على الرغم من التاريخ البارز.. هل تُستبعد النساء عمداً من قيادة الإبداع في عالم الموضة؟

القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 17 أكتوبر 2025, 08:14 مساء

لا تزال النساء مُستبعدات إلى حد كبير من المناصب الابتكارية، على الرغم من تعيين ماريا غراتسيا كيوري هذا الأسبوع مسؤولة عن التصميم في دار «فندي»، مع أن لهنّ دوراً بارزاً تاريخياً في صناعة الأزياء.

BCD Ad BCD Ad

وشهد القطاع تعيينات غير مسبوقة على صعيد المديرين الفنيين. فخلال أسابيع الموضة الأخيرة في سبتمبر وأكتوبر، خاض نحو اثني عشر مصمماً جديداً تجاربهم الأولى في الإدارة الفنية لدور أزياء كبيرة، وفقا لوكالة «فرانس برس».

في باريس، قدمت «شانيل» و«ديور» و«بالنسياغا» و«لوي» و«جان بول غوتييه» أولى مجموعات مديريها الإبداعيين الجدد. وفي ميلانو، شهدت دور «غوتشي» و«فيرساتشي» و«بوتيغا فينيتا» الأمر نفسه.

في حالة واحدة فقط، كان التعيين الجديد من نصيب امرأة هي المصممة البريطانية لويز تروتر لدى «بوتيغا فينيتا».

– حقبة جديدة في عالم الموضة: المصمّمون المتحفّظون يطوون صفحة النجومية
– أسبوع الموضة النسائية في باريس يطلق «عصرًا جديدًا» ومصصمين جددًا
– أسبوع لندن للموضة يسعى إلى «عصر جديد» لبريطانيا في عالم الأزياء

في المقابل، تولى سلفها ماثيو بلازي، المدير الفني الحالي لدار «شانيل»، منصباً فيرجيني فيارد، فيما حل جوناثان أندرسون لدى «ديور» محل ماريا غراتسيا كيوري.

وقالت البلجيكية كارن فان غودتسنهوفن، المتخصصة في الموضة بجامعة غنت في بلجيكا، في حديث إلى وكالة فرانس برس: «بدا كأن هناك انفتاحاً محدوداً (على النساء) قبيل جائحة كوفيد»، وتداركت: «لكن الجائحة أدت دوراً في المجتمع عموماً من خلال إعادة أنماط تفكير أكثر محافظة ورجعية. وبالنسبة إلى قطاع الأزياء، فقد عنى ذلك العودة إلى المفاهيم التقليدية التي تتمحور حول المصمم الرجل».

ترى الكاتبة الأميركية المتخصصة في قطاع المنتجات الفاخرة دانا توماس، أن هذا التراجع يُعزى إلى تأثير المديرين التنفيذيين المُحافظين وكبار السن نسبياً لدى مجموعات مثل «إل في إم إتش» و«كيرينغ» و«شانيل».

وتعتبر أن «شانيل» التي أسستها غابرييل «كوكو» شانيل، أشهر وأكثر النساء تأثيراً في عالم الموضة، «أضاعت فرصة بعدم تعيين مديرة فنية أنثى».

الفكرة الوهمية عن «المصمم العبقري»
تُشير دانا توماس إلى أن دور أزياء مثل «لانفان» و«نينا ريتشي» و«سكياباريللي» و«سيلين»، التي أسستها نساء، «تضم كلها اليوم رجالاً كمديرين فنيين».

ويشكل تعيين سارة بيرتون في دار «جيفنشي» العام الفائت، وماريا غراتسيا كيوري الثلاثاء في دار «فندي»، حالتين استثنائيتين.

يُرجع عالم الاجتماع الفرنسي والباحث في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال فريديريك غودار، هذه الهيمنة الذكورية إلى عوامل عدة.

فيُشير في البداية إلى قطاع «يهيمن عليه الرجال تاريخياً»، ويتميز بوتيرة عمل مُرهقة جداً لا تتوافق مع المسؤوليات العائلية التي غالباً ما تتحملها النساء، ناهيك عن التفاوت المستمر في الأجور.

كما يلفت إلى الفكرة الوهمية عن «المصمم العبقري» التي لا تزال تُؤثر على صناع القرار.
تُشير كارين فان غودتسنهوفن إلى أن آخر المصممات في «شانيل» و«ديور» كان يُنظر إليهن على أنهن شخصيات انتقالية أو كرموز للاستمرارية.

وتُعرب عن أسفها لبقاء النساء مُقيدات «بأدوار حرفية»، نظراً إلى وجودهن القوي في كل مراحل الإنتاج، بينما يُعتبر الرجال أصحاب رؤية في عالم الموضة.

لا يفتقر قطاع الموضة إلى المواهب النسائية، إذ تواصل مدارس الأزياء تخريج نسبة كبيرة من المصممات، كما تحظى النساء بتمثيل قوي في مواقع القيادة والإدارة.

تدير نساء هنّ لينا ناير وفرانشيسكا بيليتيني ودلفين أرنو كلاً من «شانيل» و«غوتشي» و«ديور». وفي «كيرينغ»، تشغل النساء 58% من المناصب الإدارية ويمثلن نصف اللجنة التنفيذية.

وعندما تواصلت وكالة فرانس برس مع «إل في إم إتش» للاستفسار عن هذا الموضوع، رفضت المجموعة التعليق.

في مواجهة تحديات الوصول إلى القمة، قررت بعض المصممات مثل إيريس فان هيربن ومولي غودار وسيمون روشا، السير على خُطى الرائدة دونا كاران بتأسيس دور أزياء خاصة بهن.

وتقول دانا توماس: «هناك جيل كامل من النساء الموهوبات جداً، لكنهن لا يحصلن ببساطة على الفرص».