القدس / الأناضول
– الجيش الإسرائيلي قال إن إنشاء “المدينة الإنسانية” المزعومة سيستغرق عاما أو أكثر
– نتنياهو ووزراؤه جادلوا بأن الجدول الزمني الذي حدده الجيش لإنشاء المنطقة “غير معقول”
– بن غفير: الجدل الدائر حول إنشاء “المدينة الإنسانية” تضليل إعلامي يهدف لإخفاء صفقة لهدنة
– موقع واللا: من المتوقع أن يستمر التوتر بين المستويين السياسي والعسكري، الثلاثاء المقبل
اندلع نقاش حاد بين الجيش والقيادة السياسية في إسرائيل مساء الأحد، بشأن “المدينة الإنسانية” المزعومة المكونة من معسكر خيام الذي يقترح وزير الدفاع إقامتها على أنقاض مدينة رفح بقطاع غزة بغرض احتجاز مئات آلاف الفلسطينيين فيها تمهيدا لتهجيرهم إلى الخارج.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن الجدل وقع خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” بسبب المدة الزمنية المطلوبة لإقامة المخيم وتكلفته المالية، إذ يقول الجيش إنها ستستغرق عاما أو أكثر وهو ما يخالف تقارير سابقة أشارت إلى مدة أقصر.
وتطلق إسرائيل على الخطة اسم “المدينة الإنسانية”، فيما يطلق عليها الفلسطينيون والمؤسسات الدولية “معسكر الخيام” لكونها تنتهك المعايير الإنسانية والقوانين الدولية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس كشف الأسبوع الماضي، عن ملامح خطة جديدة لإقامة ما سماه “مدينة إنسانية” مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها.
وقال موقع “واللا” الإخباري: “خلال الاجتماع المحدود للمجلس الوزاري الأمني الذي عُقد مساء أمس في مكتب رئيس الوزراء بالقدس، قدّم كبار مسؤولي الجيش خطةً مُحدّثة لبناء المدينة الإنسانية المُزمع إنشاؤها جنوب قطاع غزة”.
وأضاف: “وخلافًا للتقارير السابقة التي أشارت إلى جداول زمنية قصيرة نسبيًا، يُزعم الآن أن مدة البناء ستستغرق عامًا أو حتى أكثر – وليس حوالي خمسة أو ستة أشهر كما ذُكر سابقًا، حيث تُقدّر التكلفة المتوقعة لإنشاء المشروع بعشرات المليارات من الشواكل”.
وأشار الموقع إلى أنه “أثارت الفجوة بين الخطة التي طرحها المستوى المهني ومطالب المستوى السياسي جدلًا حادًا”.
وتابع: “أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إحباطه إزاء التأخير المُتوقع، قائلاً: هذا ببساطة غير واقعي، لقد طلبتُ حلًا يُنفّذ في إطار زمني معقول”.
وأضاف: “لم يُعلّق وزير الدفاع كاتس علنًا خلال هذا النقاش المُحتدم، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، هو من اختار الرد على موقف مؤسسة الجيش، حيث هاجم بشدة الوقت المقترح”.
وبحسب موقع “واللا” فإنه “خلال النقاش، وجّه نتنياهو رسالة سياسية واضحة مفادها أنه مهتمٌّ بالفعل بالدفع بصفقة تبادل أسرى تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، ومع ذلك، أكد أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف القتال في مرحلة لاحقة”.
وتواصل إسرائيل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا بموازاة مفاوضات غير مباشرة تستضيفها قطر بين تل أبيب و”حماس” للوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضاف موقع “واللا”: “من المتوقع أن يستمر التوتر بين المستويين السياسي والعسكري، حيث من المقرر أن يستمر النقاش حول هذه القضية الثلاثاء المقبل، في الوقت نفسه، سيعقد المجلس الوزاري السياسي والأمني بأكمله اجتماعًا موسعًا الأربعاء”.
من جهتها قالت القناة 12: “جرت مناقشة متوترة الليلة الماضية في المجلس الوزاري المحدود بين المستويين السياسي والعسكري”.
وأضافت: “خلال النقاش عرض الجيش الإسرائيلي الجدول الزمني لإنشاء المدينة الإنسانية في رفح، التي تريد إسرائيل نقل 600 ألف شخص من غزة إليها، وقدر الجيش أن بناء المدينة سيستغرق ما بين بضعة أشهر وسنة”.
وتابعت: “طالب رئيس الوزراء والوزراء بتقصير الجدول الزمني”، مشيرةً إلى أن نتنياهو انتقد رئيس أركان الجيش إيال زامير قائلا: “لقد طلبت خطة واقعية!”.
وقالت: “بعد مناقشة طويلة، طلب نتنياهو تقديم بديل آخر، أصغر حجما وأسرع وأرخص، بحيث يكون ذلك ممكنا حقا”.
وأضافت: “سبب معارضة الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى الميزانية الكبيرة التي يتطلبها المشروع، هو أنه (الجيش) يعتقد أن بناء المدينة سيضر بجهود تحرير الرهائن”.
غير أن وزير الأمن القومي بن غفير الذي يؤيد استمرار الحرب وتهجير الفلسطينيين، اعتبر أن هذا الجدل ليس سوى “تضليل إعلامي”.
وقال بمنشور على منصة “إكس”، الاثنين: “الجدل الدائر حول إنشاء المدينة الإنسانية هو في جوهره تضليل إعلامي يهدف إلى إخفاء الصفقة التي تُعقد”، في إشارة إلى اتفاق محتمل لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” ووقف إطلاق النار بغزة الذي يعارضه.
وأضاف: “بالتأكيد، لن تُنشأ هذه المدينة الإنسانية كجزء من صفقة الاستسلام التي يجري التفاوض عليها مع حماس، والتي ينسحب بموجبها الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها (..) وتُمنح حماس الأكسجين ووقتًا إضافيًا لاستعادة قدراتها” وفق تعبيره.
وحسب هيئة البث العبرية الرسمية، ستقام المدينة المزعومة بين محوري “فيلادلفيا” و”موراج” جنوب قطاع غزة، وسيتم في المرحلة التالية تجميع كل فلسطينيي غزة بها، قبل تفعيل آليات لتشجيع ما تزعم أنه “هجرة طوعية” للفلسطينيين، وهو ما أثار استهجان ورفض عدة دول ومنظمات حقوقية.
يأتي ذلك بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، خلفت أكثر من 196 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.