أنهت مجموعة “mbc” عرض المسلسل المعرّب “سلمى”، الذي بدأ عرضه في آب الماضي، مشكّلًا واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية العربية لهذا العام.

“سلمى” هو النسخة العربية من المسلسل التركي “امرأة”، وقد أُنتج ضمن موسم درامي طويل يضم 90 حلقة درامية متسلسلة.

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل حول “سلمى” (تجسد دورها الفنانة مرام علي)، أم شابة تغيّر مصيرها فجأة بعد اختفاء زوجها “جلال” (نيقولا معوض) في ظروف غامضة، ما يدفعها لتحمل عبء الحياة والمسؤولية عوضًا عنه.

تجد “سلمى” نفسها مجبرة على العودة إلى الحي الشعبي الذي نشأت فيه مع طفليها، حيث تصطدم بتحديات اجتماعية ونفسية، وتواجه صراعات مع أفراد أسرتها، من بينها والدتها “هويدا” وشقيقتها غير الشقيقة “ميرنا”، بينما تتكشف خيوط خفية تربط الماضي بالحاضر وتثير أسئلة حول غياب “جلال” وأسراره وظروفه.

ومع تقدم الحلقات، تدخل “سلمى” في دوامة العمل الهش، متنقلة بين وظائف مؤقتة لا توفر لها الأمان، لكنها تُبقيها قادرة على إعالة طفليها، فالأمومة هنا ليست خلفية عاطفية فقط، بل محرك أساسي للسرد، إذ تُقدَّم العلاقة بينها وبين طفليها كخط الدفاع الأخير أمام الانهيار.

هذه الحبكة الدرامية تُبرز صمود امرأة تواجه قسوة الواقع، وتسلط الضوء على موضوعات مثل الأمومة، وصمود النساء في مواجهة الأزمات، وأثر الفقدان على العلاقات الأسرية.

ومنذ انطلاقه، حافظ المسلسل على وتيرة تصاعد الأحداث، إذ تُظهر الحلقات الأولى انهيار حياة “سلمى” بعد رحيل زوجها، ثم تتوالى المفاجآت مع ظهور تفاصيل جديدة عن علاقات عائلية معقدة، وصراعات نفسية وتحديات مادية تواجهها البطلة في سبيل تأمين حياة كريمة لأطفالها.

من بين عناصر الجذب الدرامي، تُطرح موضوعات إنسانية حساسة ومسائل اجتماعية معاصرة، ما ساعد العمل على تحقيق حضور قوي في نقاشات الجمهور على مواقع التواصل.

“سلمى” لا تقوم حكايته على حدث واحد صادم، بقدر ما تُبنى تدريجيًا على مسار طويل من الفقد والصمود والتحولات النفسية والاجتماعية، إذ تتقدّم القصة من مأساة شخصية إلى سردية أوسع عن امرأة تُجبر على إعادة اختراع حياتها في مواجهة واقع قاسٍ.

نهاية العمل وردود الفعل

اختتمت السلسلة حلقاتها الـ90، وسط تفاعل واسع من المشاهدين الذين عبّر بعضهم عن استيائهم من وتيرة النهاية، معتبرين أنها جاءت متسارعة أو غير متوقعة مقارنة بتطورات الأحداث خلال المسلسل.

بعض المتابعين عبر منصات النقاش أشاروا إلى أن تطور العلاقات بين الشخصيات، خصوصًا بين “سلمى” وشخصية ثانوية مثل “عادل”، لم ينل المساحة الدرامية الكافية قبل نهاية العمل، مما أثار نقاشات حول ما إذا كانت النهاية تلبي توقعات الجمهور.

واعتبر نقاد الفن أن نجاح “سلمى” لم يقتصر على نسب المشاهدة فحسب، بل يرتبط بما أثاره حول تمثيل المرأة في الدراما العربية، وقدرتها على مواجهة تحديات الحياة المعاصرة بصمود، ما جعله عملًا تتداوله العائلات العربية كجزء من الموسم الدرامي لهذا العام.

الطاقم والأداء

شاركت في البطولة نخبة من فناني الدراما العربية من لبنان وسوريا بجانب مرام علي ونيقولا معوض، من بينهم: ستيفاني عطا الله، تقلا شمعون، طوني عيسى، نيكولا دانيال، سعد مينه، رنا كرم، نانسي خوري، نتاشا شوفاني، وسام صباغ.

مرتبط