شعبان بلال، الاتحاد (الشارقة، غزة)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم أهالي قطاع غزة لمواجهة البرد القارس الذي يفاقم معاناة آلاف العائلات النازحة. وتواصل جمعية «الشارقة الخيرية» مشاركتها في الجسر الجوي للإغاثة الشتوية الذي يتم تسييره ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، من خلال مساهمتها بتقديم 75 طناً من الملابس الشتوية، ضمن الجهود الإنسانية المتواصلة لدعم الأشقاء في قطاع غزة، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وانخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء.
وقال محمد راشد بن بيات، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، إن مساهمة الجمعية تأتي امتداداً لنهجها الإنساني الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الـ 75 طناً من الملابس الشتوية التي قدمتها الجمعية تم تجهيزها وفق الاحتياجات الملحة للأسر المتضررة، وبما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه في التوقيت المناسب، وبما يعزز من فاعلية الاستجابة الإنسانية المشتركة ضمن عملية «الفارس الشهم 3». وأقلعت طائرة المساعدات الإغاثية من مطار الشارقة الدولي إلى مطار العريش، حاملة شحنة المساعدات التي ساهمت الجمعية في توفيرها، وذلك ضمن الرحلات الإغاثية المتواصلة التي يشارك فيها عدد من الجهات الإنسانية، حيث تركز جمعية الشارقة الخيرية في هذا الإطار على دورها المباشر في دعم الجهود الإغاثية، وتسخير إمكاناتها لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة.
وأكد ابن بيات أن «مشاركة الجمعية في هذه الرحلات تعكس التزامها المستمر بدعم الأشقاء في فلسطين، والمساهمة الفاعلة في المبادرات الوطنية والإنسانية التي تستهدف تخفيف آثار الأزمات عن المدنيين»، مشيراً إلى أن الجمعية مستمرة في أداء دورها الإغاثي، ومواصلة دعمها الإنساني بما ينسجم مع رسالتها وقيمها في نصرة المحتاجين أينما كانوا. وفي السياق، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أماني الناعوق، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، إن فصل الشتاء يُضاعف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، في ظل أوضاع معيشية بالغة القسوة ونقص حاد في المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، مما يعرّض مئات الآلاف من المدنيين، لا سيما الأطفال وكبار السن، لمخاطر صحية جسيمة. وأضافت الناعوق، أن غياب المياه الآمنة وأنظمة الصرف الصحي يشكّل تهديداً مباشراً بانتشار أمراض خطيرة، من بينها الإسهال والدوسنتاريا والتهاب الكبد الوبائي (أ) والتيفوئيد، موضحة أن الضغط الهائل الواقع على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب النقص الحاد في الإمدادات الطبية، يجعل أعداداً كبيرة من المرضى من دون علاج، مما يفتح الباب أمام تفشي الأمراض المنقولة بالمياه على نطاق واسع. وأشارت إلى أن معاناة السكان تتفاقم مع دخول فصل الشتاء وتساقط الأمطار الغزيرة، حيث يقيم آلاف المدنيين في ملاجئ مؤقتة وخيام مهترئة لا توفر الحد الأدنى من الحماية، مؤكدةً أن هذه الخيام غير قادرة على الصمود أمام الأمطار الغزيرة والرياح، مما يعرّض عائلات بأكملها إلى خطر الفيضانات والبرد القارس. وذكرت الناعوق أن الأيام الماضية شهدت ظروفاً إنسانية قاسية لا تُحتمل، حيث اضطر كثير من السكان لقضاء ليالٍ طويلة بلا نوم داخل خيام لا تقيهم من البرد أو الأمطار، بعد أن غمرت المياه خيامهم وممتلكاتهم، وامتدت إلى المخيمات والطرقات، في مشهد يُنذر باستمرار المعاناة طوال فصل الشتاء.
وشددت المتحدثة باسم الصليب الأحمر على أن الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية في غزة جراء الأعمال العدائية، إلى جانب النزوح الجماعي، حرم القطاع من نظام صرف صحي فعّال. وخلال الأسابيع الماضية، وزّعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعداتٍ شملت مواد النظافة الشخصية والمنزلية، ومستلزمات الإيواء، والبطانيات، والمراتب، والخيام، وأكياس الرمل، لمساعدة مئات العائلات على مواجهة فصل الشتاء قدر الإمكان. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات بوتيرة أسرع. كما يحتاج السكان إلى حلولٍ طويلة الأمد.