توفي الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري أمس الأربعاء عن عمر ناهز 72 عاما بعد معاناة مع المرض، على ما أفادت عائلته وكالة فرانس برس. وأكد المتحدث باسم مستشفى نهاريا الحكومي الواقع شمال إسرائيل وفاة بكري الذي عانى من أمراض في القلب والرئتين. وهو فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية، كحال ما يقارب مليوني مواطن عربي يعيشون داخل الدولة العبرية.
ويعد بكري من رواد المسرح والسينما الفلسطينيين في إسرائيل، ويتميّز إرثه بكونه شهادة سينمائية جريئة تمزج بين الفن والموقف، وتحوّل الكاميرا إلى أداة توثيق ومساءلة في مواجهة الرواية السائدة.
ولد محمد بكري عام 1953 في البعنة بالجليل. وفيما كان يمتلك شغفًا عميقًا بالمسرح التحق بجامعة تل أبيب عام 1973، وبدأ منها رحلة فنية امتدت إلى مسارح العالم وأفلامه، من هولندا وبلجيكا إلى فرنسا وكندا.
وعلى مدار ما يقارب 20 عامًا تعرض بكري لملاحقة سياسية من جانب الاحتلال الإسرائيلي على خلفية فيلمه «جنين جنين»، إذ جرى حظر الفيلم وفرض غرامات باهظة جدًا عليه.
وشارك بكري في أكثر من 43 عملًا بين تمثيل وإخراج وتأليف وإنتاج، من بينها: «من وراء القضبان»، و«حيفا»، و«حنا ك»، و«تحت أقدام النساء».
وتنقل بين مسارح هابيما وحيفا والقصبة في رام الله، وبقي وفيًا لقناعته بأن الفن يحرر الإنسان.
ترشح فيلمه «خلف القضبان» للأوسكار، وانطلقت مسيرة بكري الفنية محليًا ودوليًا بسرعة.
وشارك في أفلام محلية أخرى مثل: نهائي الكأس (1991) وندبة (1994) وساحة الأحلام (2001). وفي عام 2022 أُعلن في مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر انطلاق حملة تضامن مع الفنان محمد بكري، نتيجة تعرضه لسنوات لملاحقات سياسية وقضائية على خلفية إخراجه فيلم «جنين جنين»، الذي يوثق ويفضح جرائم الاحتلال التي ارتُكبت في مخيم جنين عام 2002.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في اللد قد قضت في فبراير 2021 بمنع عرض هذا الفيلم وغَرَّمت الفنان بكري مبلغ 175 ألف شيكل «تعويضًا» لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي ظهر في الفيلم.
وهذا الأخير وثّق بإفادات وشهادات حية المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بمخيم جنين واستشهد فيها العشرات، خلال عملية «الدرع الواقي» والاجتياح العسكري للضفة الغربية المحتلة في أبريل 2002.
