مدريد (الاتحاد)
أعلنت «ميرا آيروسبيس»، الشركة المتخصّصة في تطوير المنصّات عالية الارتفاع (HAPS) والتابعة لـ«سبيس 42»، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، عن إطلاق أول رحلة للمنصّات عالية الارتفاع في أوروبا، بعد الحصول على الموافقة التشغيلية المدنيّة. وقد نُفّذت الرحلة بطراز «ApusNeo18» من منصّات «ميرا آيروسبيس» عالية الارتفاع، لصالح شركة «تلسباثيو إيبيريكا» التابعة لمجموعة «ليوناردو»، مؤكّدةً قدرة هذه المنصّات على العمل بأمان وتوفير معلومات لحظية لعمليات مراقبة البيئة الحيوية.
وقال خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لـ«ميرا آيروسبيس» التابعة لشركة «سبيس 42»: «من خلال هذه الخطوة، ندعم في «ميرا آيروسبيس» استراتيجية «سبيس 42» لتكون الشريك المفضّل في مجال البيانات الجيومكانية عالية الجودة. ففي مواجهة حرائق الغابات، توفّر المنصّات عالية الارتفاع ما يلزم من سرعة الاستجابة والاستمرارية والدقة، لرسم صورة شاملة وفورية لحركة جبهات الحريق.
وتُظهر الرحلة لصالح «تلسباثيو إيبيريكا»، القيمة التجارية التي توفّرها أنظمتنا للجهات الحكومية وفرق الاستجابة الأولى، من خلال بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسهم في تعزيز صناعة القرار وتسريع زمن الاستجابة للحالات الطارئة وتقليل التكاليف التشغيلية».
من جهته، قال كارلوس فرنانديز دي لا بينيا، الرئيس التنفيذي لشركة «تلسباثيو إيبيريكا»: «لقد حققنا نقلةً نوعية ارتقت بالمشروع إلى مستوى جديد مع انطلاق الرحلة الأولى. ولم يقتصر الأمر على نيل هذه الموافقات، بل أثبتنا أيضاً القدرات التقنية لشركتنا في مراقبة وضبط ومكافحة الحرائق من الجيل السادس، التي أظهرت خلال السنوات الأخيرة حجم الدمار الذي يمكن أن تُحدثه».
الاستجابة للحرائق
تأتي هذه المهمة ضمن برنامج «ISSEC»، وهو مشروع مشترك بين «تلسباثيو إيبيريكا» و«بيغاسوس أيرو جروب»، يركّز على تطوير البنية التحتية للاستجابة للحرائق في إسبانيا. وتوفّر المنصّات عالية الارتفاع استمراريةً مشابهة للأقمار الاصطناعية، وبمرونة تعادل تلك التي توفرها الطائرات، مع كلفة تشغيلية منخفضة. كما تُعد هذه المنصّات أداة مثالية لإدارة حالات الطوارئ ومراقبة البيئة وحماية البنية التحتية الوطنية بفضل قدرتها على نقل صور ضوئية وحرارية عالية الدقة في الوقت الحقيقي.
وستُشكّل البيانات التي سيتم جمعها خلال الأسابيع المقبلة أساساً لتطوير خدمات ستراتوسفيرية مستقبلية، كما ستساعد في تحديد حجم القيمة التشغيلية لمنصّات «ميرا آيروسبيس» في مهام الحماية المدنية.
عمليات الطيران
انطلقت طائرة «ApusNeo18» يوم الجمعة، الموافق 12 ديسمبر 2025، من الميناء الفضائي في مجمّع «فويرتيفنتورا» التكنولوجي، وهو أول منشأة من نوعها في أوروبا. وتمتاز الطائرة بجناحين يمتدان 18 متراً وطول يبلغ 12 متراً، ووزن يزيد قليلاً على 45 كيلوغراماً، وقد ارتفعت عقب الإقلاع إلى علوّ قدره 2.000 قدم. وخلال الأيام المقبلة، ستحلّق الطائرة فوق «غران كناريا»، لرصد المنطقة وجمع وإدارة البيانات الداعمة لجهود الوقاية من حرائق الغابات.
وفي المرحلة الأولى، ستُنفّذ العمليات عبر مراحل طيران مجزّأة، تتيح التحقّق التدريجي لجميع عناصر المهمة، على أن ترتفع لاحقاً إلى ارتفاعات تصل إلى 16 ألف قدم، مع تمديد مدة الرحلات لتصل إلى 48 ساعة من الطيران المتواصل.
