شهدت دار الأوبرا المصرية على خشبة المسرح الكبير تقديم عرض باليه «كسارة البندق» في إطار فني متكامل عكس قدرتها على إعادة إحياء الأعمال الكلاسيكية العالمية بروح معاصرة تحافظ على أصالتها وتمنحها طاقة جديدة قادرة على التواصل مع جمهور اليوم.
وجاء العرض ليؤكد أن الفن الكلاسيكي لا يزال حاضرًا بقوة، وقادرًا على إثارة الدهشة وجذب مختلف الأجيال.
وشهد العرض توظيفًا دقيقًا للعناصر المسرحية، حيث قُدمت القصة الشهيرة للطفلة التي تنطلق في ليلة عيد الميلاد في رحلة حالمة مع كسارة البندق، عبر لوحات راقصة متتابعة اعتمدت على الحركة والموسيقى كلغة تعبير رئيسية، دون الحاجة إلى الحوار، بما أتاح للمشاهد الانغماس الكامل في أجواء الخيال والصراع والانتصار.
وشهدت الخشبة حضور ديكور كلاسيكي ضخم استلهم ملامحه من أوروبا في القرن التاسع عشر، تتوسطه شجرة عيد ميلاد عملاقة شكّلت محورًا بصريًا يعكس روح الاحتفال والسحر المرتبطين بالعمل، إلى جانب أزياء تاريخية دقيقة التفاصيل، أسهمت في ترسيخ الهوية البصرية وتأكيد البعد الزمني للقصة.
وشهد الأداء الراقص تناغمًا جماعيًا واضحًا وتشكيلات حركية منضبطة عكست مستوى احترافيًا عاليًا، فيما لعبت الإضاءة المسرحية دورًا محوريًا في الانتقال بين المشاهد الواقعية والحلمية، ومنحت العرض أبعادًا درامية وجمالية زادت من تأثيره البصري والوجداني.
وشهد هذا التقديم لباليه «كسارة البندق» تأكيدًا جديدًا على دور دار الأوبرا المصرية كمنارة ثقافية قادرة على تقديم الفنون الرفيعة بأسلوب يجمع بين الأصالة والتجدد، ويعزز حضور الباليه الكلاسيكي في الوعي الثقافي، بوصفه فنًا حيًا قادرًا على الاستمرار ومخاطبة الإنسان في كل زمان.
