لا شكّ أنّ موسم ربيع وصيف 2026 النسائي هذا لا يشبه أيّ موسم مضى. فخلال أسابيع الموضة في ميلانو ونيويورك وباريس، يقدّم نحو 15 مصمّماً مجموعاتهم الأولى لدورٍ عدّة، بعد التغييرات الكثيرة التي طرأت على المدراء الإبداعيين في الآونة الأخيرة.
ومن بين مَن استلموا مهماتهم حديثاً، جوناثان أندرسون الذي قدّم أمس الأربعاء مجموعته الأولى لدار «ديور» خلال أسبوع الموضة في باريس، وتحديداً في «حديقة تويلري».
وفي الكواليس أثناء تقديم العرض بكى وتأثر جوناثات أندرسون، بعد أن استطاع أن ينجح ويكسب التحدى في تقديم مجموعة استثنائية للدار الفرنسية.
تسمّرت الأعين على مجموعةٍ انتظر الجميع أن يفكّوا شيفراتها ليروا ما إذا كانت على قدر التوقّعات أم لا، لا سيما بعد تصريح أندرسون بأنه سيكّرم كلّ مَن سبقوه، من كريستيان ديور إلى إيف سان لوران وهادي سليمان وجون غاليانو وماريا غراتسيا كيوري وغيرهم، قبل أن ينطلق بأسلوبه الخاصّ في المجموعات التالية.
فيلم الافتتاح
افتُتح عرض «ديور» بفيلمٍ قصير من إخراج صانع الأفلام الوثائقية آدم كورتيس باستخدام تقنية الكولاج، وبدأ بجملة: «هل تجرؤ على دخول دار «ديور»؟».
لعلّه السؤال الذي طرحه المصمّم على نفسه عند استلام منصبه الجديد.
في فصل التحدي هذا، جمع أندرسون قصص الدار الأرشيفية، من منصات العروض إلى الأتولييه واللحظات الثقافية ومشاهد الأفلام وإطلالات الأيقونات، من الممثلة الأميركية مارلين ديتريتش إلى الأميرة ديانا، وترافق كلّ ذلك مع موسيقى تصويرية أصيلة، بما فيها أغنية لانا ديل ري Born to Die.
مجموعة ربيع وصيف 2026: رؤية ما بعد «نيو لوك»!
يمتلك أندرسون مزيجاً نادراً بين الذكاء البصري والذهني، فلا عجب أن يستلم زمام الأمور في الخطّين النسائي والرجالي معاً!
وفي مجموعته النسائية الأولى للدار الفرنسية، أدخل رموز «ديور» المعهودة، من الأحجام إلى الألوان والأشكال، فرأينا الكاب وسراويل كارجو والعِقد الكبيرة والربطات في سترة بار الأيقونية، وهذا ما أدخله أيضاً في مجموعته الرجالية التي قدّمها هذا الصيف.
هذا الحوار الجميل بين المجموعات المختلفة، وبين الماضي والحاضر، يعزّز هوية «ديور» ويصقل قيمتها وقوّتها.
تخطّى المصمّم الأيرلندي في هذه المجموعة حدود أسلوب «نيو لوك» الذي ابتكره مؤسّس الدار عام 1947، والذي تمثّل في السترة ذات الخصر النحيف فوق تنورة بطيّات، ليغوص في كنوز أرشيفية أخرى.
فأعاد إحياء فستان «لا سيغال» بصناعته من أقمشة رقيقة وخفيفة لتعويض تصميمه الأصليّ القاسي الذي يشبه تنورة محشوة من الأمام. فأتت النسخات الجديدة بتنانير مكشكشة على قمصان «بولو» بأكمام طويلة. أمّا «النيو لوك»، فكان عبارة عن تنورة «ميني» وسترة قصيرة «كروب».
احتضنت المجموعة الطابع المسرحي والخيالي، وهو عنصر أساسي في تراث «ديور»، عبر أحجام غير متوقعة، ولا سيما استخدام «الدرابيه» على شكل أغطية مصابيح، وزخارف الأقواس كبيرة الحجم، والقطع الهيكلية المستوحاة من القرن الثامن عشر.
وأضاف إلى المجموعة تصاميم عملية أكثر، كالتنانير القصيرة المصنوعة من الدنيم، والقطع المصنوعة من الدانتيل المزخرف، ناهيك بالأكسسوارات التي تحمل شعار الدار وحقائب اليد المفتوحة.
أندرسون: نجاحات مالية أيضاً!
حقّق جوناثان أندرسون نجاحات تجارية كبيرة خلال مسيرته المهنية، لا سيما بفضل أكسسواراته التي تُعدّ محركاً رئيسياً لإيرادات أيّ دار.
ومن بين النجاحات المؤكدة حقيبة 3D Envelope المستوحاة من شكل المغلّف، والتي رأيناها على منصة العرض وفي إطلالات الصف الأوّل وسفيرات الدار والإنفلونسرز مثل مايكي ماديسن. بالإضافة إلى حذاء «سلينغباك» ذات العقدة الذي اعتمدته ويلو سميث. وعلى المنصة أيضاً، ظهرت الوردة كبيرة الحجم على الأحذية.