في تطور خطير يهدد بتمزيق النسيج اليمني، أعلنت أربع محافظات جنوبية كبرى ولاءها للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، فيما ترفض المحافظات الشرقية هذا التوجه بشدة – مما يضع البلاد أمام خطر انقسام داخلي جديد قد يشعل صراعاً موازياً للحرب مع الحوثيين.

شملت موجة الإعلانات التي تدفقت خلال الساعات الماضية محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، حيث صرحت السلطات المحلية بدعمها لما وصفته بـ”حق أبناء الجنوب في إدارة شؤونهم”، معلنة وقوفها خلف المجلس الانتقالي ضد ما اعتبرته “محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار” في المناطق الشرقية.

قد يعجبك أيضا :

يأتي هذا الاصطفاف الجماعي بينما تشتعل حضرموت والمهرة بتوترات متصاعدة، إذ تواجه تحركات المجلس الانتقالي هناك رفضاً قبلياً ومحلياً واسعاً، في مشهد يعكس تعمق الهوة بين شرق وجنوب البلاد.

وفقاً لمحللين سياسيين، فإن هذه البيانات المتزامنة تستهدف إضفاء شرعية سياسية وإدارية على عمليات المجلس في المحافظات الشرقية، رغم الرفض المحلي الذي يواجهه أي وجود عسكري أو سياسي يفتقر للتوافق الداخلي.

قد يعجبك أيضا :

تآكل نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً في المناطق الجنوبيةصعود الفاعلين المحليين المدعومين إقليمياً كبديل للسلطة المركزيةتعقيد مساعي التهدئة الإقليمية والدولية الجارية في المنطقة

يحذر مراقبون من أن استمرار هذا المسار التصاعدي قد يفضي إلى إعادة إنتاج صراع مواز للمواجهة مع جماعة الحوثي، مما يضعف الجبهة المناهضة لها في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إنسانية واقتصادية خانقة تطال أكثر من 80% من السكان.

وتشير مصادر سياسية إلى أن هذا الانقسام الداخلي المتنامي يهدد بتحويل اليمن إلى كيانات متنافسة، في سيناريو مشابه لما شهدته دول أخرى في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مصير الوحدة اليمنية وسط تنامي النفوذ الإقليمي المتضارب.

قد يعجبك أيضا :