تم تحديثه الخميس 2025/7/3 10:55 ص بتوقيت أبوظبي
رفضت محكمة اتحادية في ولاية نيويورك الأمريكية، يوم الأربعاء 2 تموز / يوليو، طلب الإفراج المؤقت عن مغني الراب والمنتج الموسيقي شون كومز، المعروف باسمه الفني «ديدي»، وذلك بعد إدانته في قضايا جنائية تتعلق بنقل أشخاص للمشاركة في البغاء.
وبررت المحكمة قرارها بالمخاوف التي أبدتها النيابة العامة من احتمال هروب المتهم خارج البلاد، نظرًا لامتلاكه طائرات خاصة وثروة طائلة، الأمر الذي من شأنه أن يسهل عليه الإفلات من الإجراءات القضائية. كما أشار الادعاء إلى أن كومز يُعد «خطرًا محتملاً على المجتمع»، وذلك استنادًا إلى نتائج التحقيقات الفيدرالية الجارية، والتي كشفت عن وقائع مثيرة للقلق تتعلق بسلوكياته وممارساته السابقة.
وأفادت المحكمة بأن موعد جلسة النطق بالحكم قد تحدد ليكون في 3 تشرين الأول / أكتوبر المقبل، بينما يبقى كومز قيد الاحتجاز حتى ذلك التاريخ.
وكانت هيئة المحلفين قد أدانت كومز في تهمتين تتعلقان بانتهاكه لـ«قانون مان» الذي يُجرم نقل الأفراد عبر حدود الولايات للمشاركة في أعمال بغاء، بينما أسقطت عنه تهم أخرى أكثر جسامة مثل الاتجار بالبشر، والابتزاز، والانتماء إلى تنظيم إجرامي. وبحسب الخبراء القانونيين، فإن كل تهمة أُدين بها قد تضعه تحت طائلة السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الحكم المحتمل قد لا يتجاوز خمس سنوات.
وقائع صادمة داخل حفلات خاصة
وفي سياق التحقيقات الجارية، نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) وثائق تضم تفاصيل موسعة عن الاتهامات الموجهة إلى ديدي، وجاء فيها أن الفنان نظم حفلات خاصة وصفت بـ«الغريبة الأطوار»، جرى خلالها إجبار عدد من النساء، بعضهن قاصرات، على المشاركة فيها تحت ظروف وصفت بأنها مسيئة وغير إنسانية.
وبحسب ما ورد في هذه الوثائق، فإن عدد الضحايا المحتملين يتجاوز 100 شخص، تم استغلالهم خلال فترة امتدت لسنوات، وسط شبهات تتعلق بالاتجار بالبشر، والابتزاز، واستخدام العنف الجسدي والنفسي.
كما أشار تقرير نشرته شبكة «بي بي سي» إلى أن امرأتين وأربعة رجال تقدموا على الأقل بست دعاوى مدنية ضد كومز أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك، زاعمين أنهم تعرضوا لانتهاكات متكررة من قبله بين عامي 1995 و2021. وتضمنت الشكاوى المرفوعة روايات عن اعتداءات وقعت خلال حفلات مغلقة حضرها عدد من كبار نجوم الفن والمجتمع.
كومز ينفي الاتهامات ويصفها بمحاولة لتشويه صورته
رغم تعدد التهم وخطورتها، نفى شون كومز – البالغ من العمر 54 عامًا – كافة الادعاءات الموجهة إليه، واعتبر أنها جزء من حملة ممنهجة تهدف إلى النيل من سمعته ومكانته في الوسطين الفني والاجتماعي، مؤكدًا أنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية للدفاع عن نفسه وإثبات براءته.
من هو شون «ديدي» كومز؟
يُعد شون كومز من أبرز الأسماء في عالم موسيقى الراب والهيب هوب الأمريكي. انطلقت مسيرته في تسعينيات القرن الماضي تحت أسماء فنية متعددة منها «باف دادي» و«بي ديدي»، وهو مؤسس شركة الإنتاج الموسيقي الشهيرة «Bad Boy Records»، التي قدمت للساحة الفنية عددًا من النجوم، أبرزهم The Notorious B.I.G.
وعلى مدار مشواره، حصد كومز ثلاث جوائز «غرامي»، وحقق مبيعات ضخمة بألبوماته، إلى جانب تأسيسه لعلامة تجارية في عالم الأزياء باسم «Sean John»، فضلاً عن مشاركته في عدد من مشاريع الإنتاج التلفزيوني.
ورغم هذا النجاح الممتد، فإن الاتهامات الحالية تمثل نقطة تحول جذرية في حياة ديدي، كونها أول مرة يواجه فيها اتهامات جنائية بهذا الحجم، والتي قد تؤثر بشكل دائم على مستقبله الفني والشخصي، في حال ثبوتها أمام القضاء.
aXA6IDE5Mi4xMjYuMjE3LjE2NyA= جزيرة ام اند امز US