علاء عبد الفتاحArticle InformationAuthor, كارولين هاولي Role, مراسلة بي بي سي للشؤون الدبلوماسية

قبل 2 ساعة

“أتعلم كيفية الاندماج في الحياة مرة أخرى” هكذا بدأ الناشط البريطاني المصري المؤيد للديمقراطية علاء عبد الفتاح حديثه، وهو يتعافى بعد أكثر من عقد من السجن في مصر.

وقال لبي بي سي من العاصمة المصرية القاهرة، متحدثا علنياً للمرة الأولى منذ إطلاق سراحه الشهر الماضي: “إن حالتي أفضل بكثير مما كنت أتوقع، أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.”

كان علاء عبد الفتاح البالغ من العمر 43 عاماً، أشهر سجين سياسي في مصر حتى 23 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما أُطلق سراحه بعد حصوله على عفو رئاسي. وجاء ذلك في أعقاب حملة طويلة قامت بها عائلته – بدعم من مشاهير مثل الممثلين جودي دينش وأوليفيا كولمان – وضغوط من الحكومة البريطانية.

وهو الآن مشغول بالاستمتاع كما يقول بـ”بالأشياء الصغيرة، وهي أشياء كبيرة”: كمشاهدة ابنة أخته لانا البالغة من العمر عامين وهي ترقص ورؤية ابنه خالد البالغ من العمر 13 عاماً وهو يستمتع بالموسيقى.

يقول: “إن هذه الأشياء الصغيرة هي التي تهم، وكان الانغماس فيها على الفور أمراً رائعاً، إنه أمر مذهل. وما زال مذهلاً.”

بعد أيام اليأس المظلمة التي عانى منها في السجن، وصف “مشاعره الفياضة” بعد أن أصبح حراً: الشعور بشمس القاهرة على جلده، ورؤية القمر في سماء الليل، وتلقي العناق من عائلته بعدما كانت اللمسة الإنسانية الوحيدة التي يتلقاها لسنوات من الحراس الذين يقومون بتفتيشه.

علاء بين والدته(يسار) وشقيقته (يمين)

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، علاء بين والدته(يسار) وشقيقته (يمين)

برز اسم عبد الفتاح، وهو كاتب ومفكر ومطور برمجيات، على الساحة خلال ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الراحل حسني مبارك.

لقد كان وجهاً مألوفاً في ميدان التحرير بالقاهرة، النقطة المحورية للمظاهرات، وأعطى صوتاً لمطالب المتظاهرين. تم القبض عليه في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام بعد كتابته مقالاً عن مقتل المتظاهرين على يد الجيش المصري.

وفي عام 2013، تم اعتقاله مرة أخرى وقضى عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات. وبعد ستة أشهر من إطلاق سراحه، في سبتمبر/أيلول 2019، عاد إلى السجن مرة أخرى – بعد نشر منشور على فيسبوك حول التعذيب.

ويقول إن أسوأ الظروف كانت في سجن العقرب – داخل مجمع سجن طرة بالقاهرة – حيث احتُجز لأول مرة.

وقال لبرنامج “توداي” على إذاعة بي بي سي 4: “لقد كان حبساً تاماً. لم يكن مسموحاً لنا الخروج من الزنزانة على الإطلاق – لا ساعة للتمرين، ولا قراءة، ولا موسيقى، ولا شيء. وكانت الزنزانة رطبة وتحت الأرض”.

وأخبره مدير السجن أنه سيُسجن إلى أجل غير مسمى.

وفي وقت لاحق، تم نقله إلى منشأة أخرى ذات ظروف أفضل، حيث سُمح له بالكتب وممارسة الرياضة والتلفزيون – ما مكنه من مشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وتشجيع لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح.

لكن بالنسبة له ولعائلته، كان هناك دائماً خوفٌ من ألا ينتهي سجنه أبداً.

“في مرحلة ما، غرقت في التفكير في الانتحار. لقد كان اليأس. لكنني تغلبت على ذلك. ونجوت”.

وروى علاء عبد الفتاح كيف أنه كاد أن يموت عام 2022 عندما صعّد إضرابه عن الطعام، وامتنع حتى عن الماء، حتى فقد وعيه.

ويقول: “عندما تعافيت، أوقفت الإضراب عن الطعام لأنني كنت مرعوباً بعض الشيء من المدى الذي وصلت إليه”.

لقد أدى ذلك إلى “تغيير عميق” عندي. “لست متأكداً بنسبة 100% من كيفية التعبير عن هذا التغيير، لكنني خرجت بطاقة مختلفة.”

وكانت والدته ليلى سويف، البالغة من العمر 69 عاماً، على وشك الموت أيضاً، وتم إدخالها مرتين إلى المستشفى في لندن أثناء إضرابها عن الطعام للضغط من أجل إطلاق سراحه.

أضربت والدته ليلى سويف مرتين عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن علاء

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أضربت ليلى سويف مرتين عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن ابنها علاء

يشعر علاء “بارتياح كبير” لأنه لم يعد يشعر بالقلق على والدته، فقد انتهى النضال من أجل حريته.

ويأمل عبد الفتاح أن يعود إلى المملكة المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع ابنه خالد، الذي يعاني من طيف التوحد ويلتحق بمدرسة خاصة في برايتون. ويقول: “إنني أتطلع إلى الذهاب إلى الشاطئ مع خالد”. “لم أذهب إلى الشاطئ منذ عام 2014.”

ولم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات المصرية ستسمح له بالسفر. وتوجه جماعات حقوق الإنسان اتهامات للسطات المصرية بالقمع المنهجي للمنتقدين السلميين، وذلك طبقاً لأحدث تقييم لوزارة الخارجية الأمريكية، مع فرض “قيود خطيرة على حرية التعبير” و”بيئة من الإفلات من العقاب”.

ولا يزال هناك آلاف السجناء السياسيين في السجون المصرية.

لم يحدد علاء ما الذي سيقوم به في المستقبل، ويقول إن دوره كناشط قد انتهى “بالتأكيد”.

وقال لبي بي سي “ما زلت ملتزماً بالكفاح والنضال من أجل عالمٍ أفضل”. “لكن ماذا يعني هذا وما هو الشكل الذي سيتخذه، لا أعرف.”

يقول: “لقد خرجت إلى عالمٍ مختلف تماماً وأبحث عن مكاني فيه، وأعتقد أن معرفة ما يجب القيام به سيستغرق وقتاً، حالياً أنا في مرحلة التعافي”.