الشارقة 24:
قدم مسرح دبي الوطني في الليلة الثالثة من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بالشارقة، في دورته التاسعة عشرة، وعلى قصر الثقافة، مسرحية “سر الفريج الأزرق” من تأليف عبدالله المهيري، وإخراج حمد الحمادي، وتمثيل كل من عبدالله المهيري، وهيا القايدي، وأمل حسن، وخالد حسن، وخولة عبدالسلام، ومحمد بن حارب، وميرة علي، وعبدالله دلغش، وعلي حسين، وآخرون.
تدور حكاية المسرحية في أحد الأحياء التي تتميز بطابعها التراثي والقديم، يعيش فيها الناس في ألفة ومودة، في أجواء يسودها التلاحم والتعاضد والتعاون، غير أن أطماع الأشرار لا تتوقف، فتقوم إحدى الساحرات بالعبث بذلك الهدوء وتلك السكينة التي كانت تلف المكان، من خلال خطط ودسائس، أرادت أن تودي بأهالي الحي إلى التهلكة، من أجل تحقيق مطامح الساحرة وأعوانها.
وبعد أن يقع الأهالي في شراك الساحرة، يبدأ الفتى حمود، بالتخطيط لمواجهة الساحرة والتخلص منها، وإنقاذ الأهالي والحيّ من شرورها، حتى يكون له ما أراد، بتعاون الأهالي معه، ورفضهم لأن يبقى الشر مسيطرا على حال الحيّ، في محطات ومشاهد عبرها أهالي الحيّ بتعاونهم ونفوسهم الكبيرة التي لا ترضى بالذل والهوان.
نجح العرض في إيصال رسائله إلى المتلقي الصغير، من حيث أهمية أن يتفق الجميع على رأي واحد، وأن القوة تكمن في اتحاد الأهالي في مواجهة أي شرور قد تعترض مجتمعاتهم، كما ركز العرض على أن القوى الظلامية والشريرة مصيرها إلى زوال، كذلك تطرق العرض إلى أهمية العلم والتعلم، باعتباره جزءا لا يتجزأ من نهضة المجتمعات وتقدمها وتطورها.
استعان المخرج في “سر الفريج الأزرق” على التقنية في معالجته الإخراجية، حيث تم استخدام شاشة عرض كخلفية بديلة للديكور، من أجل عرض الصور والفيديوهات والمؤثرات البصرية، الأمر الذي خلق أجواء تفاعل معها الأطفال وأحبها بما حوته من ألوان وتحولات كثيرة، كما ساهمت الشاشة في عملية استبدال المناظر المسرحية بخفة وسلاسة، دون اللجوء إلى الإظلام لتغيير الديكور بين المشاهد، وتمكنت التقنية من توضيح تطور القصة لدى الأطفال، عدا عن ذلك ساهمت شاشة العرض في خلق حالة من التناغم بين الموسيقى والرقصات التعبيرية من جانب وبين حركة المجاميع من جانب آخر، ومكنت العرض من تحقيق حالة من التواصل بين جمهور الأطفال وخشبة المسرح، كما حوى العرض عدداً من الأهازيج والأغاني التراثية التي ميزت هذا العرض عن باقي العروض، بما خلقته من أجواء سعت إلى تقريب حكاية العرض ورسائله الأخلاقية والتربوية إلى نفوس الأطفال.
ألف موسيقى العرض عبدالله عقيل، وصمم إضاءته رضوان النوري، والأزياء لميلانا رسول، والماكياج لموشجان، وتكونت المجاميع التي صمم استعراض رقصاتها ماريو عماد، من كل من صالح البلوشي، ومحمد السعدي، وإسحاق البلوشي، ومحمد الماس، ويوسف البلوشي، وخالد البلوشي.
