سودانيون نازحون بعد قضاء ليلة في مدينة القضارف شرق السودان.

صدر الصورة، Getty Images

قبل 4 ساعة

أمر جيش جنوب السودان الثلاثاء، المدنيين بإخلاء مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ولاية جونقلي في شرق البلاد، تفادياً لاستخدامهم “دروعاً بشرية”، مع احتدام القتال بين الجانبين.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان لول رواي كوانغ في بيان، إن على المدنيين مغادرة المناطق القريبة من الثكنات العسكرية ونقاط التجمع.

وجاء هذا الأمر غداة غارة جوية استهدفت سوقاً في مقاطعة نيرول وأسفرت عن مقتل 26 مدنياً، وفق وسائل إعلام محلية، فيما أفادت منظمة حقوقية محلية لوكالة الأنباء الفرنسية بإصابة 30 آخرين.

وتصاعد القتال بين قوات الجيش والحركة الشعبية في المعارضة منذ 24 ديسمبر/كانون الأول، بعدما سيطرت الأخيرة على موقع عسكري في مدينة وات بولاية جونقلي.

وأضاف البيان أن “هذه الأوامر تهدف إلى تجنّب وتقليص الأضرار الجانبية خلال مراحل العمليات العسكرية”.

ويشمل قرار الإخلاء ثلاث مقاطعات هي نيرول وأورور وأكوبو في ولاية جونقلي.

وتثير أحدث الاشتباكات بين الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة ريك مشار مخاوف من انزلاق متجدد إلى حرب أهلية سبق أن خاضها الطرفان لخمس سنوات عقب الانفصال عن السودان عام 2011، قبل توقيع اتفاق سلام عام 2018.

استئناف نفط هجليج

عاملون في حقل هجليج النفطي السوداني.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، حقل هجليج النفطي السوداني.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أن حقل هجليج النفطي السوداني الذي يُعالج فيه الجزء الأكبر من نفط جوبا، استأنف عملياته بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع.

وسيطرت قوات الدعم السريع السودانية التي تخوض حرباً مع الجيش النظامي منذ أبريل/نيسان 2023 شهر ديسمبر/ كانون الأول على حقل هجليج، أكبر حقول النفط في البلاد والمنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات النفط من جنوب السودان.

وتعتمد جوبا التي حصلت على معظم احتياطيات النفط السودانية عند انفصالها عام 2011، على خط أنابيب ينقل النفط من الحدود الجنوبية إلى بورتسودان كمصدر دخل حيوي.

وأفاد مكتب كير في بيان أن “جميع الفرق الفنية والهندسية عادت إلى حقل هجليج”، وأن إنتاج النفط في الموقع “يسير على نحو جيد”.

لكن مصدراً في الحكومة السودانية الموالية للجيش قال إن المحادثات مع جوبا بشأن تشغيل المنشأة فشلت.

في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على الموقع، أُبرمت اتفاقية مبدئية بين الأطراف الثلاثة مُنحت بموجبها جنوب السودان مسؤولية أمنية عنه، إلا أن المفاوضات اللاحقة تعثرت بشأن تقاسم العائدات.

وصرح المسؤول السوداني لوكالة الأنباء الفرنسية الأسبوع الماضي أن الحكومة السودانية رفضت مقترحاً من جنوب السودان “يمنح قوات الدعم السريع حصة من عائدات عبور نفط جنوب السودان”.

منذ سيطرتها على الموقع، بثت قوات الدعم السريع صوراً لمقاتليها داخل حقل النفط، ونشر مؤيدوها مقاطع فيديو تفيد بأن إدارة قوات الدعم السريع ستبدأ قريباً في تلقي عائدات الموقع.

وعبّرت جوبا عن مواقف متعارضة تجاه طرفي النزاع في السودان، إلا أن الحرب نفسها أثّرت على الدولة الفقيرة، إذ عطلت صادرات النفط ودفعت 2,4 مليون شخص إلى اللجوء إليها، وفقاً للأمم المتحدة.

وحتى في حال توصلت قوات الدعم السريع وجنوب السودان إلى اتفاق، يبقى مصير النفط غير واضح من دون موافقة الحكومة السودانية، نظراً لأن خط الأنابيب يمر بالكامل تقريباً عبر أراضٍ يسيطر عليها الجيش وصولاً إلى بورتسودان التي انتقلت عليها في بداية الحرب، على البحر الأحمر.