Published On 24/12/202524/12/2025
|
آخر تحديث: 14:14 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:14 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب عدد كبير من السفراء سيترك واشنطن بلا تمثيل رفيع المستوى في أكثر من نصف دول أفريقيا جنوب الصحراء، مما يعقّد جهود الولايات المتحدة لدفع أجندتها في منطقة شهدت انقلابات عسكرية وصراعات مدمرة في السنوات الأخيرة.
منذ توليه المنصب، عملت الإدارة على تطبيق دبلوماسية تركز على الأنشطة الاقتصادية في أفريقيا، محوّلة الأولوية الأميركية من المساعدات إلى التجارة.
فقد سعى ترامب إلى التوسط في اتفاقيات سلام وصفقات للمعادن النادرة، وأبرم اتفاقيات ثنائية بدلا من تقديم مساعدات مباشرة.
روّج الرئيس الأميركي لفكرة أن الولايات المتحدة شريك أفضل للدول الأفريقية من الصين، مؤكدا التزامه بتعزيز الصداقات في المنطقة، في محاولة جديدة من الإدارات الأميركية المتعاقبة لمواجهة التصورات حول إهمال واشنطن لقارة تتوسع فيها بكين اقتصاديا.
الرئيس دونالد ترامب (يمين) يلتقي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بالبيت الأبيض، الأربعاء 21 مايو/أيار 2025 (أسوشيتد برس)نقص الكوادر
وتعاني السفارات الأميركية في أفريقيا ومكتب أفريقيا بوزارة الخارجية في واشنطن من نقص مزمن في الكوادر منذ إدارات سابقة، لكن إقالة ترامب 13 رئيس بعثة -حسب وكالة أسوشيتد برس- سترفع عدد الشواغر العليا في المنطقة إلى نحو 30، وهو رقم قال عنه دبلوماسيون وخبراء إنه سيؤثر حتما على الدبلوماسية الأميركية.
ولم يتضح إذا ما كانت وزارة الخارجية تخطط لاستبدال من تم استدعاؤهم، ولم تقدم إجابات عن توقيت ذلك.
من جهته، قال كاميرون هدسون، المسؤول الأميركي السابق في ملف أفريقيا، إن استدعاء السفراء يعكس “أسلوب ترامب الشخصي”، إذ إن الرئيس الجمهوري لعب دورا مباشرا في اتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وكذلك في مواقفه تجاه نيجيريا بسبب ما سماه قتل المسيحيين هناك.
وأضاف أن هذا النهج يتجاهل جوهر الدبلوماسية ويقوّض جهود الدبلوماسيين في تشكيل المواقف والمصالح.
إلى جانب ترامب نفسه، لعب مسعد بولس -والد زوج ابنته تيفاني ومستشاره للشؤون العربية والأفريقية- دورا رئيسيا في مفاوضات الكونغو ورواندا، كما حاول المساعدة في إنهاء الحرب في السودان.
عدد من القادة المشاركين بقمة العشرين في جنوب أفريقيا نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وسط غياب أميركي (أسوشيتد برس)
ورغم تعهدات الرئيس السابق جو بايدن بالتركيز أكثر على أفريقيا، فإن النفوذ الأميركي في القارة تراجع خلال ولايته، إذ فقدت واشنطن قاعدة عسكرية في منطقة الساحل ولم تحقق تقدما كبيرا في مواجهة الهيمنة التجارية الصينية في المعادن الحيوية للأمن القومي.
ركز ترامب بوجه خاص على التوسط في اتفاق سلام لإنهاء الصراع في شرق الكونغو، لكنه واجه تحديا بعد أيام من إعادة تأكيد الاتفاق مع قادة الكونغو ورواندا، حين حقق متمردو “إم 23” المدعومون من رواندا أكبر تقدم لهم منذ أشهر وهو ما تنفيه كيغالي.
كما دخل في خلاف مع جنوب أفريقيا وأدرج نيجيريا ضمن قائمة الدول المثيرة للقلق، مهددا بعمل عسكري إذا لم تتخذ إجراءات ضد قتل المسيحيين.
من بين السفراء الذين تم استدعاؤهم، أولئك الذين يخدمون في رواندا ونيجيريا، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، إضافة إلى النيجر حيث خُطف هذا العام طيار أميركي يعمل لدى وكالة تبشيرية.
الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (يسار) خلال زيارته لأنغولا (رويترز)
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت إن “إدارة ترامب تحقق نجاحات غير مسبوقة في تعزيز المصالح الوطنية الأميركية في أفريقيا”، مشيرا إلى أن هذه النجاحات -من الصفقات التجارية إلى الاتفاقيات الصحية والسلام- هي نتيجة مباشرة “لقيادة ترامب الاستثنائية واحترافية الدبلوماسيين الأميركيين”.
مع ذلك، لم تؤكد وزارة الخارجية عدد السفراء الذين تم استدعاؤهم.
وحتى مع مشاركة بولس في المفاوضات، يبقى على السفارات القيام بالمتابعة، حسب تيبور ناجي، المسؤول الأعلى لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية خلال ولاية ترامب الأولى.
مسعد بولس كبير مستشاري ترامب للشرق الأوسط وأفريقيا (يمين) مع الرئيس النيجيري بولا تينوبو (الحساب الرسمي لمسعد بولس)
وأوضح أن عدد الشواغر “مرتفع للغاية”، رغم أن تقييمه مبني على انطباع، لا على بيانات.
إضافة إلى البعثات الخارجية، يشهد مكتب أفريقيا في وزارة الخارجية تغييرات في القيادة مع تقاعد المسؤول الأول جوناثان برات.
وأكدت الوزارة أن نيك تشيكر، نائب مساعد الوزير، سيتولى المنصب بعد رحيل برات، ليكون ثالث مسؤول يتولى الدور في ولاية ترامب الثانية.
