Published On 18/12/202518/12/2025

    |

    آخر تحديث: 18:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:52 (توقيت مكة)

    انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

    share2

    وقّعت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة اتفاقا متعدد السنوات يمنح منصة يوتيوب حقوق البث الحصرية عالميا لحفل توزيع جوائز الأوسكار، وذلك اعتبارا من عام 2029 مع الدورة الـ101، ويستمر حتى عام 2033.

    نهاية حقبة شبكة إيه بي سي

    وبموجب الاتفاق، سينتقل حفل الأوسكار من شبكة “إيه بي سي” (ABC)، التي بثت الحدث الأبرز في صناعة السينما لعقود طويلة، علما بأن الشبكة لا تزال تحتفظ بحقوق البث حتى عام 2028، بما في ذلك احتفالية الذكرى المئوية للحفل.

    اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list

    وسيكون حفل الأوسكار، إلى جانب تغطية السجادة الحمراء، وكواليس الحدث، وحفل “غفرنرز بول” (Governors Ball)، متاحا للبث المباشر والمجاني عبر يوتيوب لمشاهدين حول العالم، إضافة إلى مشتركي خدمة “يوتيوب تي في” داخل الولايات المتحدة. وبحسب مصادر مطلعة، ستظل الإعلانات التجارية جزءا من بث الحفل على المنصة.

    وأكد القائمون على الاتفاق أن الانتقال إلى يوتيوب يهدف إلى توسيع نطاق الوصول العالمي للأوسكار، من خلال مزايا مثل الترجمة النصية المغلقة والمسارات الصوتية متعددة اللغات، بما يخدم جمهور الأكاديمية المتنامي حول العالم.

    وقال الرئيس التنفيذي للأكاديمية بيل كرامر، ورئيسة الأكاديمية لينيت هاول تايلور، في بيان مشترك، إنهما سعيدان بالشراكة الجديدة مع يوتيوب باعتباره “المنزل المستقبلي للأوسكار وبرامج الأكاديمية على مدار العام”، مؤكدين أن الأكاديمية مؤسسة دولية، وأن هذه الخطوة ستتيح الوصول إلى أعمالها لأكبر جمهور عالمي ممكن، بما يعود بالنفع على أعضائها وصناعة السينما عموما. وأضافا أن التعاون سيستفيد من الانتشار الواسع ليوتيوب ويوفر فرصا مبتكرة للتفاعل، مع الحفاظ على إرث الأوسكار، وإلهام أجيال جديدة من صناع الأفلام، وإتاحة تاريخ السينما على نطاق غير مسبوق.

    من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي ليوتيوب نيل موهان الأوسكار بأنه “إحدى المؤسسات الثقافية الأساسية”، مؤكدا أن الشراكة مع الأكاديمية ستجلب هذا الاحتفال بالفن والسرد القصصي إلى جمهور عالمي واسع، مع الحفاظ على الإرث التاريخي للحفل.

    وكانت الأكاديمية تبحث عن اتفاق جديد لحقوق البث طوال معظم عام 2025، وشهدت المفاوضات دخول جهات تقليدية وغير تقليدية على خط المنافسة، من بينها نتفليكس وإن بي سي يونيفيرسال.

    تحديات الإنتاج الحي على منصة بلا بنية تقليدية

    وبحسب مصادر مطلعة، قدّمت منصة يوتيوب عرضا تجاوز مئات الملايين من الدولارات، متفوقة بذلك على عروض مرتفعة تقدّمت بها شركة ديزني/شبكة إيه بي سي ومجموعة إن بي سي يونيفرسال. ووفقا للعقد السابق، كانت ديزني تدفع نحو 100 مليون دولار سنويا مقابل حقوق بث حفل الأوسكار، إلا أن تراجع نسب المشاهدة، بحسب تقارير إعلامية، دفع الشبكة إلى السعي لتخفيض قيمة رسوم الترخيص.

    وأعرب بعض التنفيذيين في ديزني عن دهشتهم لفوز يوتيوب بالحقوق، خاصة أنه منصة بث رقمية خالصة، وليس كيانا يجمع بين البث الخطي والرقمي، كما كان متوقعا في حال فوز إن بي سي يونيفرسال. ولم يكن متوقعا على نطاق واسع أن ينتهي المطاف بالأوسكار على يوتيوب.

    ويرجع ذلك جزئيا إلى أن يوتيوب لا يمتلك بنية إنتاجية مخصصة للفعاليات الحية مثل تلك التي بنتها منصات بث كبرى مثل نتفليكس وأمازون. ومع ذلك، سيكون لدى يوتيوب 3 سنوات كاملة لتشكيل فريق إنتاج، كما لا يُستبعد أن تكون الأكاديمية قد اختارت يوتيوب تحديدا لإتاحة الفرصة لها لتولي الإنتاج الكامل للحفل.

    ولطالما شهدت العلاقة بين الأكاديمية وديزني/إيه بي سي خلافات حول قضايا عدة، من بينها مدة الحفل، وعدد الجوائز المقدمة، واختيار مقدّم الحفل. ومع الانتقال إلى منصة بث بلا قيود زمنية، سيكون بمقدور الأكاديمية تقديم الحفل بأي مدة ترغب فيها، وبحرية شبه كاملة في صياغته. وعلّق أحد المطلعين ساخرا “يمكنهم تقديم حفل أوسكار مدته ست ساعات، حتى لو كان مقدمه (مستر بيست) MrBeast”.

    ورغم ذلك، لا تزال أسئلة عديدة بلا إجابة، من بينها مصير اتفاقيات التوزيع الدولية التي كانت توفر للأكاديمية عائدات إضافية من الرسوم الإعلانية، وما إذا كان المقابل المالي الجديد سيعوض هذه الخسائر. كما يظل قياس نسب المشاهدة على يوتيوب محل تساؤل، في ظل غياب المقاييس التقليدية للبث التلفزيوني، إضافة إلى القلق من قدرة الجمهور على الحفاظ على تركيزه في ظل طبيعة المنصة.

    يأتي هذا التحول في وقت لم تعد فيه جوائز الأوسكار تحقق نسب المشاهدة التي اعتادت عليها سابقا. فرغم واقعة صفع ويل سميث لكريس روك عام 2022، لم يتجاوز متوسط المشاهدة حينها 16.6 مليون مشاهد، وهو ثاني أدنى رقم في تاريخ الحفل، بعد نسخة 2021 المتأثرة بجائحة كورونا. أما نسخة هذا العام، فقد سجلت 18.1 مليون مشاهد، وهو رقم جيد نسبيا مقارنة بالتراجع العام في مشاهدة التلفزيون الخطي، لكنه لا يقارن بذروة عام 1998 التي بلغت 57 مليون مشاهد في ظل شعبية فيلم “تايتانيك”.

    New Turkish Law Allows Government Control Of Media Outlets And Internet Contentانتقال حقوق بث الأوسكار إلى يوتيوب يُعد أقل تأثيرا مما لو آلت إلى منافس مباشر مثل إن بي سي يونيفرسال (غيتي إيميجز)ديزني تقلل من تأثير خسارة الأوسكار

    وبالنسبة لمسؤولي ديزني/شبكة إيه بي سي، فإن انتقال حقوق بث الأوسكار إلى يوتيوب يُعد أقل تأثيرا مما لو آلت إلى منافس مباشر مثل مجموعة إن بي سي يونيفرسال، لا سيما في ظل استمرار تركيز الشركة على البث المباشر. وكانت ديزني قد حصلت مؤخرا على حقوق بث جوائز الغرامي، وتؤكد أنها ستجمع في عام 2027 بين بث السوبر بول والأوسكار والغرامي في عام واحد.

    وقالت الشركة في بيان رسمي إن “إيه بي سي كانت على مدى أكثر من نصف قرن المنزل الرئيس لحفل توزيع جوائز الأوسكار”، معربة عن تطلعها إلى بث الدورات الثلاث المقبلة، بما في ذلك احتفالية الذكرى المئوية في عام 2028، ومتمنية للأكاديمية استمرار النجاح.

    ورغم ذلك، أثار القرار تساؤلات بشأن مستقبل هذا الحدث العريق بعد احتفاله بالذكرى المئوية، ومدى قدرته على الحفاظ على تأثيره الثقافي عند انتقاله إلى منصة تُعرف في الأساس بمحتوى صناع المحتوى، أكثر من ارتباطها بالإنتاجات السينمائية التقليدية.

    ويأتي هذا التحول في وقت تمر فيه صناعة السينما بمرحلة دقيقة، تتزايد خلالها الأسئلة حول مستقبل توزيع الأفلام ونوافذ العرض السينمائي، في ظل الجدل المستمر بشأن مستقبل العروض الكبرى. وفي المقابل، يرى بعض المراقبين أن الانتقال إلى يوتيوب قد يكون خيارا منطقيا في هذه المرحلة، باعتباره المنصة الأكثر مشاهدة عالميا، مع توقعات بتعاظم نفوذها خلال السنوات المقبلة.

    ويشبّه متابعون هذه الخطوة بتحول مفصلي سابق في الصناعة، عندما حصلت شبكة فوكس عام 1994 على حقوق بث دوري كرة القدم الأميركية “إن إف إل: (NFL) رغم افتقارها آنذاك لبنية رياضية متكاملة، قبل أن تؤسس لاحقا شبكة فوكس سبورتس. أما يوتيوب، فهو بالفعل لاعب بارز في المشهد الإعلامي، إلا أن انتقال الأوسكار إليه يوجّه إشارة أوضح إلى مكانته كقوة مؤثرة لا يمكن تجاهلها.