احتفلت الفنانة الكبيرة ماجدة زكى خلال الأيام القليلة الماضية بعيد ميلادها في هدوء تام بعيدا عن كل الصخب الذى يصاحب عدد كبير من نجمات الفن أثناء مثل هذا الاحتفال، وبطبيعتها ماجدة زكى تختلف عن زميلاتها في الجوهر والمظهر والموهبة وأشياء أخرى.
المميز في ماجدة زكى أنك تشعر أمامها أنها أختك ووالدتك وجارتك، وعندما ينتابك بالفعل هذا الشعور تجاه ممثلا، عليك أن تعى أن هذه أبرز عوامل التأثر بالفنان الذى يعبر عنك باحترام دون إثارة أشياء بعينها كى تشاهده رغما عن أنفك في حالة انسياقك وراء دوافع داخلية لديك، هذا لم يحدث صدفة ولكن عندما تتوافر الكاريزما في الفنان الذى تود أن تراه على الشاشة ليكون معبرا عنك في حكايات عديدة ترغب فى رؤيتها متجسدة على الشاشة.
في عام 1978 عندما قدمها المخرج محمد فاضل في مسلسله الشهير “أحلام الفتى الطائر”، للزعيم عادل إمام من كتابة العبقرى الراحل وحيد حامد، كان يدرك أنه أمام وجه جديد قادر على حجز مساحة كبيرة لنفسه على الشاشة فيما بعد، ربما ماجدة تستحق مكانة أكثر من التي هي فيها الآن، لكنها دائما تود أن تعمل بأريحية في وقت أصبح الإيقاع فيه سريعا والسنوات تمر فيه كالشهور، ربما هي نفسها لا يشغلها الكم ولكنها ترغب في الكيف المميز الذى يعيش لسنوات قادمة تخلد اسمها، حتى أننى كنت شاهدا على عشرات الأعمال التي رفضتها أخرها أعمال مهمة عُرضت خلال موسم دراما رمضان الماضى.
لذلك ترى أن مثلا الدور التي لعبته ماجدة زكى وهو “مهجة” السيدة البسيطة التي تركها زوجها وهاجر للعراق ليموت هناك في مسلسل “عباس الأبيض في اليوم الأسود” مع العبقرى يحيى الفخرانى، مازال ينتظره متابعى الدراما التليفزيونية رغم مرور 21 عاما على تقديم هذا المسلسل، لكنها بخفة ظلها وتلقائيتها فى هذا العمل مع تجسيدها لمعاناة السيدة الكادحة التي تنشأ في حارة شعبية وتجد نفسها أمام ثلاث أولاد عليها تربيتهم دون وجود زوج، جعلها نجمة شعبية وسط فئة كبيرة من السيدات التي عانين من مثل هذه الظروف وهن كثيرات.
تنوعت وتغيرت أدوار ماجدة زكى، حيث وقفت أمام الزعيم عادل إمام، في عدة أفلام سينمائية من بطولته، فقدمت دور السيدة المسيحية في فيلم “الإرهابى”، وكذلك دوريها في فيلمى “الإرهاب والكباب” و”حب في الزنزانة”، أيضا وقفت أمام النجم الكبير الراحل نور الشريف في المسلسلات الناجحة جدا “عائلة الحاج متولى”و”الرجل الآخر”و”العطار والسبع بنات”.
ظلت ماجدة زكى مع مرور السنوات لا تعتنى بالمساحة أو بترتيب اسمها على التتر أو بحجم صورتها على الملصقات الدعائية للأعمال التي تقدمها بقدر إشباع رغبات تمثيلية بداخلها تود تجسيدها بصدق حتى تصل لمشاهديها بصدق، لذلك تراها لم تتمسك بالبطولة رغم تقديمها في أعمال عدة، حيث شاركت في مسلسلات لم يكن اسمها متصدرا التتر مثل “هجمة مرتدة”، مع أحمد عز وهند صبرى، و”اللهم إنى صايم” أمام مصطفى شعبان.
شرفت بالوقوف أمام ماجدة زكى كممثلا بعدما رشحنى المخرج الكبير مجدى أبو عميرة في شخصية “هيما” بمسلسل “قوت القلوب”، للكاتب محمد الحناوى، لأرى بعينى إلى أي درجة تهتم ماجدة زكى بالتفاصيل الدقيقة في كل مشهد، وكذلك التحضير قبل وأثناء التصوير، كذلك البساطة والتلقائية التي تتعامل بها مع كل المحيطين بها في العمل التى تقدمه.
مؤهلات الفنانة ماجدة زكى التمثيلية والأخلاقية جعلها محل اختيار، لتقدم دور أم الشهيد ببراعة شديدة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بإحتفالية يوم الشهيد في مارس عام 2022، لتجعل رئيس الجمهورية يبكى متأثرا بدموع أم الشهيد.. ماجدة زكى بالفعل تاريخ فنى طويل هادف يحمل فى طياته رسائل إنسانية عن دور المرأة المصرية البسيطة فى مواجهة مصاعب الحياة، وتربية أبنائها على الخير وبالحلال، هذا التاريخ أهلها لاختيارها لتكون ضمن الأمهات المكرمات فى يوم المرأة المصرية في مارس 2021، ليتم تكريمها من السيدة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية، وبحضور عدد كبير من الوزيرات آنذاك منهن إيناس عبد الدايم وزير الثقافة وقتها، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فى الحكومة السابقة.

ماجدة زكى وعمرو صحصاح
