02:04 م


الثلاثاء 02 سبتمبر 2025

وكالات

شهدت رحلة تابعة للخطوط الجوية البريطانية متجهة من مطار غاتويك في لندن إلى شرم الشيخ المصرية، في 23 ديسمبر الماضي، حادثًا غامضًا، بعدما تعرض ركاب وطاقم الطائرة لحالات إغماء ودوار دفعت قائدها إلى الهبوط اضطراريًا في مدينة البندقية الإيطالية.

تصف ميلاني ويلز، 61 عامًا، التي كانت برفقة ابنتها في الرحلة، المشهد بأنه “فوضوي ومرعب”، مشيرة إلى أن الركاب فوجئوا برجال الإطفاء يرتدون بدلات واقية كاملة وأجهزة تنفس، يصعدون إلى الطائرة فور توقفها في المدرج. وتضيف أن الطائرة حوصرت بعشرات سيارات الإسعاف والإطفاء، فيما خضع الركاب المتضررون لفحوص ميدانية عاجلة، حسبما أوردت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

ووفقًا لروايات بعض المسافرين، فإن أفراد الطاقم بدوا في حالة هلع، بينما لم يقدّم قائد الطائرة أي معلومات واضحة طوال فترة الأزمة.

بعد توقف دام 8 ساعات في مطار البندقية، أُعيدت الطائرة إلى لندن بدلًا من استكمال رحلتها، قبل أن يُنقل الركاب لاحقًا إلى شرم الشيخ في صباح اليوم التالي، بعد رحلة استغرقت نحو 40 ساعة، وصفها البعض بأنها “رحلة من الجحيم”.

وأكدت ميلاني أن ما جرى “أفسد عطلتها بالكامل”، لافتة إلى أن الشركة عرضت عليها تعويضًا بقيمة 2130 جنيهًا إسترلينيًا مقابل التكاليف الإضافية، لكنها لم تغطِّ الخسائر كافة، بما فيها 500 جنيه إسترليني ضاعت من حجز الليلة الأولى في الفندق.

من جانبها، نفت الشركة وجود أي “أبخرة سامة” على متن الطائرة، مؤكدة أن قرار تحويل المسار جاء كإجراء احترازي بسبب “مشكلة فنية”، إذ قال متحدث باسمها: “سلامة عملائنا وزملائنا هي أولويتنا القصوى. اعتذرنا للركاب وعرضنا عليهم التعويض المناسب”.

ورغم أن الحادث يعود إلى ديسمبر الماضي، فإن صحيفة الإندبندنت البريطانية أعادت نشر مقطع فيديو يوثق لحظة صعود فرق الطوارئ إلى الطائرة قبل أيام قليلة، ليعود الجدل من جديد، وسرعان ما ربط بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي القصة بتطورات سياسية جارية، وذهب بعضهم إلى وصف الحادث بأنه “فخًا لمصر”، مستندين إلى مشاهد رجال الطوارئ الذين أخرجوا صندوقًا غامضًا من الطائرة.

تجدد الاهتمام بالقضية جاء تزامنًا مع قرار بريطانيا إغلاق سفارتها في القاهرة مؤقتًا الأحد الماضي، بعد إزالة السلطات المصرية للحواجز الأمنية المحيطة بها، وهو ما أثار تكهنات حول خلفيات القرار، خصوصًا مع اعتقال السلطات البريطانية في وقت سابق ناشطين مؤيدين لمصر خلال مظاهرة أمام السفارة المصرية في لندن.

وربط بعض المعلقين بين إعادة تسليط الضوء على حادث الطائرة وملف العلاقات المصرية– البريطانية، متسائلين عما إذا كان التوقيت مقصودًا لإحراج القاهرة، إذ قال الطيار اضطر للهبوط الاضطراري في إيطاليا وحضر لهم فريق طبي لابس لبس وقائي وصعدوا للطائرة ونزلوا بصندوق من الطياره، متابعًا “تقريبا شكل الموضوع أكبر من سفارة تقريبا، بريطانيا بتبخ شرها علينا، ويا تري الصندوق كان فيه إيه”، حسب قوله.