من الناحية الجيوسياسية، كما ذكر ترامب، فعلى مدار عقود، كان رؤساء الولايات المتحدة يناشدون حلفاءهم بتحمل حصة أكبر من الأعباء، واستجاب الحلفاء، إلا أنهم أحرزوا تقدماً محدوداً على صعيد إعادة بناء قواتهم المسلحة التي تعاني من نقص التمويل، كما أسهم أسلوب ترامب المباشر والأزمة الحقيقية في أوروبا في تحقيق بعض التحسينات، إلا أنه بعد أربع سنوات من الحرب في أوكرانيا، لا يزال الأوروبيون الأثرياء متخلفين عن الركب.
ويضيف المقال أن العالم كان سيكون أفضل لو كانت أوروبا قوة عظمى حقيقية، لا مجرد قوة تنظيمية، ومع ذلك، يظل العديد من البيروقراطيين في بروكسل أكثر اهتماماً بفرض الغرامات على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين بدلاً من إجراء مفاوضات تقليدية بين القوة العسكرية والتنمية الاقتصادية.
ويرى المقال أن جزءاً كبيراً من الاستياء الأوروبي ينبع من غيرة من القوة الأمريكية، فالولايات المتحدة تدمج المهاجرين بطريقة لا يمكن لأوروبا محاكاتها، وتدعم الابتكار الذي لا تستطيع القارة الأوروبية سوى الحلم به، نتيجة حرية اقتصادية نسبية في الولايات المتحدة.
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن القادة الأوروبيين الأذكياء يتعين عليهم استغلال هذه اللحظة ليس للانضمام إلى خطاب معاداة أمريكا، بل لدفع مجتمعاتهم لقبول الإصلاحات الصعبة، كما يجب أن يكون شعورهم الوطني حافزاً للدفاع المشترك ضد أي تهديدات.
