في تطور يُبهر العالم الثقافي، تستعد محافظة القنفذة لكشف أسرارها المدفونة منذ 400 عام في مهرجان “شتائنا تراث وغذاء” الذي يبدأ خلال 4 أيام فقط. امرأة عمرها 65 عاماً تحتفظ بأسرار صناعة الفخار منذ 40 عاماً – هذه هي الفرصة الوحيدة في 2026 لتذوق طعام لم تتغير وصفته منذ عهد الأجداد، قبل أن يختفي هذا الكنز إلى الأبد.

أم سعد الغامدي، الحرفية ذات الـ65 عاماً، تقف على دولاب الفخار وأصابعها ترقص مع الطين في حركة ورثتها من جدتها. “هذه الحرفة ستموت معي إن لم نجد من يتعلمها”، تهمس بحزن بينما تتصاعد رائحة القهوة العربية من إبريق نحاسي عتيق. إلى جانبها، فاطمة العسيري تحرك العريكة والحنيني بنفس الطريقة التي علمتها إياها جدتها، ودموع الفخر تلمع في عينيها وهي ترى الأطباق التراثية الزاهية تصطف أمام منظر البحر الأحمر الساحر.

قد يعجبك أيضا :

هذا المهرجان ليس مجرد فعالية، بل رسالة إنقاذ عاجلة للتراث المهدد بالاندثار. د. عبدالله التراثي، الذي أمضى 20 عاماً في توثيق التراث المفقود، يؤكد أن “القنفذة كنز ثقافي مهمل ينتظر اللحظة الأخيرة للكشف عن جواهره”. المهرجان يشبه أسواق الحج القديمة التي كانت تجمع التجار من كل صوب، لكن هذه المرة الهدف إنقاذ ذاكرة أمة من الضياع. الحاجة خديجة، 78 عاماً، تتذكر كيف توقعت منذ سنوات أن التراث سيصبح كنزاً اقتصادياً، “لكن لم أتخيل أن الوقت سيكون ضيقاً إلى هذا الحد”.

محمد السعيدي جاء من الرياض مع طفليه خصيصاً لهذا الحدث، “أريد أطفالي أن يتذوقوا طعم جذورهم قبل أن تصبح مجرد حكايات”. أبو حسام، الشاب العشريني، يقف مذهولاً أمام عرض الفخار التقليدي، “لم أعرف أن أجدادي كانوا يصنعون هذا الجمال”. هذا التأثير العميق يمتد إلى فرص استثمارية ذهبية في المشاريع السياحية والحرف التقليدية، بينما نسيم البحر البارد يحمل عبق البخور التراثي ليذكر الزوار بأن هذا المكان كالألبوم العائلي القديم – كل صفحة تحكي حكاية مهددة بالنسيان.

قد يعجبك أيضا :

القنفذة اليوم تقف على مفترق طرق تاريخي، حيث تحول نفسها من محافظة ساحلية هادئة إلى وجهة ثقافية عالمية تحتفي بـ400 عام من التراث في 4 أيام استثنائية فقط. هذا الحدث جزء من رؤية السعودية 2030 لتحويل التراث إلى قوة اقتصادية حقيقية. احجز مكانك الآن على الكورنيش الغربي من 11 يناير، لأن السؤال الأهم: هل ستسمح لآخر فرصة لتذوق طعم التراث الحقيقي أن تفلت من بين يديك إلى الأبد؟