
المتقاعدون طاقة بشرية مخضرمة يمكن تحويلها إلى رافد اقتصادي واجتماعينمو أسرع واستقرار أكبر تحققه الاقتصادات التي تستثمر في دمج المسنين في القوى العاملةالإمارات تضع كبار المواطنين في قلب التنمية وتعيد صياغة الشيخوخة بمبادرات ملهمةالمجتمع العربي يخسر خبرات تراكمية هائلة بمجرد خروج المسنين من سوق العمل
تتجه المعمورة نحو تحول ديموغرافي غير مسبوق، إذ تشير الأمم المتحدة إلى أن العالم سيضم أكثر من 2.1 مليار مسن فوق 65 عاماً بحلول عام 2050، ويشدد عدد من الخبراء والمختصين، على أن المجتمعات التي لا تعيد توظيف هذه الفئة، والاستفادة من «اقتصاد الفضة» المرتبط بها، ستخسر رصيداً معرفياً واقتصادياً لا يعوض.

الإمارات وإعادة صياغة الشيخوخة: نموذج عربي ملهمكبار السن.. رواة المستقبل وحماة الذاكرةالتحول الديموغرافي الكبير: كبار السن قوة غير مستغلة«اقتصاد الفضة».. رهان الدول الذكية على الخبرة لا العمردمج كبار السن في العمل والمجتمع.. استثمار للمستقبلالعمر ليس عبئاً بل فرصة لإعادة تعريف الذات واستثمار الخبرة
وأشاروا إلى أننا في عالم يتسارع فيه الإيقاع، وتتبدل فيه المفاهيم، ويثبت الزمن أن العمر مجرد رقم، وأن التقاعد ليس نهاية المشوار، بل بداية مرحلة جديدة من العطاء، ففي الوقت الذي تشير فيه الإحصاءات العالمية إلى تضاعف أعداد كبار السن، من 1.2 مليار مسن في العام الحالي 2025، إلى 2.1 مليار مسن متوقع في عام 2050، أي ما يقارب ثلث سكان الكوكب، مقارنة بـ 10 % فقط في عام 2020، من المتوقع أن يتجاوز عدد المسنين الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة أو أكثر، عدد من هم دون سن الثامنة عشرة بحلول 2080.
كما بلغ متوسط العمر المتوقع عالمياً 73.5 سنة في عام 2025، وهو ارتفاع بمقدار 8.6 سنوات منذ عام 1995، ويؤكد تقرير «الإسكوا» أن عدد كبار السن في الدول العربية سيرتفع من 30 مليوناً اليوم، إلى أكثر من 80 مليوناً في عام 2050، ما يتطلب استراتيجيات وطنية عاجلة للاستعداد للمرحلة المقبلة.
ويزداد عدد الأشخاص الذين بلغوا 80 سنة أو أكثر بسرعة أكبر، ومن المرجح أن يتخطى عددهم عدد الرضع في منتصف ثلاثينيات هذا القرن، وأن يصل إلى 265 مليوناً، وهذه الموجة الديموغرافية ليست عربية، بل جزء من تنامي الشيخوخة العالمي.
خدمات متطورة
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يتوقع ارتفاع نسبة كبار المواطنين إلى 11 % بحلول عام 2032، علماً بأن معدلات الأعمار في الإمارات، تعتبر ضمن الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة لتوفر الخدمات الطبية المتطورة، وتحسين مستوى المعيشة، والقضاء على معظم الأمراض المعدية، والتي تتسبب في الوفاة.
يطرح هذا الواقع سؤالاً ملحاً: هل نحن أمام جيل انتهى دوره، أم أمام كنز من الخبرة، يمكن إعادة استثماره لصناعة المستقبل، والمساهمة في تنمية نهضة الوطن؟
الوجه الآخر للأرقام
من وجهة نظرهم، يرى الخبراء والمختصون وعدد من المتقاعدين، أن تلك الأرقام لا تعني عبئاً على الدول، كما يبدو للبعض، بل طاقة بشرية مخضرمة، يمكن تحويلها إلى رافد اقتصادي واجتماعي ضخم، لو أحسن استثمارها، ويجب أن يكون شعار المرحلة المقبلة: «تقاعد بلا عزلة.. وخبرة بلا نهاية».
وأضافوا أنه في كثير من الدول، يحال المتقاعدون إلى «الهامش» بمجرد بلوغهم سن التقاعد القانوني، في حين ما زال كثيرون منهم قادرين على العطاء، في الوقت الذي يشير فيه تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2024، إلى أن «الاقتصادات التي تستثمر في دمج المسنين في القوى العاملة، تحقق نمواً أسرع واستقراراً أكبر».
واقترحوا إنشاء هيئة متخصصة تعنى بتمكين كبار المواطنين، والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم وخبراتهم، وعدم الاكتفاء بإنشاء أندية ترفيهية لهم، مؤكدين أن المرحلة المقبلة، تتطلب نقلة نوعية في فكر التعامل مع هذه الفئة، لتكون فئة منتجة ومؤثرة، عوضاً عن أن تبقى متلقية للرعاية فقط.
بيئة فاعلة
وأكدوا أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً ملهماً في إعادة صياغة الشيخوخة، من خلال سياسة كبار المواطنين التي أطلقتها الحكومة الاتحادية، والتي وضعت المسن في قلب التنمية، ومبادرة «بركة دارك»، التي تشجع الأسر على إبقاء كبارها ضمن بيئة فاعلة ومتصلة، ومشروع «الخبرة وطن»، والذي يتيح للمتقاعدين نقل خبراتهم للجيل الجديد، من خلال ورش تدريبية وتطوع في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى مشروع نادي ذخر، الذي أطلقته حكومة دبي، بهدف تمكين كبار المواطنين، وتعزيز رفاهيتهم، عبر دمجهم في المجتمع، وتقديم أنشطة ثقافية واجتماعية وترفيهية وصحية لهم، والعمل على الاستفادة من خبراتهم، وتعزيز التواصل بين الأجيال، وتفعيل طاقاتهم، لمواصلة المساهمة في خدمة المجتمع، مع تحسين جودة حياتهم النفسية والجسدية.
كما تعمل فرق طبية واجتماعية في جمعية الإمارات لطب المسنين، على تعزيز مفهوم الشيخوخة الصحية، وتمكين كبار المواطنين من البقاء نشطين ذهنياً وجسدياً واجتماعياً، كما تقدم الدولة برامج تشجع كبار السن على العمل التطوعي، أو العمل بدوام جزئي، أو نقل خبراتهم للمؤسسات التعليمية، هذا النموذج المتكامل، يجعل من الشيخوخة «مرحلة إنتاج وعطاء»، وليس مجرد فترة تقاعد.
مرحلة طبيعية

سلوى السويدي
وتقول الدكتورة سلوى السويدي رئيسة جمعية الإمارات لطب المسنين، إن الشيخوخة ليست مرضاً، بل مرحلة طبيعية، يمكن أن تزدهر بالعطاء، إذا وجدت البيئة الداعمة.
وتشير إلى أن كبار السن في الإمارات يتمتعون بصحة ونشاط يسمحان لهم بالمشاركة في العمل التطوعي والمجتمعي، مؤكدة أن العمر لا يجب أن يكون مقياساً للإنتاجية.
وأوضحت أن أمراض الشيخوخة، والتي من أبرزها الاكتئاب والزهايمر، والتي لا يعود أغلبها إلى تغيرات البيولوجية الطبيعية مع التقدم في العمر فحسب، وإنما أيضاً إلى عوامل نمط الحياة، مثل سوء التغذية، وعدم ممارسة الرياضة، والشعور بالفراغ وانحسار النشاط، وكلها تشكل عبئاً على الحكومات والمنظمات الصحية.
ولفتت إلى أن مرض الزهايمر يعتبر الأكثر تكلفة في مكافحته، حيث تصل إلى 600 مليار دولار سنوياً عالمياً، أي ما يعادل 1 % من الناتج الإجمالي العالمي.
وشددت على أهمية تعزيز الحياة الصحية والنفسية لهذه الفئة، لتفادي أمراض الشيخوخة، قائلة: «كبارنا ليسوا عبئاً، وإنما هم ذاكرة الأمة وروحها».
خبرات تراكمية

علي سنجل
بدوره، شدد اللواء الدكتور علي سنجل قائد مشروع ذخر، على ضرورة الانتقال من مفهوم الرعاية إلى مفهوم التمكين في التعامل مع فئة كبار المواطنين، موضحاً أن هذه الفئة تمتلك خبرات تراكمية، وثروات معرفية لا يمكن إغفالها أو تهميشها، لمجرد بلوغهم سن التقاعد.
وقال إن مجتمعنا العربي يخسر خبرات تراكمية هائلة، بمجرد خروج هؤلاء من سوق العمل، ويضيف: «لو تم استثمار المتقاعدين كمستشارين أو مدربين أو مرشدين مهنيين، فإننا سنكسب جيلاً جديداً أكثر نضجاً واستقراراً».
ويرى الدكتور سنجل أن الإنسان يظل في كامل قدرته على الإبداع حتى بعد السبعين، إذا وجد التحفيز والرعاية المناسبة، مشيراً إلى أنه، وبحسب دراسات عالمية، فإن الدماغ البشري لا يفقد قدرته على التعلم، بل تتطور لديه مهارات الحكمة والتحليل العميق.
وهنا، تتضح أهمية دمج هذه الفئة التي لا يحبذ الدكتور سنجل، إطلاق كلمة «المسنين» عليها في العمل المجتمعي والاقتصادي، ليس فقط لصالحهم، بل لصالح المجتمع ككل.
وأكد الدكتور سنجل أن التقاعد لا يجب أن يعني الانسحاب من الحياة العامة، بل هو فرصة لإعادة تعريف الذات، واستثمار الخبرة في خدمة الوطن، ولا يجب ربط انتهاء مدة الخدمة في العمل بالعطاء، أو بقدرة الشخص على تحقيق أهداف أخرى.
وشدد على أهمية أن تعيد المؤسسات النظر في سياسات التقاعد الجامدة، وأن تفتح أبواب العمل المرن، والاستشارات، والمبادرات التطوعية لمن بلغوا سن الستين، للاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم.
رواة المستقبل

عيسى البستكي
ويقول الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، إن المسنين ليسوا بقايا الماضي، بل رواة المستقبل، ويجب النظر إليهم على أنهم المرآة التي تعكس قيمنا وإنسانيتنا، مشيراً إلى أنه لا تقاعد عن العطاء، ولا حدود للعمر في صناعة الأمل.
وأضاف أن كبار السن يمثلون سوقاً متنامياً، أو ما يعرف بـ «اقتصاد الفضة»، حيث يمتد من الرعاية الصحية إلى الإسكان والتكنولوجيا والخدمات الثقافية والسياحية، مشيراً إلى أن الاستثمار بسياسات تمكين المسنين من العمل الجزئي وريادة الأعمال، وإشراكهم في التطوع، يفتح أبواباً لإنتاجية اجتماعية، وقيمة اقتصادية غير مستغلة.
وأشار إلى أن لدى كبار السن خبرات مهنية ومهارات انتقالية وقيمة معرفية، يمكن أن تدعم برامج التدريب المهني والتعليم غير الرسمي للأجيال الشابة، إذا ما أنشأنا منصات تفاعلية مناسبة.
حماة الذاكرة

جاسم المرزوقي
ويوضح الدكتور جاسم المرزوقي خبير نفسي وأسري بدبي، أن التقاعد في المفهوم الحديث، هو تحول في الدور، وليس انسحاباً من الحياة، ففي اليابان مثلاً، تطبق فكرة «مجتمع بلا تقاعد»، حيث يعمل أكثر من نصف من تجاوزوا الـ 70 عاماً في أعمال مرنة أو تطوعية، ويعتبرون «حماة الذاكرة الوطنية».
أما في المنطقة العربية، فالمتقاعد يحال غالباً إلى الظل، رغم أن لديه خبرات يمكن أن تغير مؤسسات كاملة، لو استثمرت بالشكل الصحيح.

بدر الجابري
بدوره، يقول الدكتور بدر الجابري المستشار النفسي في جودة الحياة، إن العزلة بعد التقاعد، هي أخطر ما يواجه المسنين، إذ تزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب والأمراض المزمنة، التي تكبد المؤسسات الصحية مبالغ طائلة، مشيراً إلى أن المسن لا يحتاج إلى علاج، بقدر احتياجه إلى اعتراف بوجوده وقيمته.
ويضيف أن إدماجهم في برامج تطوعية، أو حتى منحهم مهام صغيرة داخل الأسرة، يعيد إليهم الشعور بالانتماء والكرامة.
نمو متسارع

أشرف سلامة
من ناحيته، يقول الدكتور أشرف سلامة اختصاصي تجميل بدبي، إن قطاع الجمال ومكافحة الشيخوخة، يشهد نمواً متسارعاً، مدفوعاً بالتقنيات الجديدة والمنتجات المصممة لتعزيز المظهر والصحة مع التقدم في العمر، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصل قيمة هذا القطاع إلى 93 مليار دولار بحلول عام 2027، أي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 7 % خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يسمى بـ «الاقتصاد الفضي».
وأضاف أن السعي وراء حياة أطول وأكثر صحة، دفع عدداً من الشركات إلى الابتكار والاستثمار بشكل متزايد، حيث بات الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، أولوية قصوى لدى أفراد المجتمعات.
وأضاف أنه في حين يظل قطاع الرعاية الصحية في الصدارة، فإن صناعات أخرى مرتبطة به أصبحت تهتم بتلبية احتياجات تلك الفئة، لتتكيف مع التغيرات الديموغرافية التي تشهدها المجتمعات.
نماذج مضيئة
وتثبت التجارب والنماذج الملهمة الكثيرة التي يذخر بها عالمنا العربي، أن العمر لا يقاس بالسنوات، بل بما يقدمه الإنسان من أثر، وأن الخبرة حين تقترن بالشغف، تصبح وقوداً لصناعة التغيير.
هم الذين قد يظن البعض أنهم بلغوا نهايات الطريق، بينما فتحوا لأنفسهم طرقاً جديدة، يمارسون حضورهم بثقة، ويلهمون الأجيال بخبرة راكزة وهمة لا تشيخ.
هذه النماذج ليست استثناء، بل دليل على أن المنطقة العربية مليئة بقصص تروى، وأسماء تصنع أثراً ما زال يتجدد، وأثبتت أن الإبداع لا يرتبط بسن، والإنجاز الحقيقي يبدأ حين يقرر الإنسان ألا يتوقف.
إنهم «جيل الخبرة»، الذين لم يتوقفوا عند محطة التقاعد، بل اختاروا أن يبدؤوا فصلاً جديداً من حياتهم، يحمل توقيعهم الخاص، وإصرارهم على أن النجاح لا يشيخ.
وتذخر الإمارات بنماذج كثيرة، مثل الدكتور عيسى البستكي، الذي يتولى إلى جانب رئاسته لجامعة دبي، العديد من المناصب المهمة، رغم أنه على مشارف السبعين من عمره، إلا أنه يعتبر أحد أبرز العقول الإماراتية في مجال الهندسة الكهربائية والذكاء الاصطناعي.
ويعد البستكي نموذجاً حياً لعالم يرى في العمر رصيداً من الحكمة، لا نهاية للطموح، ويواصل يومياً رسالته في صناعة جيل إماراتي قيادي في الاقتصاد الرقمي.
والدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، من الشخصيات البارزة في مجال التعليم في دولة الإمارات، وهو معروف بتوجهاته التعليمية المستقبلية، التي تركز على الابتكار وجودة التعليم.
المستشار الدكتور علي بن تميم، شخصية ثقافية وأكاديمية لها حضور مؤثر في الفكر العربي، واصل دوره بعد الستين، من خلال رئاسة مؤسسات ثقافية وإعلامية، وإطلاق مشروعات معرفية، عززت موقع الإمارات مركزاً ثقافياً عربياً ودولياً.
يؤمن بأن الثقافة مشروع مستمر، وأن الخبرة المتراكمة تتجدد ولا تشيخ.
وعلى المستوى النسائي، هناك الكثير من سيدات الأعمال، كرجاء القرق وثريا العوضي، وغيرهن الكثير ممن ما زلن يقدمن العطاء، رغم تجاوزهن الستين.
أما على المستوى العربي، فهناك العديد من النماذج الملهمة، أبرزهم: الدكتور فاروق الباز رائد علوم الفضاء وعضو فريق «أبوللو» الشهير من مصر، ورغم تجاوزه الثمانين من عمره، إلا أنه لا يزال حتى اليوم يشارك في تقديم الدراسات العلمية حول التغيرات المناخية، ودراسة سطح الأرض، ويحاضر في الجامعات، ويقود أبحاثاً في الاستشعار عن بعد، مؤكداً أن الفضول العلمي لا يقيم بالسن، بل بالعقل.
والدكتور مجدي يعقوب، البروفيسور المصري الشهير وجراح القلب البارز، والذي لقبته المملكة المتحدة بالفارس، وتم تكريمه عالمياً من عدة دول، لمساهماته في جراحة القلب، وكذلك أعماله الخيرية المستمرة، رغم تجاوزه الـ 90 عاماً.
والدكتور عدنان الخطيب من السعودية، اقترب من عامه الثمانين، وهو أحد أشهر الأطباء العرب في جراحة العظام، ما زال يمارس دوره المهني والاستشاري في تدريب الجراحين الشباب، ويسهم في تطوير أساليب الطب الرياضي في المملكة.

سامر حسن
قال الخبير الاقتصادي سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com، أن العديد من الدول والاقتصادات الكبرى تعاني من تزايد تركيز الطبقة المسنة في الهرم السكاني، وهذا ما يستوجب بطبيعة الحال التدخل، ليس فقط لمواجهة الشيخوخة التي تعاني منه الاقتصادات، بل حتى تحويله إلى فرص، أو حتى إعادة إلى عوامل الإنتاج.
وأوضح أن المحاذير التي ينطوي عليها إعادة تشكل الهرم العمري للسكان، كما هو الحال في أوروبا والصين والولايات المتحدة، قد تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الكلية للاقتصاد، وتحوله أكثر نحو الاستهلاك، مشدداً على دور الاقتصاد الفضي في رفع الإنتاجية، التي من شأنها تعزيز تنافسية الاقتصاد.
وأضاف أن الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية التي تركز على محاربة الشيخوخة، لن تسهم في رفع متوسط العمر المتوقع فحسب، بل قد تسهم في تأخير الشيخوخة ذاتها، ما يعزز قدرة كبار السن على الانخراط في الإنتاج وسوق العمل بشكل أفضل، ويقلل بالتالي من العبء الاقتصادي لرعاية المسنين، علاوة على تحويلهم إلى عنصر أكثر فاعلية في الاقتصاد.
وأكد أن هذا القطاع يقدر بمئات المليارات عالمياً، حيث يغطي خدمات الرعاية الصحية، التكنولوجيا المساندة، المنتجات الموجهة لكبار السن، الضمانات طويلة الأمد، وحتى السياحة والثقافة، كلها أسواق ذات عوائد ضخمة، مشيراً إلى أن هذا التطور في مثل تلك القطاعات، يعكس التحول الجذري لاقتصاد الفضة، ومدى تغيير النظرة الاقتصادية إلى الشيخوخة، إذ لم يعد ينظر إلى التقدم في العمر على أنه عبء اقتصادي، بل بات يمثل فرصة ذهبية للنمو والابتكار.
وأوضح أن الشركات باتت تدرك تدريجياً قيمة هذا التحول، لذا، تسعى للتكيف معه لتعظيم أرباحها، إذ يخلق اقتصاد الفضة سوقاً واعداً ذا قوة شرائية هائلة، يفتح أبواباً واسعة للاستثمار والإبداع.
