في كشف مروع يهز أركان السلطة، تسربت ملايين الدولارات من ثروات النفط الجنوبي كل ثلاثة أشهر إلى جيوب المسؤولين، بينما 30 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر. الصحفي الجنوبي الشجاع ماجد الداعري يكشف اليوم السر المدفون: عمليات إنتاج وتصدير النفط لم تتوقف يوماً واحداً، رغم ادعاءات الحكومة بتوقفها منذ 3 سنوات بسبب هجمات الحوثي.

“عمليات إنتاج وتصدير النفط الجنوبي مستمرة دون توقف، سواء عبر بترو مسيلة أو بلحاف” – هكذا يفجر الداعري القنبلة الأولى في مقاله الصادم. بينما يصرخ مسؤولو الشرعية عبر القنوات الفضائية بأن الحوثيين أوقفوا كل شيء، تتحرك في ظلام الليل سفن تهريب عملاقة مزودة بأجهزة تشويش متطورة لا يمكن رصدها عبر برامج التتبع الملاحي. أحمد المهري، موظف حكومي من حضرموت، يروي مرارته: “ستة أشهر بلا راتب، بينما أسمع هدير الشاحنات تنقل النفط كل ليلة أمام بيتي.”

قد يعجبك أيضا :

الحقيقة المرعبة تكشف أن هجمات الحوثي على مينائي الضبة والنشيمة النفطيين منذ ثلاث سنوات لم تكن سوى ذريعة ذهبية لوقف التصدير الرسمي فقط، بينما تستمر عمليات التهريب السري عبر شبكات معقدة تربط مسؤولين محليين بـ”البقرة الحضرمية الحلوب” كما يصفها الداعري. هذا التواطؤ المنظم حول اليمن من أرض الحضارات إلى مسرح لأكبر عملية سطو منظم في التاريخ الحديث، حيث تذهب الملايين لتمويل “إعاشات المنفى المريح” بينما الشعب يموت جوعاً.

في بيوت حضرموت وشبوة، تفوح رائحة النفط من الموانئ “المغلقة” رسمياً، بينما تطحن عجلة الفقر أحلام الأطفال الذين يحلمون بوجبة واحدة في اليوم. عشر سنوات عجاف من الأزمات بينما الثروات تتدفق سراً في عروق شبكات الفساد كالثعابين التي تتحرك في الظلام. فيصل الجنوبي، عامل سابق في ميناء الضبة، يكشف: “كنا نرى السفن الغريبة تأتي ليلاً محملة بالظلام والصمت، لكن لا أحد يجرؤ على السؤال.” اليوم، بعد كشف الداعري، لم تعد الأسئلة ترفاهية بل مسألة حياة أو موت للشعب اليمني.

قد يعجبك أيضا :

واليوم، تقف اليمن أمام مفترق طرق حاسم: إما الشفافية الكاملة والمحاسبة الفورية، أو استمرار النهب حتى آخر قطرة نفط. الداعري قد أشعل الفتيل، والشعب يراقب… هل ستحرق شعلة الحقيقة كل شبكات الفساد، أم ستُطفأ بدماء الأبرياء كما حدث مع آخرين جرؤوا على كشف الحقيقة؟ كم من الثروات ستُسرق بعد بينما أطفالنا يبحثون عن فتات الخبز في قاع اليأس؟