هدى الطنيجي (أبوظبي)
تعتمد مدينة الشيخ شخبوط الطبية، تقنيات علاجية حديثة لتشخيص وإدارة السكري لدى فئة الأطفال، مما يساهم في تحسين صحة ورفاهية مرضى السكري، وتحقيق نتائج إيجابية.

وقالت الدكتورة أسماء ديب، استشاري ورئيس قسم طب الغدد الصماء لدى الأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «تقدم المدينة الطبية مجموعة واسعة من العلاجات المتطورة والفعالة التي تساهم في تحسين نوعية حياة مرضى السكري من فئة الأطفال، منها المستشعرات وهي الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة حساسة يتم ارتداؤها لاستشعار العلامات الحيوية أو تركيز بعض عناصر الدم، يمكن أن تكون هذه الأجهزة تداخلية أو غير تداخلية، وتشمل الأجهزة غير التداخلية الساعات الذكية التي يمكنها رصد الوظائف الحيوية، مثل ضربات القلب ومعدلات التنفس وعدد الخطوات، أو مشابك الأصابع التي تقيس معدل تشبع الأكسجين من فوق الجلد».
وأضافت: «تحتوي الأجهزة التداخلية القابلة للارتداء على أجهزة استشعار حساسة تدخل تحت الجلد للكشف عن نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري، أو أولئك الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض السكري».
وتابعت: إنه عادة ما تستخدم المستشعرات مع الأطفال المصابين بمرض السكري، وتمكن أجهزة الاستشعار من مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بشكل مستمر من دون الحاجة إلى وخز الأصابع لفحص نسبة الجلوكوز عبر المقياس الاعتيادي، في هذه الحالات، يتم إدخال المستشعر الحساس تحت الجلد وتوصيله لاسلكياً بجهاز استقبال «أو هاتف ذكي» يعرض البيانات بشكل مستمر.
وأشارت الدكتورة ديب إلى أن هذه التقنيات الحديثة أحدثت نقلة نوعية في إدارة العديد من الحالات الطبية المزمنة، ويعد مرض السكري مثالاً بارزاً على ذلك، إذ توفر أنظمة المراقبة المستمرة للجلوكوز للمرضى القدرة على متابعة مستويات سكر الدم بصورة آنية ودقيقة، دون الحاجة إلى الوخز المتكرر للأصابع.
وقالت: «تمكن هذه الأجهزة المرضى من الاستجابة الفورية للتغيرات في مستويات الجلوكوز، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، من خلال اتخاذ التدابير العلاجية أو السلوكية المناسبة، كما أنها تصدر تنبيهات وإنذارات عند تجاوز مستويات الجلوكوز الحدود الطبيعية، مما يدعم التدخل المبكر ويعزز سلامة المريض».
وذكرت أن أنظمة المراقبة المستمرة للجلوكوز تساهم في تحسين السيطرة على مرض السكري، والحد من تذبذب مستويات الجلوكوز في الدم، وتقليل خطر المضاعفات الحادة التي قد تستدعي الدخول إلى المستشفى. كما أنها تعزز بشكل ملحوظ من جودة الحياة لدى المرضى، عبر تقليل الأعباء اليومية المرتبطة بالمتابعة التقليدية لمستويات السكر.
راحة أكبر
قالت الدكتورة ديب: تتبنى «مدينة الشيخ شخبوط الطبية» أحدث التقنيات العالمية في تشخيص وإدارة مرض السكري لدى كل من الأطفال والبالغين، بما يضمن تمكين المرضى من التحكم بمرضهم بصورة أكثر دقة وفعالية، وتعتمد المدينة على استخدام أنظمة المراقبة المستمرة للجلوكوز، والتي تتيح متابعة دقيقة لمستويات سكر الدم على مدار الساعة، كما توفر هذه الأنظمة إمكانية ربط القراءات مباشرة بالهواتف الذكية والأجهزة الرقمية الخاصة بالمرضى، بما يعزز من دقة المتابعة، ويوفر لهم راحة أكبر في إدارة حالتهم الصحية، وبالإضافة إلى أنظمة المراقبة المستمرة للجلوكوز، توفر المدينة خيارات متنوعة من مضخات الأنسولين لتلبية الاحتياجات الفردية للمرضى، وتشمل:
مضخة الأنسولين المتطورة بنظام الحلقة المغلقة الهجين، والتي تعمل بشكل تكاملي مع نظام المراقبة المستمرة للجلوكوز، وتعد الخيار الأمثل لمرضى السكري من النوع الأول، حيث تقوم بضبط جرعات الأنسولين بصورة شبه آلية وفق التغيرات اللحظية في مستويات السكر ومضخة الأنسولين اللاصقة التي تتيح توصيل الأنسولين بجرعات دقيقة، وبشكل مستمر إلى الأنسجة تحت الجلد دون الحاجة إلى الأنابيب، مما يوفر مرونة وراحة أكبر للمريض.
وأكدت أن توظيف هذه التقنيات المتقدمة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، يساهم بشكل فعال في تحسين السيطرة على مرض السكري، والحد من مضاعفاته، وتعزيز جودة حياة المرضى على المدى الطويل.
