The American Friend أو “الصديق الأميركي” ليس مجرد فيلم عابر؛ بل هو أحد أروع الأعمال التي شاهدتها منذ أشهر، فيلم تجاوز كل توقعاتي لدرجة أنني وجدت صعوبة في التعبير عن مدى إعجابي به.
دينيس هوبر قدّم أداءً مذهلًا في دور المجرم المخضرم “توم ريبلي” – أداءً ينبض بالطاقة ويلتحم بسلاسة مع حضور برونو غانز الرصين. أما المخرج فيم فيندرز، فقد أدهشني ببراعته السردية، إذ نسج القصة بانسيابية مذهلة وسط خلفيات بصرية آسرة لمدن مثل نيويورك وهامبورغ وباريس، لتتحول المشاهد إلى كبسولة ثقافية وزمنية، ومع ذلك، لا تزال نابضة بالحياة وممتعة حتى اليوم.
تدور الحبكة حول ريبلي، تاجر فنون أميركي ثري في هامبورغ، يبيع لوحات مزورة في مزادات أوروبية. خلال أحد هذه المزادات، يتعرف على “جوناثان زيمرمان”، مؤطر صور مريض بمرض خطير، فيقنعه – رغم طيبته وبعده التام عن العنف – بتنفيذ جريمة قتل لصالح عصابة سرية، لتبدأ رحلة خطرة نحو عالم الجريمة، حيث يتعقب ريبلي ضحيته الجديدة من جريمة إلى أخرى في لعبة مظلمة من المراقبة والتلاعب.
أسلوب فيندرز الإخراجي يشبه لغة حية بالكاميرا، أشبه بما يفعله مارتن سكورسيزي، لكنه يحمل بصمته الخاصة. دينيس هوبر في هذا الفيلم يبدو وكأنه امتداد طبيعي لرؤية فيندرز، كما لو كان لاعبًا عبقريًا ينفّذ رؤية مدربه الملهم في الميدان. تصادم عبقرية هوبر مع خيال فيندرز هو ما يجعل “الصديق الأميركي” فيلمًا استثنائيًا بحق، وتجربة سينمائية تستحق كل دقيقة من وقتك.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.
