من أجل جودة الحياة
تعد وسائل الإعلام المختلفة شريكاً رئيسياً في التنمية المستدامة من خلال تبني تطلعات المجتمع وتعزيز قدرات إعلامنا للتعاطي بكفاءة مع التحديات المحيطة والسير قدماً مع التوجهات الجديدة للإعلام لمواكبة التطورات وتحقيق الريادة من خلال الشفافية في الطرح ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع وتخريج أجيال إعلامية قادرة على مواكبة التغيرات التكنولوجية وتسخيرها لخدمة البشرية ومواجهة التحديات نحو مستقبل إعلامي رائد، وهذا ما يتيحه ويساهم فيه المنتدى الدولي للاتصال الحكومي طرح القضايا التي تهم المجتمع بقوالب وورش عمل حديثة تواكب التطورات مما يتيح التعلم وتبادل الخبرات والمناقشات.
لا شك ان جودة الحياة مطلب أساسي لجميع البشر والأجيال لكي يتمكنوا من أداء دورهم في الحياة بشكل مريح وأفكار بناءة والعمل على تسخير التكنولوجيا لخدمة المجتمع، حيث ناقش المنتدى في دورته الـ 14 وجلساته الـ51 مستقبل الأمن الغذائي والصحة العامة والتعليم والاقتصاد الأخضر وقضايا الاستدامة بمشاركة 237 متحدثاً من مختلف دول العالم الى جانب خطابات ملهمة يقدمها قادة وصناع قرار عالميون بالتعاون مع عدد من الشركاء من مؤسسات وهيئات محلية وإقليمية.
وكان المنتدى محفلاً إعلامياً وثقافياً، حيث لاقى اقبالاً كبيراً من جميع الفئات الإعلامية والمختصه والشركاء حيث تاني المحاور منسجمة مع رؤية المنتدى التي تجعل من الاتصال الإنساني أداة أساسية لبناء وتعزيز الثقة بين الحكومات والمجتمعات ومن الابتكار والتكنولوجيا محركاً رئيسياً لتطوير أدوات الاتصال لاستشراف المستقبل وصياغة سياسات نجعل جودة الحياة ركيزة أساسية لصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
جميعنا يدرك الدور المهم الذي يضطلع به الإعلام كشريك في تحقيق الأهداف التنموية المباشرة مع افراد المجتمع وأن أداء هذا الدور بكفاءة يوجب سعياً حثيثاً للوصول بإعلامنا الوطني إلى المستوى الذي يمكنه من المنافسة على موقع الصدارة والمراكز الأولى على الصعيدين العربي والعالمي, وقد استطاعت دولة الإمارات من احتلال مراكز متقدمة في ما تقدمة من برامج متنوعه واخبار تتصف بالشفافية في الطرح وقد حدثت قنواتها وبرامجها بشكل يتناسب مع التطورات التي يشهدها العالم .
وهنا تحضرني الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال جودة الحياة من خلال تعزيز مكانتها لتكون الاسعد عالمياً وتركز الاستراتيجية على اطار وطني يشمل ثلاث مستويات رئيسية هي الأفراد والمجتمع والدولة وتحوي أهداف منها تعزيز نمط حياة الأفراد من خلال تشجيع تبني أسلوب الحياة الصحي وتعزيز الصحة النفسية الجيدة وتبني التفكير الإيجابي وبناء مهارات الحياة، حيث تترتب على جودة الحياة العديد من الفوائد والأثر الإيجابي على أفراد المجتمع من الشعور بالسعادة والرضا الذي يعكس الصحة العامة والعلاقات الاجتماعية والمهنية الناجحة مما يؤدي الى تحقيق الرفاهية والنجاح في الحياة، وعليه فقد أبدع المشاركين في إبراز أهم الجوانب في تبني حياة عالية الجودة بالتعاون مع الشركاء ووسائل الإعلام لإيصال الرسائل الإيجابية لجميع الفئات وفق قيم المجتمع الإماراتي.
mariamalmagar@gmail.com