Published On 22/12/202522/12/2025

|

آخر تحديث: 23:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 23:43 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

رفض قادة الدانمارك وغرينلاند، اليوم الاثنين، استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، مطالبين باحترام سلامة أراضيهم، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعيين مبعوث خاص إلى الإقليم شبه المستقل.

وكان ترامب قد أعلن، أمس الأحد، أن حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري سيكون المبعوث إلى غرينلاند، ما أثار حالة جديدة من التوتر بشأن اهتمام واشنطن بالإقليم الشاسع التابع للدانمارك، الحليف في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال وزير الخارجية الدانماركي لارس لوكه راسموسن إنه سيستدعي السفير الأميركي إلى وزارته، مضيفا لقناة “تي في 2” المحلية “لقد أغضبني التعيين والبيان، واعتبر أن هذا الأمر غير مقبول”.

وأردف: “طالما أن لدينا مملكة في الدانمارك تتكوّن من الدانمارك وجزر فارو وغرينلاند، فلا يمكننا أن نقبل بأن يسعى البعض لتقويض سيادتنا”.

كما جاء في بيان مشترك لرئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن ورئيس وزراء غرينلاند ينس فريدريك نيلسن أن “الحدود الوطنية وسيادة الدول راسخة في القانون الدولي. إنها مبادئ أساسية. لا يمكنك ضم دولة أخرى، حتى بذريعة الأمن الدولي”، وفق تعبيره.

تصميم خاص خريطة غرينلاند - الدانمارك

غرينلاند بلدنا

وأضاف البيان: “غرينلاند ملك لشعبها، والولايات المتحدة لن تستولي عليها، نتوقع احترام سلامتنا الإقليمية المشتركة”.

وفي رسالة على منصة فيسبوك موجّهة لسكان غرينلاند، قال نيلسن إنّ تعيين مبعوث أميركي خاص “لا يغيّر شيئا بالنسبة لنا هنا في وطننا”، مضيفا: “نحن سنحدد مستقبلنا بأنفسنا. غرينلاند هي بلدنا”. وشدد على أنّ “غرينلاند تنتمي إلى الغرينلانديين”.

من جهتها، عبّرت المفوضية الأوروبية عن دعمها الراسخ للدانمارك، إذ قال المتحدّث باسم الخارجية الأوروبية أنور العنوني إن “الحفاظ على السلامة الإقليمية لمملكة الدانمارك وسيادتها وعدم انتهاك حدودها أمر أساسي بالنسبة للاتحاد الأوروبي”.

وبعد انتخابه لولاية رئاسية ثانية، أشار الرئيس الأميركي إلى “الحاجة” إلى جزيرة غرينلاند، كما أعرب مرارا عن رغبته في ضمّها.

وردّت غرينلاند التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، بأنّها ليست للبيع وبأنّها وحدها تقرر مصيرها.

وشكر جيف لاندري، في منشور على منصة إكس الأحد، الرئيس ترامب. وقال: “إنّه شرف لي أن أخدمكم تطوّعا في جعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة”، مضيفا أنّ تعيينه “لن يؤثر أبدا” على واجباته كحاكم للويزيانا.

معارضة الانضمام

وكان جيف لاندري رحّب في بداية السنة برغبة ترامب في ضم غرينلاند. وقال عبر منصة إكس في العاشر من يناير/كانون الثاني: إنّ “الرئيس ترامب محق تماما”. وأضاف: “يجب أن نضمن انضمام غرينلاند للولايات المتحدة. سيكون ذلك رائعا لهم، ورائعا لنا! فلنفعلها”.

وجزيرة غرينلاند إقليم ذاتي الحكم تابع للدانمارك، وهي أكبر جزيرة في العالم، لكنها الأقل سكانا، ويغطيها ثاني أكبر غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية، تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي.

وغرينلاند جزء من قارة أميركا الشمالية، لكنها من الناحية الجيوسياسية جزء من أوروبا بسبب تبعيتها للدانمارك، وتنتشر فيها مساحات شاسعة من التندرا والأنهار الجليدية.

ووفقا لاستطلاع رأي نشرته صحيفة “سيرميتسياك” بغرينلاند في يناير الماضي، أعرب 85% من سكان الجزيرة عن معارضتهم الانضمام للولايات المتحدة في المستقبل، بينما أيّد 6% فقط هذه الخطوة.

وتكمن أهمية الجزيرة بالنسبة إلى ترامب في ثروتها المعدنية وفي موقعها الإستراتيجي عند ملتقى المحيط الأطلسي الشمالي والمحيط المتجمّد الشمالي.

وفي نهاية مارس/آذار، أثار جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي ضجّة كبيرة عندما أعلن عن تخطيطه لزيارة الجزيرة الشاسعة من دون تلقي دعوة.

وفي مواجهة الغضب الذي ثار في غرينلاند والدانمارك ومختلف أنحاء أوروبا، اقتصرت زيارته على قاعدة بيتوفيك الجوية الأميركية الواقعة في شمال غرب الجزيرة، واستغل وجوده هناك لانتقاد ما وصفه بتقاعس الدانمارك إزاء غرينلاند.