برازيليا – قدس برس
|

ديسمبر 18, 2025 3:37 م

فاز الفيلم الوثائقي البرازيلي “مذكرات عن المنفى” بجائزة خاصة من لجنة التحكيم في الدورة التاسعة عشرة لمهرجان طهران الدولي للفيلم الوثائقي، الذي أقيم بين 10 و16 كانون الأول/ديسمبر 2025. الفيلم من إخراج غوستافو كاسترو، وقد فاز في فئة الوثائقيات التي تتناول قضايا الإبادة الجماعية في غزة.

الفيلم: من التعايش إلى التنديد بالاحتلال

تدور أحداث الفيلم حول النضال الفلسطيني، حيث يركز على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. بدأ المشروع في عام 2018 بهدف توثيق الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية وطرح إمكانيات التعايش السلمي، لكن بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تغير مسار الفيلم ليصبح وثائقيًا يركز على مقاومة الفلسطينيين في وجه الإبادة الجماعية والاحتلال. الفيلم يعرض صورًا حية تم توثيقها بواسطة الفلسطينيين أنفسهم، وهو ما يميز الفيلم عن الكثير من الأفلام الوثائقية التي تُقدّم من قبل وسائل الإعلام الغربية.

تصريحات المخرج حول العمل والفوز

وفي تصريحات خاصة لموقع “فيبال” التابع لـ”اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل”، عبر المخرج غوستافو كاسترو عن فخره بهذا الفوز قائلاً: “نحن فخورون جدًا بهذا التقدير من مهرجان طهران، وهو مهرجان ذو تاريخ سينمائي عميق. هذه الجائزة تفتح لنا فرصة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية في السياقات السينمائية الدولية، وتؤكد على أهمية الدعم العالمي للفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال.”

وأضاف: “الفيلم ليس مجرد توثيق لما يحدث في فلسطين، بل هو دعوة لكل العالم للوقوف مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة.”

وأشار كاسترو في مقطع فيديو عُرض خلال حفل توزيع الجوائز: “يشرفني أنا وفريقي للغاية الحصول على هذه الجائزة”. ولم يتمكن الفريق من الحضور شخصيًا، لكنه أهدى الفوز للشعب الفلسطيني قائلاً: “أغتنم هذه الفرصة لأهدي هذا الإنجاز للشعب الفلسطيني، ولا سيما سكان غزة، وللشهداء والأطباء والصحفيين الذين يدينون بشجاعة وتصميم كبيرين الإبادة الجماعية المستمرة. إن النضال الفلسطيني هو نضالنا جميعاً.”

التحديات الأخلاقية والمهنية

أشار كاسترو إلى التحديات الأخلاقية التي واجهها فريق العمل خلال عملية تحرير الفيلم، خاصة في التعامل مع الصور المروعة التي وثقها الفلسطينيون أثناء تعرضهم للهجمات الإسرائيلية. وقال: “تعاملنا مع الكثير من الصور الصادمة التي تظهر معاناة المدنيين، وكان من الصعب اتخاذ قرارات حول كيفية عرض هذه الصور. كانت عملية تحرير الفيلم مليئة بالتحديات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمشاهد الصراع والإبادة.”

مهرجان طهران الدولي وأهمية الفوز

يُعتبر فوز “مذكرات عن المنفى” بجائزة في مهرجان طهران الدولي بمثابة اعتراف دولي بالفيلم، الذي يعرض واقع الاحتلال الإسرائيلي بطريقة غير متأثرة بالإعلام الغربي. وبالنسبة لكاسترو، كان الفوز تأكيدًا على أهمية تسليط الضوء على قضايا الشعب الفلسطيني في المهرجانات السينمائية الدولية: “الفوز في مهرجان طهران يفتح المجال للمزيد من الحوار الثقافي والسياسي حول فلسطين، ويؤكد أن الفيلم الوثائقي يمكن أن يكون أداة قوية في نقل الحقيقة.”

وكانت المسابقة المخصصة لفلسطين من أبرز فعاليات المهرجان، حيث عرضت أفلاماً تسعى إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته. كما خصص المهرجان هذا العام قسماً خاصاً لإيران لتسليط الضوء على الحرب التي شنتها “إسرائيل” ضد الشعب الإيراني في منتصف حزيران/يونيو، موفراً بذلك منصة لمناقشة الصراعات الإقليمية الأخيرة من خلال سرد القصص الوثائقية.

مشاركون متنوعون في المهرجان

من بين المشاركين في المهرجان مخرجون سينمائيون من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك فلسطين ولبنان وروسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا والدنمارك وهولندا وإيطاليا وأستراليا وبولندا وأيرلندا وكولومبيا والنمسا والبرازيل وتشيلي والأرجنتين ومصر وبلجيكا وتركيا وصربيا واليونان والأردن وقطر وتونس وإندونيسيا والمغرب.

مسيرة مهنية غنية

يتمتع غوستافو كاسترو بخبرة تزيد عن 15 عامًا كمخرج أفلام وثائقية، وقد بنى مسيرة مهنية تركز على معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الأمازون والشرق الأوسط. وتضم قائمة أعماله أكثر من 30 فيلمًا وثائقيًا، من بينها “الحصن” (2021)، و “أفيغاوس في البرازيل” (2022)، و “المدينة في الظلام” (2017)، وجميعها ملتزمة بجمالية الألفة والإنصات الفعال.