فى أواخر عام 2023، كانت دار سوثبى قد تأسست رسميًا في المملكة العربية السعودية وافتتحت مكتبًا جديدًا لها في الرياض، مهدت هذه الخطوات الطريق لتنظيم أول مزاد دولي في المملكة، والذى أقيم فى مدينة الدرعية التاريخية في فبراير، وشهد بيعًا متنوعًا للوحات فنية قيّمة، وفنون الذكاء الاصطناعي، وحقائب يد فاخرة، وتذكارات رياضية، وحقق المزاد عائدات بلغت 17.3 مليون دولار، وكان نحو ثلث المشترين من المملكة العربية السعودية، وفقا لما نشره موقع “news.artnet”.
المزاد المقبل يضم 70 عملا لفنانين سعوديين وعالميين
قال أشكان باجستاني، رئيس قسم المبيعات في دار سوثبى: “كانت أول عملية بيع في فبراير لحظة تعليمية مهمة بالنسبة لنا، وكان تنوع الأسعار عاملاً أساسياً، إذ ساعدنا على فهم أفضل للنطاق السعري الذي يشعر فيه العملاء براحة أكبر عند إجراء المعاملات، ولعلّ الأمر الأكثر إثارة هو تنوع الجمهور، فقد شهدنا مشاركة قوية من مختلف الأجيال”.
يركز المزاد القادم، الذي يحمل أيضاً عنوان “الأصول”، بشكل كبير على الفن، ويعرض أكثر من 70 عملاً لفنانين سعوديين وشرق أوسطيين مرموقين إلى جانب أسماء عالمية معروفة.
لوحة بيكاسو تتصدر المزاد
تُعدّ لوحة “منظر طبيعي” (1965) أبرز معروضات المزاد، وهي لوحة رسمها بابلو بيكاسو في مراحله الأخيرة على ورق مقوى، تُصوّر ريف الريفييرا الفرنسية المُسطّح، حيث أمضى الفنان عقده الأخير مع زوجته جاكلين روك، ويُقدّر سعرها قبل المزاد ما بين مليوني وثلاثة ملايين دولار.
كما تُعرض أيضاً إحدى لوحات جان دوبوفيه الصحراوية، ففي أواخر أربعينيات القرن الماضي، سافر إلى أعماق الصحراء الكبرى بحثاً عن إلهام جديد لأعماله، وكانت لوحة “شمس بلا ألوان” (1947) إحدى ثمار هذا البحث، تُظهر هذه اللوحة شخصيات بدوية بيضاء البشرة وجملاً على خلفية بنية داكنة، ويُقدّر سعرها ما بين 800 ألف ومليون ومائتي ألف دولار.
انضم فن البوب إلى هذا التوجه، فبعد وفاة دوروثي ليختنشتاين عام 2024، باعت دار سوثبى تدريجياً مجموعتها الواسعة من أعمال زوجها روي، محققةً 120 مليون دولار، وفي الدرعية، يُعرض عملان: “الداخل مع أياكس (دراسة)” (1997)، الذي يصور البطل اليوناني الشهير في ديكور داخلي مميز، ويُقدّر سعره بين 600 ألف وو800 ألف دولار؛ و”راية الهرم الأكبر (دراسة)” (1997)، الذي يُقدّر سعره بين 150 ألف و200 ألف دولار.
لوحة آندى وارهول
يظهر آندي وارهول في لوحة “ملهمات مقلقة (على غرار دي شيريكو)” (1982)، حيث يُعيد فيها إنتاج لوحة جورجيو دي شيريكو ” الملهمة المقلقة” (1917) باستخدام شبكة نموذجية من الألوان المتفاوتة، وتُقدّر قيمة هذه اللوحة ما بين 800 ألف دولار و1.2 مليون دولار، أما مجموعة وارهول المكونة من أربع مطبوعات حريرية لمحمد علي (والتي استوحاها من زيارة لمعسكر تدريب الملاكم في ريف بنسلفانيا)، فتُقدّر قيمتها ما بين 300 ألف دولار و500 ألف دولار.
الطلب على لوحات الفنانين السعوديين
وأشار باجستاني إلى أن أحد الدروس المستفادة من مزاد العام الماضي هو الطلب على الفنانين السعوديين المعاصرين.
وبناءً على ذلك، ستفتتح المزاد بعملٍ للفنان محمد سيام، الذي يشارك لأول مرة في مزاد علني، وفي مكان آخر، تُعرض لوحة “مقهى ريفي في شارع المدينة” (1968) للفنانة صفية بن زقر، التي وثّقت بإصرارٍ العمارة والتقاليد السعودية على مدار مسيرة مهنية طويلة، ويُقدّر سعرها بين 150,000 و200,000 دولار أمريكي.
لوحة “مظاهرة” (1968)، وهي لوحة واقعية للفنان العراقي محمود صبري، تُصوّر خمس نساء (ومجموعة) في حالات حداد مختلفة، ويُقدّر سعرها بين 400,000 و500,000 دولار أمريكي. أما لوحة “بلا عنوان ” (1989)، وهي لوحة شبه تجريدية للفنان محمد السليم، تُجسّد تدرجات الرمال والحرارة، فيُقدّر سعرها بين 150,000 و200,000 دولار أمريكي. ولوحة “نحاس” (1976)، التي تُصوّر النحاس في خطوط أفقية ملونة، هي من أعمال سامية حلبي، التي تُعتبر أشهر فنانة فلسطينية على قيد الحياة، والتي ستشارك في بينالي ويتني 2026، ويُقدّر سعرها بين 120,000 و180,000 دولار أمريكي.
تم اختيار توقيت معرض “الأصول” ليتزامن مع افتتاح بينالي الدرعية للفن المعاصر ويرتبط بحملة رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط وتطوير قطاعات الفن والثقافة والسياحة.
