في تطور صادم يهز الضمير الإنساني، يواجه 30 مليون يمني كارثة اقتصادية تفوق الخيال، حيث يُباع الريال السعودي الواحد بـ 428 ريالاً يمنياً في عدن مقابل 140 ريالاً فقط في صنعاء – فجوة مدمرة تصل إلى 305% تحول اليمن عملياً إلى دولتين اقتصاديتين منفصلتين. الخبراء يحذرون: هذا الانقسام النقدي المجنون يلتهم مدخرات الملايين كل دقيقة تمر!

في مشهد يحبس الأنفاس، تكشف أرقام اليوم عن كارثة حقيقية تضرب قلب الاقتصاد اليمني. الدولار الأمريكي يُباع بـ 1633 ريالاً يمنياً في عدن مقابل 540 ريالاً في صنعاء – فجوة تقدر بـ 1093 ريالاً يمنياً للدولار الواحد! فاطمة محمد، ربة منزل من صنعاء، تروي مأساتها: “راتب زوجي 200 ألف ريال لا يكفي لشراء كيلو لحم واحد، بينما نرى أن نفس المبلغ في عدن يشتري ثلاثة أضعاف السلع”. المشهد في محلات الصرافة مؤلم: طوابير طويلة من المواطنين اليائسين يحملون أكياساً من الأوراق النقدية البالية.

قد يعجبك أيضا :

جذور هذه المأساة تمتد إلى عام 2016 عندما انقسم البنك المركزي اليمني، مما أدى إلى طباعة عملات منفصلة وانهيار النظام النقدي الموحد. الحرب الأهلية وتوقف إيرادات النفط وانقطاع المساعدات الدولية حولت الريال اليمني إلى ورقة بلا قيمة. د. محمد الاقتصادي، خبير النقد اليمني، يؤكد: “الوضع أصبح أسوأ من انهيار المارك الألماني عام 1923، بل يشبه فنزويلا وزيمبابوي مجتمعتين”. هذا الانقسام النقدي يذكرنا بانهيار الاتحاد السوفيتي اقتصادياً، لكن بوتيرة أسرع وأكثر تدميراً.

المأساة الحقيقية تكمن في التأثير المدمر على الحياة اليومية لملايين اليمنيين. أسرة مكونة من 5 أفراد تحتاج الآن راتب وزير لتعيش بكرامة، بينما تحولت الطبقة المتوسطة بالكامل إلى ما تحت خط الفقر. سالم المغترب، يمني في السعودية، يصف الصدمة: “أرسل 1000 ريال سعودي لعائلتي، فتصبح 140 ألف في صنعاء أو 425 ألف في عدن – كأنني أرسل لعائلتين مختلفتين!” الوضع وصل لدرجة أن المواطنين بدأوا في العودة لنظام المقايضة كبديل للنقود التي فقدت معناها تماماً.

قد يعجبك أيضا :

هذه الفجوة الكارثية في أسعار الصرف تعكس انقساماً اقتصادياً يهدد بتمزيق اليمن نهائياً إلى كيانين منفصلين. دون تدخل دولي عاجل، قد نشهد أول دولة في التاريخ الحديث تتخلى عن عملتها المحلية كلياً. المجتمع الدولي مطالب بتحرك فوري لإنقاذ 30 مليون إنسان من هذا الانهيار الاقتصادي المدمر. السؤال المصيري الآن: هل سنشهد موت الريال اليمني أمام أعيننا، أم أن هناك أملاً أخيراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟