أكدت شركة رينو، إحدى أبرز شركات صناعة السيارات الفرنسية، أنها تُجري مناقشات مع وزارة الدفاع الفرنسية بشأن إمكانية إنتاج طائرات بدون طيار في أوكرانيا.
وفقا لبلومبرج، تُمثل هذه الخطوة نقلة نوعية لشركة تصنيع السيارات، تعكس التكامل المتزايد للصناعة المدنية في قطاع الدفاع الأوروبي، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا في إعادة تشكيل الأولويات الاستراتيجية في جميع أنحاء القارة.
أكد متحدث باسم رينو أن وزارة الدفاع الفرنسية تواصلت مع الشركة، لكنه أكد أن المناقشات لا تزال في مرحلة أولية. وقالت رينو في بيان رسمي: “تواصلت معنا وزارة الدفاع بشأن إمكانية إنتاج طائرات بدون طيار.
وجرت المناقشات، ولكن لم يُتخذ أي قرار في هذه المرحلة، حيث ننتظر المزيد من التفاصيل حول هذا المشروع من الوزارة”.
إنتاج استراتيجي بعيدًا عن خطوط المواجهة
وفقًا لوكالة فرانس إنفو الإعلامية الفرنسية، قد تشهد الخطط قيد النقاش تعاون رينو مع شركة دفاع فرنسية صغيرة لإنشاء خطوط إنتاج طائرات بدون طيار داخل أوكرانيا، على بُعد عشرات أو حتى مئات الكيلومترات من مناطق القتال النشطة.
تهدف هذه الخطوة إلى ضمان الأمن التشغيلي والقدرة على توفير طائرات بدون طيار للمراقبة والهجوم، ليس فقط للقوات الأوكرانية، بل أيضًا للجيش الفرنسي.
لم تُسمِّ رينو ولا وزارة الدفاع الفرنسية الشريك الدفاعي الصغير المعني، ورفضت الوزارة حتى الآن التعليق على التفاصيل. أشار وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو الأسبوع الماضي إلى أن هذه الشراكة قيد الإعداد، لكنه امتنع عن ذكر اسم رينو، مسلطًا الضوء على الطبيعة الحساسة والمتطورة للمفاوضات.
الطائرات بدون طيار في صميم استراتيجية الدفاع الأوكرانية
أصبحت الطائرات بدون طيار سمة مميزة للتكتيكات الدفاعية الأوكرانية منذ الغزو الروسي الشامل عام 2022، حيث وفرت قدرات أساسية في المراقبة والاستهداف والضرب.
في الأشهر الأخيرة، وصلت هجمات الطائرات الأوكرانية المسيرة إلى أهداف في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك مطارات رفيعة المستوى في مناطق بعيدة مثل سيبيريا – حيث أفادت التقارير بشن غارات باستخدام طائرات مسيّرة مخفية في شاحنات.
أبرزت هذه العمليات الأهمية التكتيكية للطائرات المسيّرة في ساحة المعركة الحديثة والحاجة الملحة لزيادة الإنتاج.
يمثل احتمال قيام جهة صناعية فرنسية كبرى بإنشاء مصنع لإنتاج الطائرات المسيّرة داخل أوكرانيا تصعيدًا جريئًا في الدعم الغربي لكييف، كما يُشير إلى نية فرنسا تعزيز قدراتها الصناعية الدفاعية في ظل مشهد أمني سريع التغير.
أقرا أيضا.. أسطورة الأجسام الطائرة.. عقود من تضليل البنتاجون شكلت هوس أمريكا بالكائنات الفضائية
إعادة تنظيم استراتيجية رينو بعد خروج روسيا
يأتي اهتمام رينو بقطاع الدفاع بعد انسحابها من السوق الروسية عام 2022 عقب غزو موسكو لأوكرانيا – وهو قرار أعاد تنظيم الاستراتيجية الإقليمية لشركة صناعة السيارات وفتح الباب أمام فرص جديدة في إطار الدفاع الأوروبي.
بينما تنتظر رينو مزيدًا من التفاصيل من الحكومة الفرنسية، فإن استعداد شركة صناعة السيارات للنظر في إنتاج الطائرات المسيّرة يُظهر اتجاهًا أوسع: طمس الحدود بين الصناعة المدنية التقليدية وقطاع الدفاع استجابةً للصراع الجيوسياسي.
لا قرار نهائي، لكن المخاطر كبيرة
مع استمرار المحادثات وعدم وجود التزام نهائي من رينو حتى الآن، لا يزال مستقبل المشروع غير مؤكد. ومع ذلك، تُسلّط المناقشات الضوء على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا الغربية وخبرة التصنيع في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا ومواجهة التقدم الروسي.
يبدو أن الحكومة الفرنسية وقادة الصناعة على استعداد لتكثيف تعاونهم، مما يعكس حقبة جديدة من التعاون الأمني الأوروبي.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط