الأحد 20 يوليو 2025
في خضم زخم الدراما المصرية المتنوعة، يبرز مسلسل “كتالوج” كعمل فني فريد، لا يطرح قضايا تقليدية بل يغوص في أعماق النفس البشرية، بأسلوب يذكّر بمسلسل AFTER LIFE الذي يستعرض قصة كاتب صحفي يكافح لتجاوز فقدان زوجته على نتفلكس، لكن بنكهة مصرية وقصة مؤثرة تلامس القلوب، تجعل المشاهد يتعاطف بصدق مع الشخصيات ويتأثر بأحاسيسهم بعمق.
يستعرض “كتالوج” ببراعة موضوعات مثل مواجهة فقد الأحبة، العناية بمريض يحتضر، وتحديات التربية الحديثة بما لها وما عليها، إلى جانب قضايا حياتية تمس كل بيت.
وبينما نادراً ما تُقدم الأعمال التي تأخذ طابع “جلسات العلاج النفسي” في العالم العربي، يتمكن هذا المسلسل من تقديم صورة واقعية ومؤثرة لهذا الأسلوب.
ورغم اقتصار العمل على عدد محدود من الشخصيات الرئيسية، فإن كل شخصية مكتوبة بعناية وبتفرد واضح، ما يخلق صراعات درامية جذابة ومشاهد كوميدية ذكية وعفوية تضمن للمشاهد ضحكات صادقة دون افتعال.
التمثيل في “كتالوج” لا يرقى لمستوى “الرائع” فقط، بل يمكن وصفه بأنه استثنائي بحق. كل ممثل وممثلة أظهروا قدرة مذهلة على التنقل بين لحظات درامية ثقيلة ومؤثرة، ولحظات كوميدية تلقائية تجعل المشاهد يضحك من القلب، دون أي افتعال أو مبالغة. هذا التوازن الدقيق بين الأداء والكتابة يستحق كل التقدير، إذ نجحا معاً في نقل مشاعر حقيقية بأقصى درجات الصدق والإحساس.
من اللافت أيضًا أن المسلسل يقدّم وجوهًا تمثيلية جديدة تركت بصمة واضحة منذ أول ظهور، إلى جانب ممثلات قد لا يكون المشاهد معجبًا بهن سابقًا، لكن الأداء في “كتالوج” قد يغيّر هذه النظرة كليًا.
أما من جانب الكتابة، فإن “كتالوج” يقدّم تجربة شبيهة بجلسة علاج نفسي طويلة وصادقة؛ يطرح أسئلة، ويجيب على أخرى، ويواجهك بمعضلات واقعية، ويقترح حلولًا قريبة من الواقع – كل ذلك في إطار سرد مترابط وعلاقات إنسانية متماسكة تجعل المشاهد يشعر وكأنه فرد داخل هذا العالم المصغر.
ضحكت كثيرًا، وتأثرت أكثر، لكن الأهم من ذلك أن كل هذه المشاعر خرجت بصدق. ورغم وجود مشاهد قليلة وقعت في فخ الميلودراما أو الكوميديا غير الموفقة، إلا أن تلك كانت لحظات نادرة لا تُنقص من جودة التجربة الكلية.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.