Published On 23/12/202523/12/2025
|
آخر تحديث: 22:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:43 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
إبهار بصري آسر ومشاهد نابضة بالحياة تخطف الأنفاس… هكذا وصف عدد من النقاد فيلم “أفاتار: النار والرماد (Avatar: Fire and Ash)”، الذي عُرض في دور السينما خلال ديسمبر/ تشرين الأول 2025. فمنذ اللقطة الأولى، ينجح الفيلم في أسر الحواس؛ زرقة المياه تبدو حيّة ومتوّهجة، والأمواج تتكسر على الشاطئ في مشهد شديد الواقعية، يمنح المشاهد إحساسا بأن رذاذ البحر يكاد يلامس وجهه.
وعلى الرغم من اعتماد العمل على تقنيات عرض ثلاثية الأبعاد بلغت مستويات غير مسبوقة، يظل السؤال مطروحا بقوة: هل يكفي التفوق التقني لتعويض غياب حبكة محكمة قادرة على شد انتباه الجمهور؟
اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list
ووفقا لما أشار إليه موقع “ذا سياتل تايمز”، فإن فيلم “أفاتار: النار والرماد (Avatar: Fire and Ash)”، على غرار الجزأين السابقين “أفاتار (Avatar)” الصادر عام 2009، و”أفاتار: طريق الماء (Avatar: The Way of Water)” الصادر عام 2022، يكاد لا يقدم ما يتجاوز الإبهار البصري. فالقصة، بحسب التقييم، تقليدية وباهتة، والحوار مباشر وضعيف، إلى حد الوقوع في عبارات مبتذلة من قبيل: “عندما تركب الوحش، تصبح أنت الوحش”.
الفيلم من إخراج جيمس كاميرون، وسيناريو مشترك بينه وبين ريك جافا وأماندا سيلفر، وتدور أحداثه بعد فترة قصيرة من نهاية أحداث فيلم “أفاتار: طريق الماء (Avatar: The Way of Water)”، مستكملا عالم باندورا بصريا، وإن ظل في نظر منتقديه أسيرا لمعادلة التفوق التقني مقابل سرد درامي محدود.
جيمس كاميرون، مخرج فيلم “أفاتار: النار والرماد” (رويترز)
تتمحور القصة حول بطل الفيلم جيك سولي (سام ورذينغتون)، الذي يبدو في هذا الجزء أقل جاذبية وحضورا من أي وقت مضى، إلى جانب زوجته نيتيري (زوي سالدانا)، التي لا يمنحها الفيلم المساحة التي تستحقها. ويعيش الزوجان حالة حداد بعد فقدان ابنهما نيتيام، بينما يرزح الابن لوآك تحت وطأة الشعور بالذنب، في وقت تبدأ فيه نيتيري بالتشكيك في إيمانها بـ”إيوا”، الكيان الروحي الذي يجسد الوعي الجمعي لكوكب باندورا.
في المقابل، تواصل “شعوب السماء” -أي البشر- محاولاتها لاحتلال باندورا، بعدما دمّروا كوكب الأرض، غير مكترثين بالسكان الأصليين أو بالبعد الأخلاقي لأفعالهم. وتشمل هذه الانتهاكات قتل كائنات بحرية عاقلة لاستخلاص مواد تُمكّن البشر من إيقاف الشيخوخة. وكما في الأجزاء السابقة، تعاني الشخصيات البشرية مرة أخرى من فقر واضح في العمق والتعقيد.
وعلى مستوى السرد، يأتي فيلم “أفاتار: النار والرماد” امتدادا مباشرا لأحداث “أفاتار: طريق الماء” (Avatar: The Way of Water)، مع عودة ستيفن لانغ في دور الكولونيل مايلز كوارتيتش، الذي يقود الهجوم ضد جيك وعائلته بدوافع تجمع بين النزعة الاستعمارية والانتقام الشخصي، بعد أن نُقلت ذاكرته إلى جسد أفاتار في الجزء السابق.
أما الإضافة الجديدة في هذا الجزء، فتتمثل في تحالف كوارتيتش مع قبيلة مانغكوان، المعروفة باسم “شعب الرماد”، وهم من شعب النافي الذين نبذوا “إيوا” بعد أن دمّر بركان قريتهم. وتتزعمهم شخصية فارانغ (أونا تشابلن)، التي تعلن في أحد المشاهد بلهجة حاسمة: “أنا النار”، في إشارة إلى مسعاها لإغراق العالم باللهب وإعادة تشكيله بالقوة.
وفي الواقع، بات واضحا أن عنصر الجذب الأساسي في أفلام سلسلة “أفاتار” لم يعد القصة بقدر ما هو الرهان على التفوق التقني اللافت الذي حققته، سواء على مستوى الصورة أو تصميم الأزياء أو المؤثرات الصوتية. إذ يفيض عالم باندورا بالحياة والألوان؛ كائنات طائرة شفافة، أجنحة متوهجة، ألوان زاهية أقرب إلى عالم حُلُمي، ونبض بصري حاضر في كل لقطة. ومن أدق التفاصيل، مثل ارتعاشة أذن أحد أفراد شعب النافي، إلى أضخم المشاهد، ككرة النار الهائلة المنقضّة من السماء، يبدو كل عنصر مصمما بعناية فائقة وحس بصري شديد الإتقان.
في المقابل، يظل السرد الدرامي هو الحلقة الأضعف. فالفيلم، الذي يمتد لنحو 195 دقيقة، قد يبدو طويلا ومُرهقا لبعض المشاهدين، خاصة في ظل تكرار البنية السردية ذاتها التي اعتادت عليها السلسلة، من دون اختلافات جوهرية تُذكر، على الرغم من أن العالم الذي تقدمه غني بالتنوع الثقافي والأبعاد الروحانية.
ومع ذلك، فإن محبي الجزأين السابقين، اللذين حققا معا أكثر من 5.2 مليارات دولار في شباك التذاكر، سيجدون على الأرجح متعة حاضرة في “النار والرماد”، لا سيما عند مشاهدته بتقنية العرض ثلاثي الأبعاد وعلى أكبر شاشة ممكنة، حيث تظهر نقاط قوة الفيلم في أقصى تجلياتها.
