يحل عيد ميلاد آخر على مناطق جنوب لبنان، لا سيما الحدودية منها، ولم تزل الحرب الإسرائيلية تلقي بتبعاتها على هذه المناطق وأهلها فتفرق شملهم، إذ ثمة حوالي 90 ألف نازح لم يزالوا خارج قراهم وبلداتهم تمنع إسرائيل عودتهم أو تعيقها، وتقطع كذلك أوصال هذه القرى من خلال نقاط لم تزل تحتلها، وهي تتحكم بطرقات توصل بين القرى الحدودية بعضها ببعض أو بخارج المنطقة بين بلدات أقضية بنت جبيل وصور ومرجعيون وحاصبيا.
في العادة لا تقتصر أفراح عيد الميلاد على القرى المسيحية في جنوب لبنان وحسب، بل تشارك معظم القرى الشيعية التي تحوطها وتتقاطع معها، إما برفع أشجار الميلاد في المدن والقرى الجنوبية، أو المشاركة في القداديس التي تقام يوم العيد، وفي فعاليات التهنئة والزيارات، أو بإقامة السهرات في الأماكن العامة والمتنزهات والمطاعم وكذلك في مجمل البيوت.
واليوم هجرت إسرائيل جميع القرى ذات الأكثرية الشيعية، وبخاصة تلك الحدودية الواقعة عند الحافة الأمامية، ومعهم هجرت كذلك عدداً من سكان القرى المسيحية، ومن تبقى منهم يطوقهم الدمار والطرقات المقطوعة، أو كأنهم وحدهم معزولون عن محيطهم وجيرانهم.
أجراس خائفة
ستقرع الأجراس في ليلة الميلاد، لكن ليس في جميع القرى المسيحية الحدودية، فثمة بلدات أو أحياء في قرى مشتركة شيعية – مسيحية تركت فيها الحرب الإسرائيلية آثاراً بالغة بين تدمير بيوتها ومنشآتها، أو حرق محاصيلها الزراعية وبساتينها التي تشكل مصدر عيش سكانها. أما بقية الكنائس فسيخيم الحزن على دقات نواقيسها، إذ إن القلق والخوف ليس في داخل القرى وحسب، بل على الطرقات المفضية إليها والتي يسقط عليها يومياً عدد من المستهدفين في الغارات الإسرائيلية، أو عمليات الاغتيالات التي تطاول عناصر أو محازبين من “حزب الله”، ويتأثر بهذه العمليات العابرون على الطرقات أو المتواجدون في الساحات والمتاجر القريبة.

ستقام القداديس بمن حضر والاحتفالات ستكون متفرقة ومحدودة بسبب ما لحق بهذه الكنائس من تدمير (أ ف ب)
لذلك لن يعود جميع أبناء القرى المسيحية إلى بيوت “الضيعة” كما يحصل عادة للاحتفاء بعيد الميلاد بسبب الحرب وتأثيراتها التي لم تزل قائمة ولو بشكل متقطع أو بعيد من القرى المسيحية بعينها، لكن ستقام القداديس بمن حضر والاحتفالات المتفرقة والمحدودة، وبخاصة في قرى “جديدة مرجعيون” و”القليعة” و”برج الملوك” و”دير ميماس” و”سرده والعمرة” و”إبل السقي” ذات المناصفة المسيحية – الدرزية في قضاء مرجعيون، وتغيب عن الكنائس الأربع في “الخيام” ذات الأكثرية الشيعية بسبب ما لحق بهذه الكنائس من أضرار جسيمة أو تدمير، وبقاء معظم سكان البلدة من الطائفتين خارج البلدة “المدينة” المجاورة لعاصمة القضاء مرجعيون وجارتها “إبل السقي”.
هذا الأمر ينسحب على بلدات “رميش” و”دبل” و”عين إبل” في قضاء بنت جبيل، فيما تقتصر الاحتفالات في الجزء المسيحي من بلدة “يارون” جارة بنت جبيل، بسبب ما لحق بالبلدة ومنازلها من تدمير طاول أكثر من 80 في المئة منها، ودمر كذلك مسجدها وجزء كبير من كنيسة “مار جوارجيوس” فيها، على نصب شجرة الميلاد أمام القسم المدمر من الكنيسة وإقامة قداس احتفالي في المناسبة، ومن سيحضر من أبنائها النازحين فلتفقد ما حل ببيوتهم وأرزاقهم التي لن يصلوا إلى معظمها بسبب الخطر المحدق، نظراً إلى قربها من الحدود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشار إلى أن أبناء “يارون” من المسيحيين حملوا حجراً من حجارة الكنيسة التي دكها القصف الإسرائيلي إلى البابا لاوون الرابع إبان زيارته إلى لبنان، بين آخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، لإيصال رسالة إلى البابا بما حل بالأماكن الدينية والمقدسة في جنوب لبنان بسبب الحرب، ودعوته للعمل على إنهائها ومباركة السلام.
أما “القَوْزح” وهي إحدى القرى الحدودية (المسيحية المارونية) في قضاء بنت جبيل، وتبعد مئات الأمتار القليلة عن الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وتقع على تل يرتفع نحو 750 متراً عن سطح البحر، مما يجعلها نقطة إستراتيجية، فقد حولتها الحرب الأخيرة بين عامي 2023 و204 إلى ركام. هذه القرية لن تحتفي كسابق عهدها بعيد الميلاد للسنة الثانية على التوالي بسبب نسبة الدمار فيها، مما دفع بسكانها الدائمين قبل الحرب والذين لا يتجاوزون 52 عائلة من أصل نحو 170 عائلة) مسجلين في دوائر النفوس ويشكلون العدد الإجمالي لأبناء القرية)، إلى النزوح نحو المناطق الشرقية من العاصمة بيروت أو إلى مناطق شمال لبنان.
ليس سوى الحزن
لن يكون لعيد الميلاد متسع في “القوزح”، فوفق النازحين من أبنائها لم تنجُ سوى بيوت قليلة من أصل 88 منزلاً تشكل بيوت القرية بعد أن دمرتها أو صدعتها الغارات الإسرائيلية عليها بحجة وجود مقاتلين من “حزب الله” فيها. كذلك تعرّضت كنيسة القرية المعروفة بكنيسة “القديس يوسف” والمشيدة عام 1927 لأضرار جزئية.
يقول مختار “القوزح”، قيصر رزق “رفعنا شجرة على قياسنا وقياس الوضع، يوجد حالياً نحو 100 شخص في البلدة من مجموع سكانها، سنحيي قداس الميلاد، لكن الضيعة حزينة والجيرة حولنا حزينة، لا أحد فينا مسرور. لكن لابد من الالتفات الروحي إلى هذه المناسبة المجيدة. نحن وجيراننا كلنا مضروبون، وبيوتنا خربت بسبب الحرب، جيراننا الأقرب في (عيتا الشعب) و(رامية) جميعهم مهجرون، والقرى إلى سابق عهدها من التآلف والتعاطفلحرب لكن يبقى الأمل في الله كبيراً وسنعود بإذن الله ونعيد بناء ما تهدم وتعود هذه الضي لكن يبقى الأمل في الله كبيراً، وسنعود بإذن الله ونعيد بناء ما تهدم، وتعود هذه الضياع والقرى إلى سابق عهدها من التآلف والتعاطف. بالإجمال لا نشعر سوى بالحزن”.

ثمة حوالي 90 ألف نازح لم يزالوا خارج قراهم وبلداتهم تمنع إسرائيل عودتهم أو تعيقها (أ ف ب)
ويشير المختار رزق إلى أن “عدداً قليلاً من أبناء (القوزح) يزورونها بعد هذا الخراب الذي حل فيها، ولن يلتم شمل الأهل في عيد الميلاد، فالبيوت مدمرة، والطرقات ولو كانت مفتوحة فإنها محفوفة بالخطر الدائم، ولا أحد يعرف متى نتعرض للقصف أو الاستهداف أو يتعرض غيرنا للاستهداف بينما نكون عابرين عليها. وعودة الناس أصلاً مرهونة ببدء دفع التعويضات لأصحاب البيوت المهدمة أو المتضررة، وبانتظار دولتنا الكريمة أن تشد عضدها وتدفع لنا التعويضات كي نعيد بناء ما دمرته الحرب. بيوتنا خربت وتهدمت بشكل كبير، ومن جملتها بيتي، وحالياً أسكن في جزء بسيط منه لم يسلم من الهدم، في المطبخ، أسكن لوحدي بعدما رممته جزئياً وبنيت سقفه من جديد، أصلحت القدر المستطاع منه كي أبقى في قريتي، لكن زوجتي تقيم في بيروت، تأتي أحياناً ثم تعود مباشرة، فالبقاء في القرية يحتاج إلى مقومات وهي غير موجودة حالياً”.
ويحكي المختار عن أرزاق أهل القرية “التي احترقت عن بكرة أبيها، فهناك نحو 45 دونماً (الدونم 1000 متر مربع) من أشجار الزيتون والصنوبر احترقت كلها حتى تفحمت ولم يبقَ من إثرها شجرة واحدة، وهذه بساتين وأحراج كانت تغطي حيزاً أساساً من معيشة أبناء القرية”.
غير مؤهلين للفرح
يؤكد ميلاد عيد من قرية “علما الشعب” الحدودية في قضاء صور، وتبعد نحو 110 كيلومترات عن العاصمة بيروت، ومعظم سكانها من المسيحيين الموارنة إضافة إلى عدد قليل من المسلمين الشيعة والسنة، أن “ضيعتنا تتحضر لإحياء طقوس عيد الميلاد، أقمنا شجرة رئيسة في ساحة الضيعة، وفي كل بيت ثمة شجرة ميلاد، وفي ليلة العيد سنقيم قداساً واحتفالاً. لقد كانت أجواء العيد مناسبة لعودة الناس إلى الضيعة ممن كانوا يسكنون فيها قبل الحرب أو ممن يزورونها في المناسبات، هناك بين 400 إلى 500 فرد يتواجدون اليوم في القرية عشية الميلاد. عادة ثمة 140 أو 150 شخصاً يقطنون بشكل دائم في (علما الشعب) من أصل حوالي 3000 نسمة مسجلين في سجلات النفوس”.
يتذكر ميلاد عيد “قريتنا كانت تقيم مهرجان ميلاد القرية ويتجمع فيه أبناء البلدة من مختلف الطوائف وجيراننا الأقرب والأبعد، فتلم الساحة أكثر من 1500 شخص يحتفلون ويمرحون ويفرحون، اليوم لا شيء من هذا القبيل، فالحرب لم تدمر البيوت وحسب، بل خلفت الحزن في كل بيت جنوبي، لذلك تقتصر احتفالاتنا هذا العيد على ألعاب للأطفال وزيارات عائلية وقداس احتفالي في الكنيسة”.

من تبقى منهم يطوقهم الدمار والطرقات المقطوعة، أو كأنهم وحدهم معزولون عن محيطهم (أ ف ب)
ويشير عيد إلى أن “احتفالات الميلاد في العام الماضي لم تقم نهائياً في (علما الشعب)، بل أحييناها في بيروت، فالضيعة بأكملها كانت مهجرة، والطرقات مقطوعة. أما العيد الذي سبق (2023) وكانت حرب (إسناد غزة) فاقتصرت الاحتفالات فقط على نصب شجرة أمام الكنيسة”. ويلفت إلى أن “بلدتنا مقطوعة راهناً عن (رميش) وجاراتها من القرى المسيحية بسبب إقفال الطريق التي تصلنا بها في (رامية) من قبل الإسرائيليين، أما إذا أردنا الوصول إلى (رميش) حالياً فنحتاج للعبور من (العزّيّة) و(الحنّيّة) ثم (زبقين) و(صدّيقين) و(ياطر) و(كفرا) فـ(بيت ليف) ثم (القوزح) و(دبل) و(رميش)، وتحتاج الرحلة إلى وقت طويل، كنا نصل إليها في نحو ربع ساعة، واليوم لن تكفي ساعة كاملة للوصول”.
يقول الرئيس السابق لبلدة “دير ميماس” في قضاء مرجعيون، والتي يتبع مجمل سكانها الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية، الطبيب جورج نكد إن “التحضيرات للعيد بدأت في (دير ميماس)، وبتنا نشاهد عدداً من العائلات التي تقطن خارج البلدة وقد عادت عشية العيد لجمع الشمل مع أقاربهم. البلدية نصبت شجرة الميلاد في الساحة والبلدة تتحضر للقداس الاحتفالي ليلة العيد. لكن بشكل عام، نفوس الناس غير مؤهلة للفرح، فالبلدات المجاورة مهجرة، وأوصال القرى مقطوعة هنا وهناك، وجيراننا ليسوا في قراهم وبيوتهم، وكل بيت بينهم خسر كثيراً في الممتلكات والأرواح، حتى إن من يقيم في (دير ميماس) و(القليعة) و(برج الملوك) و(مرجعيون) ليسوا مرتاحين، فالناس تعيش على أعصابها المتوترة، وفي كل يوم هناك ثمة خبرية أمنية وقصف واغتيال، ناهيك بالتهديدات المتواصلة التي تربك السكان، بين استمرار الحرب أو توقع حرب أكبر”.
ويؤكد الطبيب أن أبناء “دير ميماس” وجميع القرى المسيحية لم تحتفِ بعيد الميلاد في العام الماضي، بسبب انقطاع الطرقات في فترة الهدنة التي استمرت شهرين كاملين، بين تاريخ إعلان وقف إطلاق النار بين الـ 27 من نوفمبر 2024 والـ 18 من فبراير (شباط) الماضي، وكانت الحرب حينها شبه قائمة وعديد من المناطق لم تزل محتلة، إضافة إلى النقاط الخمس في التلال التي لم تزل محتلة حتى اليوم، ومرّ شهران بعد حرب الـ 66 يوماً حتى بدأ الناس يعودون إلى بيوتهم، وكانت “دير ميماس” مهجرة بالكامل بعدما تقدم الإسرائيليون إلى البلدة ورابضوا فيها مدة من الزمن، وكانت ضيعتهم “شبه محتلة”.
شعاع من النور
يقول راعي أبرشية صيدا وصور وتوابعهما للطائفة الأرثوذكسية، المطران إلياس كفوري “نؤمن روحياً بأن ولادة المسيح هي بداية جديدة، ونتمنى أن تحمل في طياتها تغييراً نحو الأفضل وتأتي بالسلام إلى بلدنا الحبيب، لكن في الأحداث التي تحوطنا ليست هناك أجواء للعيد، فمعاناتنا اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي تلقي بتبعاتها على المنطقة، ومع ذلك نتفاءل من خلال الميلاد بالمستقبل”.
ويضيف “ثمة ملاحظة أود ذكرها حول المبالغة في إقامة أشجار الميلاد وما يرافقها من احتفالات تصرف عليها آلاف الدولارات وأموال طائلة، هي ليست من مظاهر العيد وفي غير محلها، وتعطي صورة خاطئة عن الكنيسة وجوهرها. هناك إشارات للعيد يمكن القيام بها من خلال أشجار متواضعة بكلف محتملة، وهذا لا يعني أننا نريد خنق الناس ومنعهم من الفرح، إنما نحن مع الفرح والحياة الكريمة والراحة، وكذلك مع وقف الحرب التي لم تزل قائمة وتقتل حياة الناس واقتصادهم وعيشهم الهانئ وتشل منطقتنا برمتها، لذلك نطلب من الناس العيش في أجواء الميلاد وإقامة الفرح والاحتفالات، لكن ضمن حدود لا تجرح شعور أحد”.
ويتابع المطران كفوري أن “استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قطع أوصال القرى من خلال إقامة نقاط احتلالية والسيطرة على عدد من الطرقات يمنع التواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء والعائلات الجنوبية المختلطة بين ديانات ومذاهب، وهذا ما دفع كثيرين من أبناء المنطقة إلى مغادرتها نحو بيروت والشمال، ولسوف يحتفلون بالعيد حيث حلوا، ومنطقتنا حزينة في العيد بدل أن تكون بحال من الفرح والبهجة، ولكننا نحاول من خلال هذا الحزن وهذه المعاناة أن ننير شمعة العيد ونبعث شعاعاً من النور إلى قلوب أهلنا هنا في هذه المنطقة كي لا ييأسوا أو يحبطوا أو يستسلموا، فربنا يريدنا أقوياء وأشداء وأن ننتصر على جميع التحديات”.
وتساءل المطران كفوري “بأي عصر من عصور التاريخ لم تكن هناك تحديات للإنسان؟ يجب أن نعتمد على القوى الروحية والمعنوية كي ننتصر على هذه التحديات”. ووجه تحياته إلى أبناء بلدة “الخيام” التي تضم في ربوعها أربع كنائس لمختلف الطوائف المسيحية فيها إلى جانب أهلها من الطائفة الشيعية “كنا نتمنى أن نعيّد في البلدة هذه السنة بعد ما لحقها من تدمير كبير، ومنها الكنائس، وكنيستنا للطائفة الأرثوذكسية، وكنيسة (مار إلياس الحي) التي تصدعت بالقصف والعدوان ولم نستطع ترميمها بانتظار هدوء الوضع الأمني، لذلك لا إمكانية حالياً لإقامة قداس فيها”.
وتمنى المطران كفوري “أن يخرق النور الذي شع من المشرق كما نقول في الصلاة ظلام هذا البلد وهذا العالم، وأن ينير قلوب الناس وعقولهم، وأن يهدي الحكام والمسؤولين عن إدارة العالم سواء السبيل، وأن يقدموا الخير بدل الشر والحروب للناس، وأن يرأفوا بحال الناس وأوضاعهم بدل استخدامهم سلعاً للبيع والشراء. وأتمنى كذلك بهذه المناسبة على الدول الكبرى والأمم المتحدة أن يردعوا إسرائيل، وأن يضعوا حداً لهذا التمادي في جنونها وتجاوزها للقوانين والأعراف بالاعتداء اليومي على سيادتنا كدولة. فلا يجوز هذا التجاهل وسط صمت عالمي مطبق، وحتى حكامنا عليهم التحلي بالمسؤولية والدفع باتجاه أن توقف إسرائيل عدوانها علينا، هذا أمر لا يجوز السكوت عنه كي لا نرى الاحتلال الإسرائيلي غداً في مناطق لبنانية أخرى، أو في بيروت أو طرابلس مثلاً”.
