كرّمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي، الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، الشخصية الثقافية لجائزة العويس للإبداع في دورتها الـ 29، كما كرّمت الفائزين بالجائزة.

وذلك بحضور معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعلي بن حميد العويس، راعي الحفل، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، رئيس اللجنة الإعلامية.

والمهندس رشاد بوخش، رئيس لجنة المسابقات والجوائز وأعضاء مجلس الإدارة، ونخبة من المثقفين والكتاب والمهتمين. جاء التكريم احتفالاً باختتام فعاليات مئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، واستلهاماً لعطائه الإنساني والفكري والثقافي.

حيث تواصل الجائزة عملها الدؤوب في تشجيع الفكر واحتضان الثقافة والأدب، من خلال تكريمها وتشجيعها لمختلف الأجيال على بذل الجهد والعطاء عبر المشاركة في مختلف فروع الجائزة.

وقال علي عبيد الهاملي: «إن الندوة تحتفي هذا العام بتكريم شخصية ثقافية استثنائية تحمل إرثاً راسخاً من الفكر والعطاء، وتواصل حضورها المؤثر في مسيرة المعرفة الإماراتية والعربية، هي الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، القامة الثقافية الكبيرة التي رسخت عبر مبادراتها وإسهاماتها الثقافية، نموذجاً مشرقاً للريادة الفكرية، والعمل المجتمعي، ودعم التعليم، والكتاب، والقراءة، والثقافة بفضاءاتها المختلفة.

وذلك من خلال ترؤسها إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، ومن خلال شراكات فاعلة عبر المؤسسات الثقافية والإنسانية الأخرى داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة».

وأضاف أن الجائزة تواصل نهجها في تكريم الشخصيات التي أسهمت في بناء الوعي المعرفي وخدمة الثقافة في دولة الإمارات، حيث كرّمت هذا العام كلاً من الخطاط الأستاذ تاج السر حسن، والدكتور عرفات النعيم، والكاتب والروائي الأستاذ ناصر عراق، على جهودهم المتميزة في خدمة الثقافة الإماراتية.

وأشار إلى أن الجائزة تلقت في هذه الدورة مشاركات مهمة، توزعت على فروع الأدب والثقافة والفنون والإعلام والبحث العلمي، الأمر الذي يعكس المكانة التي باتت تحتلها الجائزة في قلوب المبدعين، وفتح مساحات أرحب أمام الباحثين والكتاب والفنانين والطاقات الشابة وأصحاب التجارب العميقة. وكان الاحتفال قد استهل بعرض الفيلم الحائز أفضل فيلم وثائقي محلي «أطياف ذلك الضوء» من إنتاج مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وإخراج نجوم الغانم.

فيلم توثيقي

وعُرض خلال الحفل فيلم توثيقي عن الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وقد ألقت كلمة قالت فيها: «ليس من السهل الوقوف أمام تكريم ثقافي دون أن يسبقنا السؤال: ماذا نُكرّم في الحقيقة؟ هل نُكرّم الشخص، أم المسار، أم تلك العلاقة الخفية التي تربطنا بالكلمة، وتجعلنا نثق بها رغم هشاشتها، ونعود إليها كلما ضاقت بنا المعاني؟

أقف اليوم أمامكم وأنا أميل إلى الاعتقاد بأن هذا التكريم لا يتجه إلى فرد بقدر ما يتجه إلى رحلة طويلة من القراءة، والإنصات، ومحاولات الفهم. رحلة لا تبدأ من منصة، بل من لحظة بسيطة، تكاد تكون عابرة، لكنها تصنع الفرق.

حين أستعيد بدايتي مع الكتاب، لا تحضرني لحظة استثنائية، بل مشهد هادئ: يد والدي، طيب الله ثراه، تمتد بكتاب. لا شرح، لا توجيه، فقط كتاب. وربما في هذه البساطة يكمن جوهر العلاقة مع المعرفة.

فالكتاب لا يَعِد، ولا يفرض، لكنه يفتح باباً، ومن يدخله لا يخرج كما كان. ومن هنا، أجدني أُهدي هذا التكريم إلى روحه، التي رافقتني في رحلة البحث عن المعنى، وفي الإيمان بأن المعرفة لا تُمنَح، بل تُكتشف».

وختمت كلمتها مؤكدة أنّ ما تحقق حتى اليوم ليس سوى بداية، مضيفة: «الثقافة لا تُستدام بالحفظ وحده، بل بإعادة القراءة، وبمنح الأجيال الجديدة حق السؤال، وحق الاختلاف، وحق أن ترى في الثقافة مساراً ممكناً، وطموحاً مهنياً، وقيمة أخلاقية، وحصناً ضد الانغلاق والتقوقع».

وتقدمت بالشكر والتقدير لندوة الثقافة والعلوم على هذا التقدير، وعلى دورها في الإبقاء على السؤال الثقافي حيّاً، ومفتوحاً، وقابلاً للتجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وعقب الكلمة كرّم علي بن حميد العويس راعي الحفل، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، والمهندس رشاد بوخش رئيس لجنة الجوائز، شخصية العام الثقافية الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، والخطاط تاج السر حسن.

والدكتور عرفات النعيم، والكاتب والروائي ناصر عراق، ثم توالى تكريم الفائزين ببقية فروع الجائزة، حيث فاز في مسابقة أفضل بحث عن دولة الإمارات: الباحثة د. عائشة سعيد سالم محمد الزعابي، عن بحثها: «الهوية الثقافية في ظل الذكاء الاصطناعي»، والباحثة مريم عبيد محمد حسن الزعابي، عن بحثها:

«الدور الفعال لأولياء أمور الطلبة في دعم المواطنة الإيجابية لدى الأبناء في دولة الإمارات»، والباحث وسام يوسف مصلح، عن بحثه: «نحو مكتبات مستدامة: استكشاف العلاقة بين المكتبات الذكية والخضراء»، والباحث محمد علي محمد عبدالله القاسم، عن بحثه: «تعزيز قدرة دبي على التكيف مع تغير المناخ».

ونال جائزة أفضل حساب وسيلة تواصل اجتماعي حساب (كُلنا رُبان) لغانم عبدالله بن جابر المهيري منصة (أنستغرام). فيما ذهبت جائزة أفضل فيديو توعوي لعائشة محمد سعيد الملا، عن فيديو:

«تحذير لأبنائنا المبتعثين في الدول الأجنبية»، ومجمل نشاطها التوعوي وما تبثه من مادة ثرية ومفيدة. ونال جائزة أفضل فيلم وثائقي محلي فيلم (أطياف ذلك الضوء) من إنتاج مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وإخراج نجوم الغانم.

ونال جائزة أفضل كتاب لأحد أبناء الإمارات عن الإمارات كتاب «التحولات السردية في الأدب الإماراتي» للدكتورة مريم عبدالله الهاشمي، وجائزة أفضل كتاب لأحد أبناء الإمارات «شريعة حمورابي أم شريعة إبراهيم (عليه السلام)» للدكتور محمد فارس الفارس.

أما جائزة أفضل إبداع سردي فكان المركز الأول من نصيب رواية «قصر الزباء»، للكاتب محمد الحبسي. والمركز الأول مكرر رواية «إلا جدتك كانت تغني» للكاتبة صالحة عبيد. فيما مُنحت جائزة تشجيعية لرواية «لم يخطر على البال» للكاتب عمر العامري، ومنحت جائزة تشجيعية أفضل نص مسرحي لمسرحية (تهديد الوردة) لفاطمة المزروعي.

ونال المركز الأول في جائزة الابتكار العلمي فئة الكبار يوسف البرعي، والمركز الأول مكرر لمحمد عدنان محمد عبدالله الأحمد، والمركز الثالث لمريم حسن علي عيسى الذباحي.

أما جائزة أفضل عمل فني في مسابقة الرسم، فقد تم حجب المركز الأول، ومنح المركز الثاني للفنانة مريم راشد الكيتوب للوحة (الكيرخانة). وفي مسابقة الخط العربي، منحت جائزة تشجيعية لمحمود عبدالكريم محمد العبادي عن لوحة (رب اجعل هذا البلد آمناً). أما مسابقة التصوير فنال المركز الأول فيصل أحمد الرئيس عن صورة «مدينة دبي».

وفي مسابقة النحت والخزف حازت المركز الأول منحوتة «تمثال السلام» لآمنة عبدالله غانم الفلاسي، والمركز الثاني منحوتة «الاتحاد» لسالم أحمد صالح جوهر.

وجاءت جوائز مسابقات الشباب في مجال الابتكار العلمي على النحو التالي: المركز الأول لحمدان محمد جمعة رحمة وحمد عيسى العبادي. والمركز الثاني لسلطان عبدالرحمن الزرعوني وعبدالرحمن وضاح الهاشمي.

والمركز الثالث لزهراء محمد أحمد العيسى وروضة محمد يونس المنصوري. فيما مُنحت جائزة تشجيعية لابتكار نظام تمكين الذكاء المهني باستخدام الذكاء الاصطناعي لحصة عيسى المازمي.

وعن جائزة أفضل عمل فني (شباب) في مسابقة الرسم فقد حجب المركز الأول، وجاء المركز الثاني للوحة شاهين لمريم يونس عبدالرحمن محمد الفيل والمركز الثالث للوحة الصقر لندى يوسف مفتاح محمد الحمادي. وفي مسابقة التصوير نال المركز الأول أحمد علي الشريف عن صورته نخيل، والمركز الثاني عمير علي الشريف عن صورته جميرا.