أطلقت المملكة العربية السعودية بالشراكة مع المملكة المتحدة مبادرة دولية جديدة لتعزيز الأمن البحري في اليمن، وذلك خلال مؤتمر استضافته الرياض بمشاركة أكثر من 35 دولة، في خطوة تهدف إلى حماية الممرات المائية الحيوية ومكافحة التهديدات البحرية المتزايدة في المنطقة.
إقرأ ايضاً:

مستشفى صبيا ينقذ حياة مريض من كيس مائي قاتل.. تفاصيل العملية التي استغرقت 5 ساعات!”المرور” يكشف “تفاصيل حصرية” لـ “فرصة ذهبية” لعشاق اللوحات.. “اللوحات المميزة” في متناول يدك.. إليك الطريقة

المؤتمر شهد إعلان التزامات مالية بملايين الدولارات كمرحلة أولى من التمويل الدولي، حيث خُصصت لدعم خفر السواحل اليمني عبر التدريب وتزويده بالمعدات اللازمة وتعزيز الدعم المؤسسي، في إطار إستراتيجية طويلة المدى تمتد لعشر سنوات.

وتركز هذه الشراكة على مكافحة التهريب والقرصنة والاتجار بالبشر في الممرات البحرية اليمنية، وهي أنشطة غير مشروعة تهدد التجارة الدولية والاستقرار الإقليمي على حد سواء.

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر أكد في كلمته أن منطقة البحر الأحمر تمثل محورًا إستراتيجيًا عالميًا، مشددًا على أن المملكة تعتبر حماية هذا الشريان مسؤولية دولية تستدعي تعاونًا واسع النطاق.

وأشار آل جابر إلى أن حرص السعودية على استقرار اليمن ينبع من روابط تاريخية وأخوية، مؤكدًا أن الرياض عملت على مدار عقود لدعم الحكومة اليمنية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وأضاف أن المملكة قدّمت دعمًا مباشرًا للاقتصاد اليمني عبر دعم الموازنة والبنك المركزي، إلى جانب تنفيذ 265 مشروعًا ومبادرة تنموية في ثمانية قطاعات مختلفة من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

كما أوضح أن جهود المملكة شملت دعم بناء قدرات المؤسسات الحكومية اليمنية، بما فيها خفر السواحل الذي حصل على دعم متنوع بلغت قيمته أكثر من 55 مليون دولار خلال السنوات الماضية.

وأعلن آل جابر عن تقديم المملكة 4 ملايين دولار إضافية لدعم خفر السواحل اليمني، تعزيزًا لدوره المحوري في مكافحة التهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.

وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن التزامات السعودية بالمساهمة الفاعلة في تأمين طرق التجارة البحرية وحماية المصالح المشتركة للدول المطلة على البحر الأحمر وخارجه.

من جانبها، أشادت سفيرة بريطانيا لدى اليمن عبده شريف بالدور السعودي في دعم اليمن، مؤكدة أن المملكة المتحدة ملتزمة بمساندة خفر السواحل اليمني وتعزيز قدراته الأمنية.

وأوضحت أن حجم التعهدات التي أُعلنت خلال المؤتمر يعكس الاهتمام الدولي الكبير بأمن اليمن البحري، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن العالمي.

كما أُعلن عن تأسيس أمانة عامة للشراكة الدولية تُدار عبر مرفق المساعدة الفنية لليمن “TAFFY”، بهدف ضمان التنسيق الفعّال وتوجيه الدعم الدولي إلى مساراته الصحيحة.

ويُنتظر أن يسهم هذا الهيكل الإداري الجديد في تعزيز الشفافية وضمان استفادة خفر السواحل اليمني من الموارد المخصصة له بشكل مباشر وفعّال.

ويُعرف خفر السواحل اليمني بكفاءته العالية وقدرته على مواجهة التحديات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، ما يجعل دعمه ضرورة ملحّة لتعزيز الأمن البحري الإقليمي.

الدعم الجديد من شأنه تحسين قدرات اليمن في ضبط حدوده البحرية، والتصدي لعمليات التهريب التي طالما شكلت تهديدًا على الاستقرار الداخلي والإقليمي.

كما سيُسهم في توفير بيئة أكثر أمنًا للمجتمعات الساحلية اليمنية، ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية وتنموية جديدة في تلك المناطق.

وتكتسب المبادرة أهمية خاصة كونها تأتي في وقت يشهد فيه البحر الأحمر وباب المندب تهديدات متزايدة تؤثر على حركة التجارة العالمية وتدفق الطاقة.

وبذلك، تعكس الشراكة الدولية التي أطلقتها السعودية وبريطانيا التزامًا طويل الأمد بأمن اليمن واستقراره، وبحماية أحد أهم الممرات البحرية في العالم لصالح الاقتصاد العالمي.