صحيفة المرصد: قال الكاتب والإعلامي عبدالرحمن الراشد إنّ المشهد الإنساني في غزة مروّع والخسائر غير مسبوقة في تاريخ الحروب الفلسطينية، مؤكدًا أن الجماعات التي أشعلت الحرب ستلجأ، كالعادة، إلى الدعاية التمجيدية بعد أن تصمت البنادق.
لغة لتزييف الواقع
وأوضح الراشد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط أنّ هناك لغة خاصة تُستخدم لتزييف الواقع بعد كل حرب خاسرة، حيث تُستحضر المصطلحات والمبررات الأخلاقية لتبرير القرارات، وكتابة التاريخ بصفة المنتصر، رغم فداحة الهزيمة.
المشهد يتكرر
وأضاف أن بعض الأطراف أطلقت على هزيمتها في حرب 2006 بين حزب الله وحماس ضد إسرائيل وصف “النصر الإلهي”، رغم مقتل أكثر من 1600 لبناني وتدمير مدينة غزة، مشيرًا إلى أن المشهد يتكرر اليوم في غزة بمقتل أكثر من ستين ألف شخص وتدمير المدن، وإجبار “حماس” على تسليم سلاحها والخروج من الحكم، ثم وصف ما حدث بـ”النصر المعنوي”.
الحرب الخاسرة في العراق
وتابع الراشد أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد سبق أن أطلق العراق على حربه الخاسرة اسم “أم المعارك”، مضيفًا أن الرئيس الراحل صدام حسين –على الأقل– قبل بالاستسلام ولم يدّعِ النصر.
تضخيم مكاسب مؤقتة
وأشار إلى أن أدب الهزائم العربية عبر التاريخ استخدم مصطلحات مثل النكبة والنكسة والكرامة للتهرّب من المراجعة والمحاسبة، لافتًا إلى أن التبريرات تتكرر دائمًا، مثل الزعم بوجود “هجوم استباقي” أو “معلومات عن ضربة وشيكة”، إلى جانب تضخيم مكاسب مؤقتة كعودة القضية الفلسطينية للواجهة أو خروج مظاهرات حول العالم.
المكاسب الصغيرة والوقتية
وأكد الراشد أن هذه المكاسب الصغيرة والوقتية لا تقارن بالخسائر البشرية والسياسية الفادحة التي غيّرت الخريطة لصالح ما كانت تسعى إليه إسرائيل.
ادعاء الانتصار المعنوي
وأضاف أن ادعاء الانتصار المعنوي لا يهدف سوى لتخفيف وقع الهزيمة على الجمهور، وتمهيد الطريق لتكرار الأخطاء ذاتها لاحقًا، قائلاً إن هذا السلوك يشبه كما يفعل المُدمنون عادة .
ترامب حقق لإسرائيل نصرًا سياسيًا
وتابع أن البعض يحاول صرف الأنظار عن الحقائق الأساسية –وأبرزها موافقة “حماس” على تسليم السلاح والخروج من الحكم– عبر ترويج روايات مثل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجبر إسرائيل على التنازل، بينما الحقيقة أن ترامب حقق لإسرائيل نصرًا سياسيًا لم يكن نتنياهو قادرًا عليه بمفرده، بعدما منع الدعم عن “حماس” وحرَمها من حلفائها.
التوقف عن تزيين الهزائم
وختم الراشد مقاله بالتأكيد على أنه ليس المطلوب الاعتذار لمن عانوا من قرارات الحرب الخاطئة، بل على الأقل التوقف عن تزيين الهزائم والاحتفال بها.
