تخطو الممثلة المغربية هاجر كريكع خطوات ثابتة في عالم الفن بين السينما والمسرح والتلفزيون، لتؤكد موهبتها بعد مشاركتها في مجموعة من الأعمال التي حققت نجاحا وصدى طيبا لدى الجمهور المغربي.

في الحوار التالي مع هسبريس، تتحدث هاجر عن هذه التجربة الفنية، ورؤيتها للمسرح والسينما، إلى جانب مشاريعها الجديدة التي تعد بإضافات مميزة للمشهد الفني الوطني.

كيف تلخصين ردود فعل الجمهور والنقاد تجاه فيلم “موفيطا”؟ وهل شعرت بالرضا عن الطريقة التي استقبل بها؟

أفرحتني كثيرا ردود الفعل، خاصة آراء النقاد والجمهور، الجميع تحدث عن شخصيات الفيلم التي تمثل الأسرة المغربية بشكل واقعي، وهذا أسعدني كثيرا، لأن هدفنا كفنانين هو تقديم أعمال تصل مباشرة إلى المشاهد وتلامس حياته اليومية.

هل هناك رسائل معينة كنت تحرصين على إيصالها من خلال هذه التجربة السينمائية؟

أتمنى عند عرض الفيلم في القاعات أن يشاهده أكبر عدد ممكن من الجمهور، لأنه يعكس حياة أسرة تواجه الهشاشة والفقر، ويبرز التمغرابيت في طريقة عيشهم، فالفيلم يجسد الأم المغربية القوية الصامدة والمناضلة، التي تصبر على أهلها وأولادها، والأب كذلك، ليكون مرآة حقيقية للواقع المغربي.

المسرح يشكل جزءا أساسيا من حياة الفنان. برأيك، ما الذي يعطيه لكِ شخصيا من خبرة وقدرة على التعبير الفني؟

المسرح يمثل تكوينا مستمرا للفنان، يعطيه الطاقة والحيوية للعودة إلى السينما والتلفزيون، وأعتبره ورشة حقيقية لتطوير شخصية الممثل وصقل أدواته الفنية.

مؤخرا أثارت مسرحية “تخرشيش” جدلا كبيرا حول مستوى الجرأة فيها. كيف ترين هذا النقاش؟ وهل تعتقدين أن المسرح يحتاج إلى جرأة لممارسة دوره الفني؟

الجرأة في المسرح ممكنة إذا كانت هناك ضرورة فنية. أما بخصوص المسرحية، أرى أنها لم تتضمن جرأة كبيرة كما صرح البعض، لكنها جميلة فنيا وتطرح موضوعا جريئا وحقيقيا، ومن المهم طرح مثل هذه المواضيع بهذه الجمالية الفنية.

فيما يتعلق بالأفلام الكوميدية، هل تعتقدين أنها ظلمت الأفلام الروائية في القاعات السينمائية؟

الأفلام الكوميدية أعادت الحيوية للسينما، وشيئا فشيئا ستدفع الجمهور لمتابعة الأعمال الروائية أيضا. يلزم قليل من الصبر، وحبذا لو كانت هناك تربية فنية للأطفال منذ الصغر، حتى يكون لدينا جمهور متشبع بالفن.

ما هي أبرز مشاريعك الفنية القادمة؟

صورت مؤخرا فيلما تلفزيونيا سيعرض في الموسم الرمضاني، ولدي مشاريع أخرى، من بينها فيلم سينمائي مع ليلى المراكشي.

والفيلم الأول لصالح القناة الأولى من إخراج سعيد أزار جمعني بأسامة البسطاوي ومراد حميمو وحسناء طمطاوي في توليفة رائعة من الممثلين؛ فكانت أجواء التصوير عائلية وسادتها روح الانسجام، وجسدت فيه دور سيدة قوية خدومة تعمل في شركة زوجها وتساهم في تطويرها، لا أريد الكشف عن كل التفاصيل حتى يكتشفها الجمهور بنفسه.

كيف تصفين اليوم جمهور الدراما التلفزيونية المغربية؟ وهل تغير سلوك المشاهدة مقارنة بالماضي؟

اليوم، الجمهور يشجع الأعمال التلفزيونية على مدار السنة، ولم يعد مشاهد الدراما حكرا على شهر رمضان فقط كما في الماضي، بل أصبح الجمهور يتابع الأعمال التي تعاد، وهذا أمر رائع لأنه يدعم الفنان ويمنحه دافعا للاستمرار والتجديد.

كيف ترين مستقبل السينما المغربية؟

السينما المغربية تسير في طريق جيد جدا، أتمنى لها التوفيق وحضور أكبر في المحافل الدولية، فهي تستحق أن تصل إلى جمهور أوسع وتثبت قدرتها على المنافسة على الصعيد العالمي.